السجادة النووية الايرانية .. ليندزي غراهام والنكاح النووي

هلا سألت الأمة الاسلامية فردا فردا سؤالا مفاده: وماانتفاع هذه الامة بدينها اذا كان دينها مهددا بالسلاح النووي؟؟ وقد لايطيب للبعض طرح هذا السؤال لانه يزن الدين بالميزان النووي والذري .. فيما نار الله تخيف نار القنابل الذرية .. ونحن قوم الله ولاغالب الا الله .. ولكن هناك حقيقة هي أن الايمان يجب ان يكون قويا ليس بالصلاة والصيام بل بالسلاح .. وهذا ليس رأيي بل رأي الفلاسفة الاميركييين والرؤساء الذين شكروا الله على نعمة السلاح النووي .. واعتبروه هدية الله لهم وتكريما منه لهم لانه وضع في أيديهم سلاحا خطيرا يحمون به أميريكا .. ويحمون أنفسهم من طغيان أعدائهم .. ولذلك فان السلاح الذري كان دوما قرة عين الاميريكيين ويرون أنه السلاح الموعود الذي انتظروه كما انتظر اليهود أرضهم الموعودة .. وهو حق حصري لأميريكا ولصويحباتها من الاوروبيين .. وهي ترى ان الله أخطأ انه وضع سلاحا ذريا وهيدروجينيا في يد الروس لأن ذلك كسر احتكارالأميريكيين لهذا السلاح الذي كان أمانة في أعناقهم .. وصار في يد أعدائهم مايماثله ويتفوق عليه ..
وقد أخفى الاميريكيون ولعهم بالسلاح الذري بسبب ضرورة الخطابات الوديعة التي كانت تبيع اميريكا للمجانين والأغبياء الذين هاموا حبا بأميريكا وبراءتها .. وكانت دموعهم تنهمر كلما رأوا تمثال الحرية يرفع شعلته .. وكلما سمعوا خطابا لرئيس امريكي يوم أداء القسم وهو يعد العالم بنفحات الحرية والسلام .. وكان الاميريكون غير مضطرين للتذكير انهم من هواة استخدام السلاح الذري ..


أكثر من مرة لمّح الاميريكيون الى نصيحة استخدام السلاح الذري في غزة .. وتفهمهم لحاجة اسرائيل اليه .. بل وحثهم البعض على ذلك .. وظهر المجنون العنصري ليندزي غراهام وهو يجيب على استفسارات عن تنبيه فكرة استخدام السلاح النووي .. ثم ظهر يستجوب وزير الدفاع الامريكي وجنرالات آخرين بطريقة توحي انه يلقنهم درسا كطلاب فاشلين لأنهم لايعرفون البدهيات ..فمن البدهيات في العقل الاميريكي ان استخدام السلاح الذري كان ضرورة حتمية .. وتحميه نظرية انه قصر أمد الحرب .. ويقدم هذا الخيار مثل تهمة الهولوكوست .. فعلى من يقع عليه الاستجواب أن يجيب بنعم أو لا ان كان من الخطأ استخدام السلاح الذري ضد اليابان او ضد أهداف مدنية يابانية .. والويل لمن يجيب انه خطأ لان ذلك يعني ضرب هيبة التقديس والتفخيم والعبادة لشخصيات وقرارات الحرب العالمية الثانية .. فكل ما فعله قادة تلك الحرب صار يصب في خانة المقدسات والقرارات الصحيحة طالما انه أدى الى نتيجة الانتصار الباهرة … وبالتالي صارت البدهية التي تدين استخدام السلاح الذري ضد مدنيين يابانيين متهمة بالخيانة .. ومتهمة بأنها خرقاء وانها كفر بقداسة وطهورية مهمة اميريكا وجيلها الذي اسسها .. وهي لعبة سيكولوجية تتحكم بالجماهير التي لن تجرؤ على انتقاد هاري ترومان وكل قادة تلك المرحلة الذين اتخذوا هذا القرار .. لأن ذلك يعني محاكتهم وتحقيرهم في محكمة التاريخ .. وأي محاولة للتشكيك بأنهم كانوا مجرمين او مجانين يعني ان يتجرأ المواطن الامريكي على اتهامهم ان قرار الدخول بالحرب لم يكن مبررا .. ويصل الاتهام الى القادة الحاليين ويصل الى عائلة بوش التي ارتكبت جرائم حروب العراق .. وحروب ريغان .. وحروب الربيع العربي التي قتلت ملايين الناس .. وهذا الاصرار على التنكيل باي شخص لايبدى تفهمه واعجابه بجرائم اميريكا يتطلب الخوف من التشكيك بالقرار … وهو نفس القانون الذي يحكم معادتة السامية .. فأنت لاتقدر ان تشكك بالهولوكوست لأنك ان شككت بها شككت في مبرر اطلاق العنان لاسرائيل لتنفلت مثل حيوان الشرق الاوسط المنفلت ..وشككت بمبررات وذرائع قيام اسرائيل كلها .. وطالبت بمنع دفع أموال الضرائب التي هي من حق عائلتك .. طالبت بمنعها عن اسرائيل .. ولذلك فالويل ثم الويل لمن لايقر بالهولوكوست من الالف الى الياء .. والويل ثم الويل لمن لاينحني للهولوكوست على جماجم الفلسطينيين ..


يريد منا السيد غراهام أن نشكر له ان أميريكا أبادت الهنود الحمر على نفس مبدأ الخير والفضل والمنة التي ندين بها لأميريكا انها قتلت اليابانيين كي توفر الضحايا وتقصر في الحرب .. ولاننسى أن ننوه بأهمية ابادة الهنود الحمر للبشرية .. وسرقة خمسين مليون أفريقي للعمل كعبيد في مزارع اميريكا وأجداد ليندزي .. فلولا ابادة الهنود الحمر ولولا سرقة الأفارقة كعبيد لما ولدت اميريكا (أمّنا .. وأم كل واحد فينا) التي ترعى هذا العالم المليء بالاشرار والذين تردعهم اميريكا الى حد ابادتهم بالسلاح النووي .. لايجرؤ أحد ان يجيب السناتور غراهام بأنه هناك جرائم امريكية .. وأن كل مافعلته اميريكا خطأ شنيع ..مخجل .. وعمل حقير لايشرف الانسانية .. وأن كل الحرب العالمية كانت جرائم في جرائم .. ونازيين يقتلون نازيين .. ولكن جرائم اميريكا اكثر من جرائم الالمان لأن الالمان لم يقولوا روايتهم عن التاريخ .. فقط ليندزي غراهام يعلمنا تاريخ الخير ..


ورغم ان ثرثرة غراهام هي لاخافتنا .. وهي رسالة موقعة من اميريكا الرسمية كلها بأنها تهددنا .. فاننا نستنتج من هذه الرسالة ان الوضع العسكري الاسرائيلي صعب للغاية من هذا المنطلق .. وهناك هستيريا وعصبية في التهديد ..

ولكن حيث اننا مهددون بهذه العقلية اليوم وبعد ألف عام .. فان من الواجب الاخلاقي والديني والانساني والحضاري .. والاسلامي والبوذي والهندوسي وواجب كل انسان أن يبحث كل بلد عن سلاحه الذري .. ويكون في يد كل واحد في العالم سلاح ذري كي يخرس ليندزي غراهام وأمثاله .. فهؤلاء يخرسون كلما أخرج فلاديمير بوتين مسدسه النووي وبندقيته الهيدروجينية .. فمع بوتين تنسى أميريكا ان تقدم محاضراتها وتتمنى عليه ان يعيد مسدسه النووي الى خصره وأن يهدئ من غضبه ..


ولذلك فان الفتوى الايرانية بعدم جواز حيازة قنبلة ذرية قرار لم يعد يناسب هذا العصر .. ولايناسب عقل السيد ليندزي غراهام ولاأحفاده .. ويجب ان تنتهي هذه العربدة بأن تعمل ايران ليلا نهارا على بناء قنبلتها النووية وبأسرع وقت ممكن .. لتكون هي السجادة التي تحيكها بصبر وصمت .. وتتزنر بالقنابل الذرية .. وتكون لها سجادتها النووية .. ويجب على كل محور المقاومة ان يكون هدفه التسليحي في العقود القادمة هو اعادة بناء السلاح الكيماوي .. وبناء السلاح الذري ولو كان الامر في أنفاق مثل أنفاق حماس وحزب الله .. ولو بعمق 1000 متر تحت الارض .. لأن أميريكا ولادة للمجانين المجرمين .. كي لايتشدق علينا المستر غراهام ويعلمنا أن الشيطان حلو وعيناه جميلتان ولو كانتا حمراوين بلون دم الأطفال النازفين .. وأن شذوذه الفكري رسالة يجب أن نؤمن بها .. وأن ننحني لها وان نصمت أمام هذا القيح والهراء .. ومنطق النكاح النووي ..الذي يشبه في ميزانه الاخلاقي واخلاقياته الفلسفية فلسفة جهاد النكاح لأصحابه المجاهدين السوريين الذين صمتوا عن النكاح اليوم ..وصمتوا عن الجهاد .. وهم الذين أرسلهم لينزي غراهام وأصحابه .. واليوم يفتي لنا ليندزي غراهام بالنكاح النووي .. الذي لايرده الا نكاح نووي من عياره .. ومبدأ ردوا القنبلة النووية من حيث أتت ..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق