يوم لاينسى من التاريخ .. في 29 تشرين الثاني خرج ولم يعد .. وأمه لاتزال تنتظر

ماأكثر مافقدت سورية من جغرفيتها .. وصارت الرض مثل الام التي تعيش على هذه الارض .. فكما أن أمهاتنا في هذه البلاد يفقدن أبناءهن في سورية وفلسطين ولبنان والعراق .. فان سورية الطبيعية سلخت وهي على قيد الحياة .. وقطعت وهي حية .. قطعت منها فلسطين وقطع منها لبنان وفصلت عن العراق وجدع منها الاردن .. وفوق كل هذا فان كيليطيى الطبيعيى التي فيها جينات الارض السورية سرقتها تركيا .. وتركيا أعادت فعل السرقة عندما اتفقت مع فرنسا يوم 29 تشرين الثاني عام 1937 على الاستيلاء على اللواء .. وسرقت لواء اسكندرون .. ثم أعادت السرقة منذ سنوات قريبة بالاستيلاء على ادلب وشمال حلب .. وهي تحاول أن تبتلع كل ماتسرقه كما تفعل أفعى الاناكوندا ..


اننا لسنا من خامة الشعوب التي تنسى أرضها .. والاثم الكنعاني الذي تحدث عنه الزعيم أنطون سعادى ليس فقط يحاسب السوري اذا غادر أرضه ورحل عنها في أركان الارض .. بل ان الاثم الكنعاني تعيشه الارض التي تنفصل عن سورية الام .. فهي أيضا فيها شعور يربطها ببقية الجغرافيا ينتمي الى ذلك الاثم الكنعاني ..
الاثم الكنعاني يعيشه السوري سواء غادر وطنه وهاجر ام عاب عنه وطنه وصار له اسم آخر …ولايرتاح ضميره ولاينام الشعور بالاثم الا بعد ان يستعيده ..
فما أكثر آثامنا .. اثم في فلسطين واثم في لبنان واثم في الاردن واثم في العراق … وآثام كثيرة في تركيا .. ولكن الاثم فينا هو ماسسبقةى يحركنا ولايموت الى أن نستعيدها كلها .. كلها يعني كلها .. دون ان ينقص منها شبر واحد .. طال الزمن أم قصر ..


في يوم 29 تشرين الثاني .. محبتنا للواء اسكندرون السوري المحتل .. وهو فينا ومنا .. وسيرحل الاتراك عنه مهما طال الزمن .. لأن جينات الارض لاتتغير كما تشتهي قرارات الامم المتحدة وأقلام سايكس وبيكو .. هذه أقلام مشهورة بالتزوير .. وشهادة الميلاد التي تمنح وشهادات التبني لاتقدر ان تقهر قوة الجينات التي في خلايا الارض .. في جينات الارض كل الحقيقة .. وجينات لواء اسكندرون ليست تركية بل عربية سورية ..


الطفل المسمى لواء اسكندرون الذي خرج ولم يعد .. في عاصفة فرنسية بريطانية ضربت الشرق .. خطفته فرنسا وباعته في السوق لأم راعية اسمها تركيا تبحث عن أولاد .. الطفل لاتزال أمه بانتظار ان يعود .. والام لاتفقد الامل بعودة طفلها .. وستبقى بانتظاره الى ان يعود الى حضن أمه ..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق