عندما أجرى الصحفي الروسي اليهودي أو اليهودي الروسي مقابلة مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق ( مارس ٢٠٢٤ ) راودنا التساؤل هل قبل الرئيس مقابلته من منطلق مهنيته اللامذهبية البعيدة عن التعصب الشوفيني أم من نافذة رسالته اليهودية السماوية أم من باب وطنيته الروسية الواسع البعيد عن الأسئلة الساذجة الأخرى بعد الدخول منه ، ربّما تقول السياسة ما يجول في خاطر رعاتها الماضين معاً إلى بلورتها كما تريد الدول لا كما تريد المحارق و المذاهب و المحاور ؟!……..
و نتساءل أيضاً عندما أجرى الصحفي المسيحي الأميركي أو الأميركي المسيحي مقابلة مع الرئيس الروسي فلادي مير بوتين هل تجرّد من مسيحيته لصالح عمقه الأميركي أم تخلّى عن عمقه الأميركي لصالح مسيحيته الطاغية أم تجرّد من كلّ ذلك لصالح مهنيته المعمّرة ؟!…….
ما يخوضه الرئيسان السوري و الروسي رجلا السياسات الباردة و ما يواجهانه صعب و معقّد لكن ما يعيشه الشعب السوريّ من تعقيد غير مسبوق في الظروف الحياتية و الإنسانية و المعيشية يجعلنا نتساءل كيف ينعكس وضع البلدان و الشعوب على وضع القادة و كيف يؤثّر وضع القادة في وضع البلدان و الشعوب؟!…….
ضرب الإرهاب العابر للصحافة و الحدود موسكو في أقسى مشهدٍ مقرونٍ بدماء الأبرياء منذ عقود فرفع ميدفيديف سقفه العالي دوماً ليبلغه تنظيم داعش عبر تكبيراته الدموية أنّه المسؤول الأول عن هذا الاختراق الأمنيّ غير المسبوق منذ وصول بوتين إلى حكم روسيا القيصرية ، و هنا يحضر السؤال هل رسائل داعش هي رسائل من خلق داعش أم هي رسائل من يغمض عيونه الاستخباراتية عمّا تعدّه داعش في غرف الظلام و الإرهاب الأسود ؟!…..

الكثيرون من محور الممانعة المشروعة يقولون أنّ داعش صنيعة العم سام أو ماما أميركا و الصهيونية الأميركية و قادة أميركا المخلصين للصهاينة أكثر من إخلاصهم للبيت الأبيض و هم يدقون ناقوس تشريعاتهم الداعمة للنازية الأوكرانية في مبنى الكونغرس مفتاح مقاومة النازية الترامبية كما يدّعون خاصة بعد اقتحام الكابيتول الشهير في يناير ، فهل يزول شبح وصول ترامب إلى البيت الأبيض عن مخيلة بايدن أم أنّ شبح ترامب سيعيد تشريعات الكابيتول من جديد إلى صهيونيتها الأولى غير ناسين أن تصهين بايدن لا مثيل له رغم ادعاءاته (و هو يذرف دموع التماسيح) الحزن و الهلع و الانفطار و الانشطار و الانقهار على دماء الأبرياء الذين يموتون جوعاً و يدفنون أحياء تحت الأنقاض المتراكمة في غزّة الجريحة بفعل آلة الحرب العمياء الآتية من العقل و البنيان الأميركي المتصهين منذ التأسيس بالتدنيس و التدنيس بالتأسيس !
و الكثيرون من المحور الأميركي الصهيوني المضلّل المضاد يقولون أن داعش صنيعة من يريدون قتل أنفسهم بأنفسهم فانظروا إلى الوقاحة في تحويل الناس إلى سذّج ؟! ،
و كأنّ أميركا فقط و صهاينتها من يحقّ لهم أن يقتلوا و يفكّروا و يفهموا بذرائع يختلقونها لأنفسهم و لمصالحهم و يحرّمونها على غيرهم !…..
نعم الإنسان في نظر ترامب و من والاه من الأقدام و النعال العالمية و الإسلامية و العربية على هيئة أصحاب الجلالة و الفخامة و السمو مجرّد آلة لتنفيذ المصالح المتنازع عليها آلة سترمى في أقرب حاوية لا إنسانية بمسمّى إنسانيّ عند زوال الغرض من وجود هذا الإنسان أو عند عجزه عن تنفيذ المطلوب منه تحت أيّة ذريعة كانت ، فهل البشر هم الولدان المخلّدون كما يشاء رعاة المصالح البيضاء و السوداء أم هم اللؤلؤ المكنون كما يشاء بناة العقول النضرة و القلوب الحاضرة في زمنٍ باتت فيه السذاجة و التفاهة مذهب السياسة الحديث لأنّ نشرها يجعل العقول تابعة للآلة و ليست الآلة تابعة للعقول ممّا يعني زوال ما في داخلنا من بقايا الإنسان ، فهل للروح بعد ذلك معنى و عنوان ؟!…….
في مؤسّسة القيامة السورية الفينيقية الكنعانية يموت الغزّاويون تحت أنقاض البطش و الإرهاب العالميّ بحجة ٧ أكتوبر و بأكاذيب هولوكوستية جديدة عن فصائل فلسطين المحقة في ترجمة تصرفات الصهيونية الغاشمة غير المشروعة إلى ردود أفعال مشروعة ، و في سورية يموت الإنسان ببطء و بطريقة صعبة تحت أنقاض الفساد الإيديولوجي الداخلي و الخارجي و الحصار العالمي أحد أشدّ و أقذر أنواع الإرهاب الصهيوني الأميركيّ في العالم أجمع ، فهل ينال عبّاس بن فرناس ذيل نجاته فوق سماء موسكو أم يسقط من جديد على برك الدماء في المرتع و المأتم و المجمع ؟!…….
بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
روسيا سانت بطرس بورغ