آراء الكتاب: ما بين سورية و نفطها و قمحها ماما أميركا فهل تنفذها بندقية درويش أم يراودها نعق و لعق التطبيع و تباطؤ الحلفاء؟!- بقلم: ياسين الرزوق زيوس

في رواية موانئ المشرق كان أمين معلوف يكسر باب التقاليد الفولاذي و يخلع نافذتها العازلة لا لأنّه فقط يعشق المقاومة الفرنسية بأنفاس نيو عثمانية صهيونية ، و إنّما لأنّه التقى كعصيان بكلارا اليهودية كما التقى شاعر المقاومة الفلسطيني ب ريتا أو تمارا اليهودية أيضاً و التي كانت عضواً في الحزب الشيوعي الإسرائيلي الذي استقال منه محمود درويش في بداية شبابه ليصبحا مقاومين كلٌّ منهما في اتجاه فهي جُنّدت في سلاح البحرية الإسرائيليّ و هو جُنّد لوجدان القصيدة أو لكلمة شعبٍ يبحث عن وطنٍ خرج و لم يعد أو لتناقضات المشاعر الداخلية و المشاعر الوطنية حينما خلقت بين ريتا و عيونه بندقية سقطت بين أيدي إله العيون المجازية!…….
و بعد كلّ هذا المجاز الحائر على مستوى العالم بأجمعه ما بين رجلٍ اسمه بوتين يريد رسم العالم من جديد و ما بين حمار أميركي على هيئة أكذوبة ديمقراطية خبيثٍ إلى حدّ الخرف و خرفٍ إلى حدّ الخبث، كلّ هذا و التنين الصينيّ عينه على خاصرةٍ من الرقائق و أشباه الموصلات فوق المجازية اسمها تايوان تنينٌ لن يطفئ ناره أحد إن نفثها في وجه من يفضّلون انفصالها على تكوينها المدمج الواحد مع الوطن الأم مهما تلاعبت بريطانيا مع كلّ الخيبات الفرنسية الأنجلوسكسونية بمسميات الأكاذيب الديمقراطية و مهما حاولت البلبلة و التهييج من خلالها ،


و وسط كلّ هذا يزيد التشكيك و الهرج و المرج و يعود التركيز إعلامياً بهيستيريا أعنف من هيستيريا 2011 على سورية ، و كأنّها على أبواب السقوط و التلاشي، لكن ما هو حقيقي فعلاً أنّها على أبواب التجويع و التركيع كهوية وطن و انتماء و كفكر دولة و بقاء ، و لا يمكن تلخيص ما يجري بكلّ سذاجة على أنّه مجرّد محاولة تغيير نظامٍ سياسيٍّ بريئة لا هدف منها إلا المحبة و ذرف الدموع (دموع التماسيح ) على شعبٍ جذوره أطول من أطول قامةٍ في أميركا العمياء و في الغرب الحاقد المتعامي أكثر بجعل هذا الحقد ناراً يريدون انتشارها في هشيم الظلم و التجويع كي تعيد حرق ما تبّقى من وعي لم يتلاش في خارطة اللاوعي الجائع إلى أبسط مقوّمات الحياة على أرضٍ هي أرضه بينما تقع ثرواتها تحت سيطرة زمرٍ من اللصوص المتأمركين و غير المتأمركين و هم يسخّرون داعش كلّ لحظة تغيرات عالمية لقلب الوقائع كما تشتهي أنفسهم الضالة ، و كلّ ذلك تحت ذريعة ضرورة تغيير النظام السياسي بينما الهدف أبعد بكثير إذ لن يكتفوا بتغيير هويّة الوطن و إنّما يريدون تحويلنا إلى وحوش تأكل بعضها و روبوتات تسيّرها ماما أميركا و أقدامها المرمية في العالم لضرب أيّة قيمة تبقينا على بعض اليقين بعد كلّ هذا التيه و التشكيك و التلاشي فهل تنقذنا نظريات المؤامرات الفارغة من أيّ تحصين و تمكين أم أنّه لا بدّ في ذلك من الانخراط و التأمين ؟!…….
ليست القضية بخطاب السطحيين السوريين أو المنافقين المخادعين ، و هم يتلاعبون بخطابات مقاومة التطبيع كزاد دعاية و ترويج فارغ القيمة و المضمون لا يسمن و لا يغني من جوع ، أو برسائل المعاليف الخارجية المسمومة الحاقدة الباحثة عن دسّ السم في العسل بعد كلّ هذه الهشاشة في العظم المعيشي الاقتصادي ، و بعد كلّ هذه الطبقية ما بين مسؤولٍ يبتلع كل ّ شيءٍ مع تجّار الأزمات و المحتكرين و ما بين مواطنٍ يذوب إلى اللاشيء ، حينما يطالبك الأفّاكون بخطابٍ وقح أن تصمد بأشلاء من جسدك النحيل المتثاقل المنهك غير المعزّز حتى بفيتامينات الصمود المجانية !…….
يريدون بعد هذه الهيستيريا خنقنا تحت حجة إيران من جهة العراق بينما يفاوضون إيران و يفرجون عن مليارات الدولارات الخاصة بها في مكانٍ آخر ، و هذا يعزّز ما قاله الرئيس الأسد بأنّ الهدف و المستهدف الأول هو نحن كدولة سورية بكلّ مفاهيمها على مستوى الوطن و الحكومة و الشعب مهما تلاعبوا بالمسميات ، و كلّ من يظن أن حركات كحركة ١٠ آب ما هي إلا حركات عفوية بريئة فليراجع دفتر سذاجته و ليدرس مقوّمات بقائه على خارطة التجويع الأكبر من جديد فهذه الحركات مشغّلة و لا مبرّر لتشغيلها إلا زيادة الوضع تعقيداً و زيادة الهيستيريا لتعميق خارطة الزوال !…….
في مؤسّسة القيامة السورية الفينيقية لن تزول سورية ، لكن سورية تستحق أن تزول حكومات لا تعرف قراءة خارطتها و خارطة شعبها و احتياجاته كما يجب ، لأنّ اليد التي لا تطعم طير الحرب لن تحمي طير السلام و اليد التي تذبح طير السلام لن تمسك طير الحرب ، و على هذا وجد عبّاس بن فرناس ذيلاً معلوفاً في مجازات ١٠ آب بعد أن سقط ذيله السابق في آذار كي لا يبقى في خطابات نعق و لعق التطبيع ناسياً شعباً يتلاشى و وطناً يكاد يضيع !…….

بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق