آراء الكتاب: أسلحة مُحرّمة .. مجازر حرب وإبادة جماعية … هل تنجو القضية !؟..- بقلم: متابعة من المانيا


وفي اليوم الثامن للعدوان على غزّة والأراضي الفلسطينية .. إنقشَعت ضبابية المشهد، لا جديد سوى تعاظم شلال الدم العربي الهادر فيما العربان الغربان ما داموا في خبر كان !..

تُركَت غزّة لمصيرها كعادة العرب الكرام !!..
بعد خديعة ١١ ايلول وتوابعها…
وبعد خديعة اسلحة الدمار الشامل وما نتج عنها. ..
ها هي اسلحة دمار الإعلام الشامل تطفو على السطح من جديد شرقاً وغرباً تنادي وتصرخ : سنسحقُ غزَّة!..

غزة تُركَت لمصيرها …كما تٌرِكَ جنوب لبنان لمصيره إبان عدوان تموز بعد ان شمت العربان بالعدوان وقالوا: “مغامرون .. يستاهلون” !!!
بينما
الغرب كلّه بترساناته وكل مقدَّراته وملياراته كما كان أيضاً إبّان عدوان تموز 2006 , مجنّدٌ بكل ما تعني الكلمة للدفاع عن جيش الاحتلال وكأنها حربه المقدسة الأخيرة !!.
. في العدوان على غزة، حشدَ الغرب كله ويحشدُ وسيحشُد وإنتقل من مرحلة إستيعاب صدمة طوفان الأقصى الخاطف إلى وضعية الهجوم جنباً الى جنب إلى جانب كيان الاحتلال في هجومه على المدنيين في غزة( الحيوانات حسب ما وصفهم جهابذة صقور الحرب بينهم ) والضفة وما حولهما ، لا على المسلحين من كافة الفصائل الفلسطينية فحسب ، بل على المدنيين الآمنين من اطفال ونساء وشيوخ الذين دُمرّت بيوتهم فوق رؤوسهم وفاق عدد الشهداء حتى الساعة ١٩٠٠ شهيد عدا عن الذين ما زالوا تحت الأنقاض ..
اللافت انهم هذه المرة جاهروا بإسقاط كل المحرمات وأعلنوها واضحة انها حرب إبادة وتهجير … كل هذا ومفوضة الاتحاد الاوربي السنيورة الالمانية الكيوت اورسولا


فون ديرلاين تتغندر ضاحكة على وقع ازيز الأسلحة الالمانية الفتّاكة التي منحتها الحكومة لجيش الإحتلال حسب الطلب والرغبة … لم تنس وزيرة الدفاع السابقة فون ديرلاين ان تعلن تأييدها المطلق له وإطلاق يده في كيفية زمان ومكان الرّد على المدنيين في غزّة(الحيوانات)!… وليس مهماً عند السيدة الديموقراطية الحرة قوانين حقوق الأنسان او استهداف المدنيين او استهداف الطواقم الطبية وحتى الصحفية !!..
المهم عندها سلامة جيش الاحتلال والمستوطنين !!
نعم
لم يسلم الجسم الطبي من عدوانهم واجرامهم في إنتهاك صارخ للقانون الدولي .. وحتى السلطة الرابعة أخافتهم فقاموا بقصف سياراتهم بالاسلحة الثقيلة جُرِحَ من جُرِح واستسشهد منهم من استشهد من اقصى جنوب فلسطين وحتى شمال فلسطين كما حصلَ مع مراسل رويترز المصوِر الشهيد عصام عبدالله الذي استشهد جهاراً نهاراً اثناء قيامه بواجبه الاعلامي على الأراضي اللبنانية في علما ألشعب .. كان يقوم بواجبه الاعلامي لنقل صورة الواقع والحقيقة كما هي!! .. للشهداء اينما إرتقوا الرحمة وللجرحى الشفاء العاجل… وبالمناسبة : أين شرعة حقوق الإنسان !؟.. أين الديموقراطيات الغربية واين حرية الشعوب في مقاومة الإحتلال !؟؟ بل أين حرية الكلمة والتعبير !!؟؟ هل ما زالت محاكم لاهاي الدولية غائبة عن السمع والبصر أم انها تغُّط في نوم عميق!!؟

ما قام به جيش الاحتلال من قتل وتدمير وإستهدافٍ للمراسلين ما هو الا انتهاك آخر لكل القوانين الدولية لا سيما لقوانين الصحافة الحرة … وأستغرب جداُ تخاذل وسكوت الوكالة العالمية الفاخرة عن إستهداف دبابة الإحتلال المباشر لسيارة فريق المراسل المصوّر الصحفي عصام العبدالله، بحيث انها لم تجرؤ على تسمية الأشياء بأسمائها!!.. وأتمنى ان يقوم المعنيون من اهل الخبرة والإختصاص بملاحقة المجرمين (قانونياً ) الذين ارادوا منعه من نقل صورة الحقيقة كما هي من ارض الواقع..!!.
أشعر ان اول أهدافهم الإصرار والإمعان في قتل الحقيقة ، وأن تبقى ماكينتهم الإعلامية الماكرة القادرة المتمكنة هي المتسَّلِطة وهي فقط من تضُّخ ما يحلو ويطيب لجيش الإحتلال!!.. وللأسف كثيراً ما نجحوا بذلك.. وسينجحون!..

الولايات المتحدة الأمريكية بجلالة قدرها إستجابت بسرعة البرق كعادتها و أرسلت كل ما طلبّ النتن وتمنى من أسلحة وذخائر إلى “جيش الاحتلال”، قبل أن تستعرض قوتها الفاخرة وتبعث بحاملتي طائرات عملاقة إلى شرق المتوسط لـ”للقضاء على أعداء الدولة الغازية ”.!! وكإنّ مشهد ” نيوجرسي” قبالة سواحل بيروت يعود للواجهة من جديد!! وكأنهم لم يتعلموا شيئًا لا من دروس التاريخ ولا من الجغرافيا !!

ألمانيا بحجة دعم الإرهاب تجدد قرار منع التضامن السلمي مع الشعب الفلسطيني وتهدد بالملاحقة القانونية وبالترحيل وووو، وتعلن منح جيش الاحتلال طائرتين مسيّرتين لاستخدامهما في حربها ضد المدنيين في غزة، إضافة إلى درسها طلب الحصول على ذخائر بحرية.!..
و الفصيحة جداً جداً النشيطة فوق العادة ، والحنونة فوق العادة وزيرة خارجية اوكرانيا عفواً المانيا أنالينا بيربوك حطت رحالها بالأمس في الاراضي المحتلة في زيارة رسمية للتأكيد على تعاطف وتكاتف وتأييد الحكومة الالمانية( مع ان الحكومة تخلخلت بقوة وتكاد تسقط او تستقيل بعد خساراتهم الانتخابية الاخيرة ! ) لكل ما قام وسيقوم به جيش الإحتلال !.. نعم على بعد كيلومترات معدودة قامت الوزيرة الحنونة بلقاء عائلات الأسرى وأبدت كل تماهي وتعاطف وتكاتف وكادت تذرف دموعها المقدسة بحرقة لا توصف لدرجة انني خلتها ترشحُ زيتاً !!. لكن عيناها سبحان المعبود لم تشاهد جريحاً واحداً أو صورةً واحدة من مجازر غزة !!

فرنسا الحنون وماكرون الماكر بدورها تحظر أي تضامن مع الشعب الفلسطيني، وتهدّد المتضامنون بالملاحقة القانونية وووو!.
بلا صغرة حتى هولندا إستنفرت علينا وأرسلت فريقاً عسكرياً عرمرمياً اليوم الأحد الى بيروت كإجراء إحترازي بعد المناوشات على طول الحدود بين لبنان والاراضي المحتلة !!. اللافت ان وزارة الدفاع الهولندية في بيانٍ لها قبل قليل افادت ان ” العسكريين سوف يقدمون الدعم للسفارة الهولندية في بيروت( إنتباه : فقط دعم للسفارة !!! لا عيون ولا آذان ولا أفواه!!) اذا ما تدهور الوضع الأمني !!!!! وكأن لبنان وطن لا سيادة له ولا كرامة !!؟ او كإن السفارة الهولندية تقع على الخط الفاصل الازرق عند الحدود مع الإحتلال !! يا للهول

بالأمس كانوا كلهم اوكرانيون متضامنون مع راقص كييف .. اليوم كأنهم اصبحوا إ س ر ا ئ. ي لي و ن الهوى والهوية !!
وكإنهم في سباقٍ محموم من يعطي الأبالسة أكثر ومن يتنازل أكثر ويرضخ اكثر !!.. وكإن كلّ ما تقدّم لا يكفي. البيان الذي أصدره رؤساء (ورؤساء حكومات) كل من فرنسا وألمانيا وإيطايا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية يوم الاثنين الماضي، لم يعبّر حصرًا عن تأييد ما يسمّونه بـ”حق الاحتلال ” في الرد على عملية “طوفان الأقصى”، بل تعدّاه إلى تأييد الحرب والعدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وبالتالي تغطية وتأييد كل ما يرتكبه جيش الاحتلال من جرائم حرب إبادة جماعية بإستعمال أصناف الاسلحة المحرّمة الدولية ًويحاسب عليها قانون الانسانية ومحكمة العدل الدولية!..

هذا البيان صدر في اليوم نفسه الذي قال فيه رئيس حكومة الاحتلال النتن إن الحرب التي يشنّها الكيان على غزة “ستغيّر الشرق الأوسط”. كأنها نغمة قديمة متجددة أو يُراد إنعاشها !!
وكإنها اعادة لسيمفونية مصاصة الدماء حمالة الحطب كونداليزا بتاع مخاض ولادة الشرق الاوسط الجديد إبان عدوان تموز !!.
وهكذا، نرى انه في صدور بيان قادة الدول الغربية الشمالية الخمس، مُنِحَ جيش الإحتلال ” الضوء الأخضر المفتوح لشن الحرب المفتوحة (لإنعاش صفقة الشرق الاوسط الجديد) وتغطيتها وتبنيها جهاراً نهاراً تحت شعار ضمان قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها ولتهيئة الظروف في نهاية المطاف لمنطقة شرق أوسط متكاملة ومسالمة!!!.. يا لللهول
إياكم وقول الحق والحقيقة !.. وإلا
ستخسرون .. ستخسرون في كل الميادين .. حتى الجوائز التي تستحقونها سيتراجعون عن تقديمها لكم بكل صلافة !!.و

وهكذا.. بقدرة ماكينتهم الإعلامية وبخطوة غير مسبوقة، قام معرض فرانكفورت للكتاب بالتراجع عن منح الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي جائزة المانية نالتها بجدارة عن روايتها الأخيرة .. وأتى هذا التراجع عن منحها الجائزة عن روايتها التي قاموا بترجمتها ” تفصيل ثانوي” ليشكل صدمة أخرى للرأي العام عن غياب الديموقراطية مدى تراجع حرية الكلمة والتعبير !!.
ويبدو واضحاً جليّاً ان هذا التراجع المُعيب أتى على وقعِ أنغام سيمفونية (الارهاب الفلسطيني!) وتأييداً ومشاركةً للضغوط الصهيونية لملاحقة كل صوت يصدح بالحقيقة !!. نعم ، انها سياسة كم الأفواه !

كيف لمحتّلٍ وغازي، وغاصبٍ وقاتل ان يكون اليوم هو الضحية.. ويتبارى جميع من عليها ( الإ من رحم ربي ) لنصرته وتأييده ودعمه وتمويل عدوانه!!؟؟.

===========================


الحرية دون قيدٍ أو شرط للسجين السياسي الأقدم ، والأسير ظلماً وعدواناً في السجون الفرنسية منذ نحو أربعين عاماً رغم تجاوز فترة محكوميته التي انتهت عام ….1999
لكن وزير الداخلية الفرنسي رفض وترفض فرنسا اطلاق سراحه وترحيله لوطنه لبنان!!.

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق