آراء الكتاب: وجبة العبد الأخيرة ..لحم سيده ؟؟!! – بقلم: يامن أحمد

لم أعمد يوما إلى استعارة كلماتي من زفرات مزاجي ،فإن الفريسة لايمكن أن تواجه القبح وتأخذ مكان الفارس الذي يشق عجاج النفس ليبرز لعمالقة الضعف، ولم أغسل جنابة أفكار الهازئ ببلاده برجس انفعالي الأعمى فما من كلمة تنتصر للحقيقة العليا إن لم تكن قد تنزهت مسبقا عن ممازجة الجسد وبهذا فإنني لا أقوم على جثث كلماتكم لأتلو صلاة الميت، لأنني لم أعتد الصلوات على كلمات لايمكن ايجاد الفرق بينها وكلمات آكلي لحوم البشر من جبهة النصرة. فالمحق لاينطق بلغة أهل الباطل ولو ذاق النار والحديد . يظن أحدهم أن كلماته هي كلمات تشي غيفارا، فاصح ياصديقي من مدفنك فإن تشي يقاتل السارق لا الحارس، وتشي كان سيدا يحارب العبيد الذين لايستهدفون السارق بل هم يهاجمون الحارس ..تشي كان يواجه أمثالك ممن لايرون من الصراع مع العالم المادي القذر سوى بطونهم .تشي كان يحارب الأمريكي ويجتاز الحدود مع رفاقه وخاض معهم الأرض لقتال الأمريكي، أما أنت اليوم فالأمريكي على بعد رمية حجر ولانراك تتحسس وجوده، أي أننا لانريد منك نزاله بل فقط نريد من جمجمتك أن تفكر لمرة واحدة ،وأن تلعن الامريكي وتحرض الجميع عليه وعلى الفاسد معا..

هل سأل أحدكم لماذا يحدد البعض حربه ضد الأسد والدولة السورية فقط؟! هل فكر أحدكم بحقيقة هذا الأمر ؟! دققوا بالتالي :

هؤلاء لايعترفون إلا بغاياتهم فقط وليس بما تريده أنت وأنا،وهنا لانصطنع حالة وهمية، حتى لو أدمن معشر المثقفين (المعصومين) القهقهة على كلماتنا، يجب علينا أن نعلم بأن خطورة جهالة هؤلاء تكمن في أنهم بحربهم تلك يحرضون الشارع والشباب البسيط الغض في المواجهة ضد المتلقي لأوزار الحرب لاعلى من تسبب بها وقام بشنها ضدنا ،وهم بموقفهم المريع هذا إنما يساندون مصالح كل الامريكي والتركي ضد دمشق و الأسد .

تحت غطاء رماد الحرب لم يكن هناك طائر فينيق ولا ذهب منصهر ولانار مقدسة، بل كان هناك عبيد صامته لم تشاهد أبو” صقار الجائع” وهو يلوك قلب جندي سوري بعد أن شق صدره كالشاة، بل شاهدوا جوع امعائهم فقط ،كما لم يشاهدوا السارق الأكبر بل شاهدوا من يحارب السارق وذهبوا في حربهم هذه ضد حارس دمشق هكذا هي شعوب المنطقة تحارب الحارس وتغض بصرها عن اللص ،لأنها لاتقوى على قتال لص ثم أن غايتهم واللص واحدة ،وهي الشبع أولا واخيرا، هكذا هي أمة المليار مستسلم اجتمعت في غالبيتها العظمى ضد دمشق، وهي لم تجرؤ منذ مايقارب القرن للإجتماع ضد تل ابيب. الأمة ممتلئة بمن يحارب الحراس يبايعون اللص الأكبر ولي نعمتهم ،الأمة مليئة بجساس وكل يوم يغدر فيها كليب فلا تأمل تبجيل الحراس ممن يقدس جساس ..

يامن تهدد بأكل لحومنا لك أن تأكل لحم جلادك لا سيدك وإن كان لديكم هذه الشهية فكلوا لحوم جلاديكم الأمريكان .

دعونا نصدقكم لمرة واحدة لنرى صدقكم ونبل أنفسكم وتوقكم للحرية، وقدموا عينة بشرية منكم تشتهي آكل لحوم الامريكان وبقايا داعش.

قولوا للناس أنكم تريدون من كل هذا الوجود اللقمة فقط، و اعترف أيها العبد الثائر أنك تريد الإجهاز على السيد لأجل لقمة، ولاتريدون قتال السارق من أجل قمح أمة اعترفوا أن اللقمة أظهرت أعلى سقف لأفكاركم، كما أظهرت أن ليس كل جائع كافر بل كل كافر هو الجائع .

نحن نقص عليك مالا يمكنك معرفته فهل قرأت الحقيقة ذات مرة كما تنص شريعة العقل الشريف ؟! أقول :
إن كانت عاطفة “القديسة” الثرية قطر تجاهنا تتجلى في عواصف غضب وصليات شتائم فيصل القاسم ضد الدولة السورية ورئيسها لماذا لم يتحدث القاسم في العلن، وينتقد قطر الثورية يوما في عدم انقاذها للسوريين في السويداء مثلا؟! أي لماذا لا تؤمن قطر رواتب شهرية ولو مئة دولار فقط لكل اسره محتاجة في السويداء وغيرها في المحافظات السورية، ألا توجد هيئة أمم متحدة ؟! ألا يمكن استثمار الوساطة الإيرانية؟ ألا يمكن لقطر أن تحول آلاف المبالغ إلى الأسر عبر العالم، لماذا لاتفعل هذا قطر أم أن حوالات المال لاتنجح مع قطر إلا في تمويل عشرات الألاف من المسلحين وشراء فقراء الشرف من المسؤولين و الجنود والضباط كما الهرموش ورياض حجاب وغيرهم ؟؟! لماذا لاتدفع قطر الحنونة لبقاء حياة السوريين المدنية على مايرام مامقداره واحد بالمئة في كل سنة مما دفعته لإستقبال المونديال .اذا ماهي الغاية ؟! اذا هو الإبقاء على الاحتراب الدائم وقتل السوريين ومن تبقى منهم لينقلب على الأسد ،ولو كانت قطر دولة وفيها حاكم بشري حقيقي لما قاتلت سوريا إلى اليوم وكفى قطر بموقفها من نكبة الزلزال في سوريا برهانا على شذوذ دورها وقزمية حكامها المتورمين بالمال والحقد فقط ،وهل يعلم الجميع منا أن قطر لاتساهم في دعم السوريين في الشمال مدنيا ولو كانت تدعم من يقال انهم في الجزء المحرر لما رأينا سوريا في تركيا، ولا رأينا سوريا هاجرمن تركيا الى اوربا والسبب هو البقاء على اقتتالنا..

فعلا ياهذا إن جاع العبد يأكل لحم سيده ولحم اخيه وامه وابيه وبني قومه لأنه عبد يطغى الجوع على اشرف معتقداته فيتحول الى كائن ربه المادة .هكذا هم أهل الجاهلية اذا جاعوا اكلوا اربابهم التمرية ومن ظن أن الجاهلية توقفت فهو مخطئ فاليوم يقف البعض مع الظرف وليس مع المبدأ ولايتبدل صاحب المبدأ بتبدل الظرف بل من يتبدل هو من صنع ربه وسيده من تمر .

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق