هناك مثل شعبي روسي مضمونه “لا تبك من أجل الحقيقة ، كن مع الأكاذيب ” و هذا ما ينطبق على أميركا و أقدامها في العالم بل لربما ينطبق على كل المنظومة السياسية العالمية ، و أنا أسمح لنفسي على الأقل في المجاز العالمي بوصم المنظومة السياسية العالمية كلّها بالعهر السياسي ممّا يجعلنا نحوّل المثل العربي القائل “وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة ” إلى “وراء كلّ سياسي عاهر رفيع المستوى امرأة عاهرة من الطراز الأول ” فلكم أن تتخيلوا كم عاهرة وراء بايدن قدم أميركا الأول و بقية أقدام ماما أميركا في المنظومة العالمية مترامية الأقدام خاصة بعد كلّ هذه الشيزوفرينيا لدى الأقدام العالمية في الآراء ما بين غزة و أوكرانيا ، و سنطرح هنا على سبيل المثال ما قالته عاهرة المفوضية الأوروبية حين اعتبرت أنّ ما تفعله روسيا في أوكرانيا دفاعاً عن أمنها القومي من استفزازات العم سام المقصودة جرائم حرب بينما أيّدت بعهر منقطع النظير ما تفعله إسرائيل في غزة و لو على جثث الأطفال و المدنيين ليطفو العهر السياسي من جديد على حقد هؤلاء و كرههم و نذالتهم مع الكثير من الأنظمة العربية التابعة للأقدام التابعة لأميركا على خارطة المنظومة التي تتجه بخطى حثيثة نحو صفقة القرن بغض النظر عمّا إذا كان فعل حماس الانتقامي الثأري ضد جرائم هؤلاء قد سرّع هذا الاتجاه أو أوقف و لو لبعض الوقت قطار التطبيع السريع نتيجة تنازل ما يطلق عليهم قادة السلطة الفلسطينية قبل غيرهم عن حقوقهم المشروعة في دولة حقيقية لا دولة خرائط من الوهم و السراب !…….

سخافة بايدن و معاليفه في تهديد سورية ممثّلة بالرئيس الأسد من جديد بعدم استخدام أجوائها أو التدخل في حال اندلاع حرب إقليمية متناسين وقاحتهم منقطعة النظير في اختراق الأجواء السورية و ضرب البنى التحتية المدنية قبل العسكرية في جرائم حرب واضحة للقاصي و الداني لمن يريد أن يرى من منطلق واحد على الجميع لا من منطلق ازدواجية المعايير و التدخل السافر في شؤون الآخرين و اتهام آخرين يدافعون عن مصالح بلدانهم القومية و أمنها الوطني هذه السخافة تجعلنا نصطف أكثر ضدّ كلّ من يؤيد أكذوبة الديمقراطية الغربية المغموسة بالدم و القائمة على جثث كلّ طفل و امرأة و رجل ضد احتلال أراضيهم و الوصاية عليها ، و ما يثير السخرية هو تأييد صبي الناتو زيلينسكي و صبيان الائتلاف المصنّع في الخارج بحبر سوري مزيّف لحرب إسرائيل على المدنيين في الوقت الذي استدعى فيه زيلينيسكي و معه هؤلاء كلّ دول الناتو لضرب مصالح روسيا و سورية الدولية و الوطنية تحت حجة حماية المدنيين الأوكرانيين و السوريين و بين ذرائع استقلال أوكرانيا و سورية المضحك على لسان رئيسها الأضحوكة و على لسان الدمى المؤلّفة قلوبهم على تدمير سورية ، فهل تنجح وساطة قطر و تركيا و مصر في وقف الحرب ما بين غزة و إسرائيل بعد كلّ هذا الاستيطان و الاستعجال بضم أراض فلسطينية و خلق مستوطنات جديدة سواء تدخلت حماس أو بقيت صامتة بلا حماس !؟……..
في مؤسّسة القيامة السورية الفينيقية ما زال الرئيس الأسد محور التوازن في مقاومة الحقيقة الواقعية لا في ترجمة الاستعراض المسرحي الفاقع ، و ما زالت إيران تعرف كيف ترقص مع أميركا رقصة الثعابين ، و ما زال بوتين رابط الجأش ينتظر الانحدار الأميركيّ النووي كي يضغط على زر بدء التدمير الذاتيّ لدولٍ تقود العالم إلى
حتفه كي تبقى بدون حتوف ناسية أنّ الحتوف تدور على راسميها كما تدور على الباغي الدوائر ، فهل بعد قداسة الأقداس يجد ابن فرناس بالرؤى و الحواس ذيلاً يقي بايدن الخرف كلّ هذه السقطات على خارطة البؤس و المداس؟!…….
بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
روسيا موسكو