

في مثل هذه الأيام من عام 1967 اغتالت أمريكا الثائر تشي جيفارا.
يومها، وكنت في السادسة عشرة، أصيب جيلنا بالاحباط، والكآبة، وبكينا لأيام طويلة، وخفنا من أن الحياة قد توقفت بموت جيفارا.
كان تأثير الجريمة علينا كبيرا، خاصة لأننا كنا نعيش أجواء هزيمة الخامس من حزيران.
اليوم أشعر بغصة لمأساة كل طفل، لكني لن أحزن حتى لو قتلت أمريكا ألف تشي جيفارا. هناك من ولد اليوم، وسيكون غدا جيفارا أو أكثر إشراقا.
جيفارا وغيره، في مفهومي اليوم، يعرفون أنهم مكلفون بالكفاح، فيكافحون ما في استطاعة أي إنسان، بل وفوق طاقة البشر.
لكنهم يعرفون أيضا أنهم ليسوا مكلفين بتحقيق النصر على قوى الشر، فما النصر إلا من عند الله. وهم سيموتون مثل غيرهم. ومن يدعون الخلود، نقول لهم: هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.
الحياة لا تعني فقط أن الإنسان يتنفس. أسألكم: هل هناك من لا يعرف تشي جيفارا؟ وهل هناك من يعرف اسم النكرة الذي أطلق النار على تشي جيفارا؟ بل، كم من الناس يعرف اسم الرئيس الأمريكي الذي قُتل جيفارا في فترة رئاسته؟
جيفارا حي في قلوبنا، وفي ضمائرنا، وسيبقى هكذا في ضمير كل الأمم حيا حتى بعد أن تزول الامبراطوريات.
جيفارا نقطة ضوء انطفأت في بعض الأعين لأنها أصيبت بالعمى، لكن نقطة الضوء تبقى تضيء، وتضيء، وتضيء إلى الأبد.