آراء الكتاب: كابوس كافكا في غزّة هو حلم كلّ مقاومٍ يصنع مستقبله و مستقبل وطنه فهل للخراب بالنصر كرامات أم للإعمار بالذلّ مقامات؟!…- بقلم: ياسين الرزوق زيوس

عندما تكون حاكماً عربياً فأنت بالتأكيد قد قرأت رواية الخيميائي كي تجد نبتة الخلود التي تزيد من عمر التصاقك بالعرش منزوع الصولجان و من وقت تبعيتك المفرطة في الذلّ عليه ، و بالطبع لن تكون ناسياً عصا موسى التي تتحوّل إلى أفعى تلقف من يقترب من هذه النبتة كي لا تسرق منك أفعى أخرى جائعة تلك النبتة على حين غرّة لتنتهي أوهام سيادتك في المجرّة !…….

لا تسأل الله عن خادمٍ عربيٍّ على هيئة أصحاب الجلالة و الفخامة و السموّ كغلام الأردن أو كبائس مصر أو كنعال الخليج المتنقّلة ما بين الأقدام الأميركية الصهيونية أو كغيرهم في صراع النعال على الزوال ، بل اسأله كيف تخرج الشعوب العربية من علّة الفاعل و المفعول طالما أنّ كلّ واحد من أمثالكم على مسرح القرارات المصيرية يتبوّأ و يبول ؟!…….

تلعب ماما أميركا بأقدار المنطقة مقامرةً أكثر بتحويل حافة الهاوية من نقطة تهديد يكون الاقتراب منها مدروساً إلى ساحة أحداث قريبةٍ شائكة تشتهيها حكومة النتن ياهو اليمينية أكثر فأكثر لتنفجر كلّ بدايات و نهايات و مصطلحات السياسة و الاقتصاد و العسكرة في وجوه الجميع ، و لطالما بقي التخاذل سيّد الموقف العربيّ الباهت و التماهي مع لعق أحذية الاسترضاء في الجهر و الخفاء لا تتوقّع من مصطلحات المقاومة أن تكفي شغف الانتفاضات على الذلّ و الخنوع لأنّ الدول التي لن تعمل بمقوّمات قوّتها لن تقدر شعوبها على ترجمة القوة في ميدان التعاريف الحقيقية و التوافيق و التراتيب الميدانية الصحيحة و العقدية !…….

ربّما يقول كافكا كلمته في فلسفة السياسات على هيئة كابوس صهيونيّ استفاق من هولوكوست ليقوم بما هو أشنع بكثير ، لكن لماذا تتآمر نعالٌ زائلة على تحويل الأحلام العربية المقاومة إلى كابوسٍ يريدون خنق الشعوب به كي لا تستفيق منه إلّا على هواهم ، و هل يعرف مدانا في الحلم المقاوم سواهم؟! …….

في مؤسّسة القيامة السورية الفينيقية ما زال عبّاس بن فرناس يبحث عن ذيله المفقود كي لا تضيع أحلامه في الرأس الحائر بين الضمائر مذ احتسى كافكا كابوسه المرّ حينما باتت أحلام المقاومة من غزّة و أخواتها في أفكاره تسكن و لا تمرّ فقط مرور الخائفين ، فهل يجد ابن فرناس ذيل قهر كافكا أم يبقى في نوبات السقوط و كوابيس الهبوط يدير ما تبقّى منّا و يحتسيه في كأس جامايكا ؟!…….

بقلم
الكاتب الشاعر المهندس
ياسين الرزوق زيوس
روسيا سانت بطرس بورغ

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق