
هل يستوي زمان ان لم يكن فيه حسين فيه؟ الحسين الذي شاهد أمته تضيع ووصية جده تضيع .. فخرج يريد استعادة الوصية ولكن أمته خذلته .. وقتلته بالخذلان وهو ظمآن .. الحسين منذ اربعة عشر قرنا قتله خذلان المسلمين له الذين أنكروه يوم ناداهم وتركوه وحيدا ليواجه الشر وحده ..
واليوم وقف السيد حسن نصرالله وحيدا في معركة مع طاغوت العالم .. الغرب المتوحش الذي كلف اسرائيل بعمليات قذرة لابادة شعوب المنطقة بغطاء منه للابادة وتغيير الشرق الاوسط .. وقفت الامة الاسلامية وهي الاكثر في الورى عددا ومالا تتفرج عليه وعلى المجزرة وهو يقاتل بسيفه من أجل غزة .. ولم تحرك هذه الامة شعرة في مفرقها ..
نحن في طول الأمة وعرضها من المحيط الى الخليج الذين قتلنا السيد حسن نصرالله ..
هل ننسى كيف تكالب عليه العرب … وسموه ارهابيا .. وهو الوحيد الذي قاتل الغرب واسرائيل؟
وهل ننسى كيف تكالب المسلمون لتكفيره لأنه رفض ان يبايع الزمن الاسرائيلي؟؟
وكيف ننسى كم ظلمته الامة وكم طعنته الامة .. حتى تجرأ عليه الغرب والاميريكيون ..
هل نسينا الجهلاء منا الذين تحاقدوا عليه وتآمروا عليه ..
السيد حسن نصرالله هو كلمة الامام الحسين ..وكل الطاغوت وكل الملوك وكل الخونة وكل الأذناب طلبت منه فقط كلمة .. وقالت له قلها ياسيد .. ان هي الا كلمة .. قل (بعت) وانصرف الى جموع الفقراء.. ولكن لوأعدنا الاستماع لكل خطابات السيد لعرفنا أنه قال لهم ماقاله الحسين بن علي .. وأنه كان صوت الحسين الذي سافر عبر القرون يحمل كلمته ويقول لكل من باع وطلب بيع الشرف وبيع الكلمة:
أتعرفون ما معنى الكلمة…؟ مفتاح الجنة في كلمة .. دخول النار على كلمة .. وقضاء الله هو الكلمة .. الكلمة لو تعرف حرمة .. زاد مذخور.. الكلمة نور.. وبعض الكلمات قبور.. بعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشرى .. الكلمة فرقان بين نبي وبغى .. بالكلمة تنكشف الغمة .. الكلمة نور ودليل تتبعه الأمة .. عيسى ما كان سوى كلمة .. أَضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين فساروا يهدون العالم .. ! الكلمة زلزلت الظالم .. الكلمة حصن الحرية .. إن الكلمة مسؤولية ..إن الرجل هو الكلمة .. شرف الرجل هو الكلمة .. شرف الله هو الكلمة ..
يقيني الذي في قلبي زرعه حسن نصرالله .. ويقيني لم يهتز ..
اهتزت الضاحية .. واهتز الشرق من ثقل القنابل الاميريكية .. ولكن قلبا واحدا لم يهتز هو قلب حزب الله السيد حسن نصرالله .. توقف عن الخفقان .. ولكنه لم يهتز .. وبقي يقينه ينمو في قلبي من اننا جيل قدره ان يكمل مواجهة الشر .. وأن يستعيد الكلمة .. والأرض وأنه هيهات منا الذلة .. وأن كل هذا الغرب هو عدو .. ويده في الشرق اسرائيل يجب أن تقطع .. وان ترمى في البحر ..
الغرب يريد أن يقتل القادة فينا لأنه يعلم كم الانسان الشرقي والعربي متعلق بالقادة والزعماء عاطفيا بحكم بنيته ونموذج عاطفته الجياشة .. وهو يريد ان يقول للعرب والمسلمين كما أي طاغوت قديم ان لم تستسلموا وتقولوا كلمة (بعنا) فانكم ملاقون الهلاك .. وهو يقول في كل اغتيال لزعيم:
(أيها العرب والمسلمون .. نحن نملككم .. كما نملك خيولنا .. وعبيدنا .. ونحن نمشي عليكم مثلما نمشي على سجاد قصورنا فاسجدوا لنا .. فإننا بنواياكم عليمون .. حاذروا أن تدخلوا القبور بلا إذننا .. ولكل المسلمين الذي فرحوا بما فعلناه ان يرسلوا نساءهم وبناتهم يحملن منا .. لأننا ندخل السعادة الى قلوبهم حتى بقتل اوطانهم وأبطالهم ) ..
أنا أعترف ان رحيل السيد فجعني .. وكسر ظهري .. وأن غيابه جعلني أحس بأنني فقدت أبي .. ولكن عجبا .. فان قلبي لم يهتز .. ويقيني راسخ بشكل عجيب اننا لانقهر .. فالسيد معي وفي قلبي .. ولم يفارقني .. ولن يفارقني .. ويقيني ان الايام القادمة هي أيام السيد حسن نصرالله .. وأن اليقين الذي أعطاه لي في كل مرة كنت أسمعه جعل قلبي شجاعا جدا .. وجعلني على يقين أكثر أن ماكنا عليه هو الحق وهو اليقين .. وأننا على صواب .. وأن قوة في الكون لاتقدر ان تهزنا .. وقد علمنا حسن نصرالله بصوته الجهوري أن نقول (هيهات منا الذلة) .. ووالله لن نخذله ..
لاهوادة ولاهدنة ولاتراجع أمام اي انتكاسة .. نحن امة أنجبت الحمزة وعمر وابن الوليد .. وأنجبت عليا .. وأنجبت الحسين .. ومن بعده مئات آلاف الشهداء .. حتى الزمن الذي أنجب حسن نصرالله .. والأمة التي أنجبت حسن نصرالله ستنجب المزيد من الأبطال .. لأن الأمة تحتاج لفارس .. وتحتاج دوما ألا تموت بأن يحمل اليقين في قلبها حسين بعد حسين .. ومن في قلبه اليقين لايموت .. تحمله يد حسن نصرالله من يد الحسين لتزرعه في قلوب الناس .. وتعطيه ليد أخرى .. تكمل الرسالة الى ان ينتصر اليقين ..
مابعد حسن نصرالله .. سيكون حسن نصرالله .. وسيكون نصرالله .. فحسن نصرالله لانهاية لأسطورته وسيرته .. ووصيته .. والثأر له صار يجري مع الدم في عروقنا وشراييننا .. وسنهديه أجمل هديه .. وسنحمل عمامته الشريفة معنا الى القدس .. الى قلب المسجد الاقصى .. وقسما لن نخذلك .. وستكون معنا كما كنت معنا … وسنكون معك كما كنا معك ..
لكن لكل زمن حسين .. ولن يستقيم زماننا ويصلح من غير حسين جديد .. السيد حسن نصرالله .. الذي أهدانا دمه .. وأهدانا سيف الحسين .. ويقين الحسين .. ووصية (هيهات منا الذلة) ..
ووجهتنا كما أوصانا .. هي القدس ..

سينتصر اليقين ….