أيها العربي .. اذا اردت ان تعرف ماذا حدث في سورية بالأمس .. فانظر ماذا يحدث في غزة الآن !!

هذه فرصة لكي يعرف العربي ماذا حدث في الربيع العربي بالنظر الى احداث غزة .. فاذا أردت ايها العربي ان تعرف ماذا حدث في سورية وماهي الثورة السورية .. واذا اردت ان تعرف كيف خدعت وكيف جهلت فعليك ان تنظر في حكاية غزة الدامية ..


في غزة اليوم يوصف المقاتلون من أجل الحرية على انهم ارهابيون … وانهم قتلة .. ويذبحون الاطفال .. ويغتصبون النساء .. ويسمون الاسرى بالمختطفين .. وفوق كل هذا انت لايسمح لك ان تظهر رأيك ولا أن تبدي تعاطفك ولا أن تقول رأيك .. وأنت مغيب تماما في وسائل التواصل التي تراقبك وتمسحك وتمحوك بالممحاة اذا قلت الحقيقة ..


أيها العربي .. نحن في سورية كنا غزة كبيرة .. فنحن مقاومون وطلاب حرية .. ولكن لأننا دعمنا عملية تحرير العراق ولبنان كما فعلت حماس في تحدي غلاف غزة .. أصيب الغرب بالصدمة .. فخرج علينا بحكاية أظافر أطفال درعا .. مثل حكاية 40 طفلا اسرائيليا مذبوحا على أيدي مقاتلي حماس بالضبط .. وصدقها العالم كله .. وحاصرنا اعلام العالم .. وكان محظورا علينا ان نقول كلمة دفاعا عن وطننا وعن جيشنا الذي وصف انه شبيحة ويقتل الأطفال ويذبح الطفلات .. ويغتصب النساء ..


تخيل أيها العربي أنه طوال 12 سنة لم يسمح لأي مؤيد للوطن السوري او للموقف الوطني السوري ان يظهر ولو لدقيقة واحدة على اي شاشة في كل هذا العالم .. كانت حناجرنا تقتلع .. وكنا نلاحق مثلما يلاحق العالم من يرفع علم فلسطين.. وكل البث في العالم كان مفتوحا لكذابين من المعارضة التي كانت تتلقى اموالا ورشاوى لتقول ماتقول .. والمكان الوحيد الذي سمح لنا بأن نظهر لنتكلم كان قناة الجزيرة – التي تتآمر اليوم على غزة سرا – التي كانت تأتي بضيوف موالين للدولة السورية فقط لتحاكمهم ولتسمعهم جدول اتهامات لانقاش فيه ولتعلم الجمهور كيف يحقد على الجيش السوري .. ولم يكن متاحا له ان يقول كلمة لأنه يتم اسكاته فورا .. فالمطلوب منه ان يكون ديكورا فقط لحرية الرأي وليتعلم الجمهور كيف يجب ان يتم اسكات الرأي السوري بوقاحة ودون ندم ..


قالوا عنا اننا نضرب ابناءنا بالاسلحة الكيماوية … وقالوا اننا نقتل أهل السنة .. ونفس محطات ورؤساء العالم الذين قالوا ان علينا ان نرحل وان العالم من غير الوطنيين السوريين هو أفضل وكان كل رئيس دولة ليس له الا أمر واحد وهو رحيل القيادة السورية .. وترحيلها .. هو نفس الخطاب القديم يتكرر في غزة .. فعلى غزة أن ترحل .. وعلى مقاتليها ان يرحلوا الى جانب ترحيل كل الغزاويين الى مصر ..


كنا نقتل يوميا بالمتفجرات والانتحاريين في شوارعنا .. وكان أطفالنا يقتلون في عمليات تفجير امام المدارس الابتدائية .. كما حدث في مدرسة عكرمة في حمص .. وكما حدث في تفجير الراشدين .. ولم يجرؤ أحد على انتقاد ذلك .. بل اخذ موظفو الامم المتحدة الذين كان يجب ان يحققوا في تلك المجازر .. اخذوا اجازات للاستراحة .. و كان اعلام العالم يتجاهل دمنا ويبارك قتلنا .. ويقول ان من حق الشعب السوري (المعارض) والمدعومين بالغرب والاميركيين ان يدافع عن نفسه.. اي من حق الارهابيين ان يقتلونا كما هو حق اسرائيل ان تقتل دفاعا عن نفسها .. وعقب كل مجزرة يموت فيها المئات كان اعلام العالم والعرب يقول ان النظام السوري هو الذي يفجر مدارسه وطرقاته .. وهو من يفجر الأبرياء … كما يقول بايدن ونتنياهو اليوم ان من فجر المشفى المعمداني في غزة هو صواريخ حماس .. تطابق لايصدق في نسب القتل لمن لايقتل !!


أرجوك أيها العربي انتهز هذه الفرصة لتتعلم من درس تراه أمامك اليوم وتعرف ماذا أعني أنك قد خدعت في الحرب على سورية .. وأن صوتنا في سورية قد تم كتمه .. وان حكايتنا قد تم بترها وقبرها ودفنها .. لزرع قصص جديدة من صنع اوهام وخيالات المخابرات الغربية .. سمعتها طوال 12 سنة باذنيك .. ورأيت ما أراد الغرب لك ان ترى بعيونه .. وعرفت ماأراده لك فنيو الغرف السوداء أن تعرفه بالتزوير والتلفيق ..


أرجوك انظر الى مأساة غزة على انها نافذة لك لتصحح نظرتك الى الحرب السورية .. ولتصحح خطيئتك عندما لم تسمعنا .. وعندما لم تتعاطف معنا .. وعندما صدقت اننا أشرار وسيئون وقتلة .. وان الارهابيين الذين قتلونا في مجازر لا حصر لها بتشجيع وغطاء وتفويض من الغرب كما هي اسرائيل مفوضة ومطلقة اليد في غزة اليوم لتقتل .. راجع الحرب السورية من منظار غزة لتعرف ان الاتراك ليسوا أصدقاء العرب وهم الذين ارسلوا مئات ألاف المقاتلين لدعم القتلة الارهابيين في سورية سكتوا اليوم ولم يرسلوا جنديا واحدا لغزة .. ولم يرفعوا صوتا .. وتعلم أيها العربي أن الاسرائيليين الذين كانوا يعالجون الثوار السوريين وكانوا يقصفون دمشق كانوا يفعلون ذلك لأن سورية كانت غزة كبيرة .. وكانت حكايتها الأليمة مزرعة للأكاذيب .. وميدانا للظلم وميدانا لقتل الابرياء ..


ان حكاية غزة هي بالضبط حكايتنا التي كانت بالأمس .. وغزة التي يمنع عنها الماء والوقود والغذاء هي تكرار لما يحدث من حصار على سورية .. حيث لاوقود ولاكهرباء ولاقمح ولادواء .. طوال 12 سنة .. محاصرون .. وقمحنا يحرق او يسرق .. ونفطنا ينهب ويباع في تركيا .. وصار شتاؤنا بلا نار ..


نعم كنا غزة كبيرة .. وغزة اليوم تدفع ثمنا باهظا لأنك أيها العربي هدمت سورية بيدك .. وقاتلت جيشها .. وفرحت عندما دمر الثورجيون بطلب اسرائيلي وحدات الدفاع الجوي والصواريخ .. التي لو بقيت سالمة اليوم لربما كانت تطورت وتوسعت ووصلت الى مرحلة لن تسمح لطائرات اسرائيل ان تقتل الغزاويين بهذه الوحشية والتوحش ..


انظر .. وراجع نفسك .. وتعلم .. واعتذر من نفسك أنك وقعت في خطأ وأثم عظيم بحق نفسك .. وحق الجيش السوري .. وحق أهل غزة اليوم الذين لامعين لهم أمام هذا العالم سوى محور المقاومة الذي كنت تحاربه طوال 12 سنة .. وهو اليوم القوة الوحيدة التي يخشى العالم كله ان تهرع لنجدة غزة .. وتنقذها بالغالي والنفيس ..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق