
من عيسى بن مريم الى من فديتهم بدمي وصلبت من أجلهم
لم أكتب لكم قبل اليوم .. واكتفيت بما قلت لكم منذ ميلادي وحتى آخر لحظة فيها كنت معكم على هذه الارض الى يوم قيامتي ..
أنا ابن الآب والروح القدس ..
اليوم انتم جميعا تقبلونني .. وترتلون الصلوات .. وتتكلمون عن شجاعتي ومحبتي لكم وفدائيتي .. ودمائي ..
أنا على يقين انكم تعرفون قصتي مع يهوذا الذي خانني .. رغم انه قبلني ليعبر عن حبه لي .. وهل من بعد القبلة من حب ومودة ؟؟ ان القبلة احتفال بالحب البشري واحتفاء بتلاقي الارواح .. ولكنها عندما تكون وسيلة للخيانة وووسيلة للتقية والكذب فانها احتفاء بالشيطان الذي جئت لأخراجه منكم ..
أنتم تقبلونني اليوم في احتفالاتكم بميلادي وانتم تعرفون ان الارض ملأتها الجثث في فلسطين .. في أرضي .. وأنتم ترون مغارتي لم يعد فيها متسع للموتى .. هل تظنون انكم تحبونني كما أحببتكم أم انكم في دواخلكم معجبون بيهوذا وقبلته المنافقة ..
أتقبّلون المعلم وتقتلون رسالته؟ .. وتدلون أهل الشر في الأرض على كلماته .. ليصلبوها؟ .. ألا تعلمون ان كل جسد قتل في غزة هو كلمة لي ..
انتم تعلقون لي الاجراس .. ولكنكم تقتلون تقتلون كلماتي ..
اوتستقبلونني بجثث عشرين ألفا ؟؟ ودماء خمسين ألفا ؟؟
هل تظنون انكم مؤمنون بي حقا؟؟ أم تحبونني على طريقة يهوذا.؟؟
انني كلما نظرت الى مافعله الانسان بالانسان أحس أن الشياطين والارواح النجسة التي أخرجتها أنا من الانسان عادت اليه .. وخرجت أنا من الانسان ..
سيفهمني ابن الانسان ان قلت ان أعياد الميلاد هذا العام اهانة لي وللآب والروح القدس .. فكيف تحتفلون بالميلاد والارض ملآى بالموت والجثث والدم؟ .. هل يستوي الميلاد والموت في هذا العالم ليكونا معا؟؟ .. ميلاد وموت؟؟؟ ..
وأين كل هذا الموت؟؟ في بيتي؟؟ أوتستقبلونني بملايين من شجرات الميلاد .. ام انكم لاتدرون انكم وضعتم في مهدي عشرين ألف جريمة .. وجثامين عشرة آلاف طفل .. وابادة كاملة .. وبعد كل هذا تريدون مني أن أحتفل معكم .. وأن أبارككم وقد رميتم دمي بين أرجل الخنازير؟ .. وصارت الخنازير أطهر من أرواحكم؟ ..
كأني بما تفعلون تقولون: سحقا لله في علاه ..
هل يصدق هذا العالم نفسه أم أنه يدرك أنه يسخر من نفسه ومن الله ومنّي .. وهل يدرك بأنه لافرق بين جاهلية الصحراويين الذين كانوا يصنعون آلهتهم من التمر .. ثم يأكلونها .. وهو اليوم يفعل نفس الشيء .. يحتفل بذكرى مولدي كرسول السلام والمحبة .. بينما يسدون مغارة قيامتي بجثة 20 ألف انسان مذبوح .. نصفهم من الاطفال .. فكيف اقوم؟ .. وكيف أدفع جثة عشرين ألف انسان مقتول عن باب المغارة؟؟
في عشائي الاخير .. كان يهوذا .. وكان هناك من أنكرني قبل صياح الديك .. واليوم يقبلني يهوذا .. وينكرني كل البشر من أجل خاطر الشياطين؟؟
أرجوكم أن تكفوا عن النفاق .. وارجوكم أن تكفوا عن التراتيل .. وعن الصلوات .. فما نفعي من الصوات والتراتيل اذا لم تتعلموا مني كيف تكونون صادقين ؟؟ وكيف تفتدون من تحبون .. ومن تحبون .. وكيف لاتستمعون للشياطين في أرواحكم .. وكبف لاتدخلون الخنازير في انجيلكم ..
أنا سأخرج من كل صور الكنائس وسأغادر الايقونات فلاتبقى فيها بركة .. وأنا سأحمل كل صوري وأغادر هذا الانسان الذي كان بخيلا ولم يعطني قبلة حقيقية .. وبدلا عن القبلة ملأ عيني وقلبي بالدم .. وأهداني حزنا .. وأهداني ألما .. ووجعا .. واهداني اهانة لدمي ..
بعد 2023 سنة كنت فيها معكم .. أنتظر خلاصكم .. وأنتظر أن نلتقي .. أحس أن رسالتي اليكم قد وصلت الى نهايتها ..
ولكن .. أنتم لاتستحقونني .. ولاتستحقون أن تحملوا معي الصليب الذي حملته ..
انا باق في السماء .. فلا تنتظرونني .. الا عندما تخرجون الأرواح الشريرة من نفوسكم .. وتعيدون الأرواج النجسة الى الخنازير ..
وسلام على من مات في يوم ميلادي ..
سلام عليه يوم ولد .. ويوم مات .. ويوم يبعث حيا ..

يهوذا يسرح ويمرح وكل تلك الدماء التي أراقها لم تعد تكفي تلاميذه حتى يرضى