سنابك الخيول الاصيلة وصهيلها .. و”حياة الماعز” الثورجي ..


لو لم يظهر الراقصون والشامتون والمحتفلون بما فعلته اسرائيل باغتيال السيد نصرالله لخفت من أن أكتشف أنني لم أكن على صواب ..ولو لم ارهم يرقصون رقصا خليعا لخشيت من أن أكون قد وجدت انهم أخيار وأنهم كانوا على خلق عظيم وفكر عظيم أنجب لهم التوق للحرية وأنا من أنكرته عليهم .. وانني من كان بلا خلق وبلا معرفة بهم .. ولو لم أرهم كما توقعت يرقصون طربا خلافا لما توقعت من معرفتي بعقلهم وضعف بصيرتهم لخلع قلبي من أربطته في صدري لأنني سأكون أدركت انني ظلمت من قاتلتهم وظلمت نفسي بقتال الأخيار ذوي القلوب الطاهرة .. ولن أغفر عندها لنفسي أنني احتقرتهم .. وأشفقت على عقولهم فيما كان عقلي من يستحق الرثاء والشفقة .. ولم أكن لأغفر لنفسي أنني رأيت فيهم طوال سنوات أبناء نتنياهو غيرالشرعيين من الزنا السري بالحركات الاسلامية التي أنجبت هذا الكم الكبير من المختلين نفسيا والذين لاتعرف كيف يفكرون .. ولايمكنك ان تقدم تشخيصا مرضيا او نفسيا لمستوى الجهل والكراهية الذي أصابهم ووصلت الكراهية يهم الى حد أنهم – وهم يعلنون انهم في امارة اسلامية – يحتفلون بنصر من يشتم نبيهم ويأسر أقصاهم ويدوسه بأحذيته ويتبول على جدرانه ويجر المسلمات فيه عاريات .. ويقتل من أهل دينهم ومذهبهم علنا خمسين ألفا في غزة أمام أعينهم .. فيما لم ينبر لقتال هؤلاء الاشرار الاسرائيليين سوى السيد حسن نصر الله .. ومن قتل السيد نصرالله هو نفسه من قتل زعيم السنة في العراق صدام حسين وزعيم السنة في لبنان رفيق الحريري واليوم هو يغتال زعيم الشيعة والاحرار .. فيما يتفرج القاتل المتسلسل طربا ضاحكا وهو يرمق الراقصين في الطرقات من الجهتين .. وينقل سكينه نحو اليمين فيقتل اهل السنة ويميل الى الشمال فيقتل أهل الشيعة ..


الغريب ان الحركات التي تدعي انها حية الضمير التي تصدع رؤوسنا بالحرية والكرامة والاسلام وأهل السنة وكل قطعانها لم تفكر بمراجعة ماكانت تجتره ليلا نهارا عن تنسيق بين اسرائيل والسيد حسن نصرالله ضد أهل السنة ؟؟ وبأنه كان يتفق مع الاسرائيليين تحت الطاولة للتآمر على أهل السنة وأنه يخدم المخطط الاسرائيلي ضد اهل السنة ..


ورغم الاغتيال فانها لم تتوقف ثانية واحدة لتسأل عن ضرورة مراجعة هذا الاتهام والنبأ الفاسق الذي نشرته واجترته لسنوات .. وجندت وجرّت الآلاف تحت هذه الذريعة والخديعة وتسببت في هلاك الآلاف من أهل السنة بسبب هذه الفرية والتهمة التي تبين اليوم لمن يريد ان يفكر انها ادعاء وأن عداوة اسرائيل واميريكا للسيد حسن نصرالله لم تكن تمثيلية تحت الطاولة أو فوقها بل حربا ضروسا وعداوة شرسة .. حتى انها احتاجت لكل حلف الناتو ولخمسة وثمانين طنا من القنابل للتخلص منه .. وهي وسام شرف ودليل على ان كل الدعاية الساذجة التي عاشت وأكلت من هذه الكذبة وسار وراءها الماعز هي علف للماعز فقط .. هذه الشهادة يجب أن تعطي السيد نصرالله صك البراءة امام هؤلاء الاغنام في زرائب الثورة الاسرائيلية في سورية .. والذين يجب ان يقدموا اعتذارهم من كل من التحق بتلك الكذبة وطلب الصفح والغفران ..


مارأيته في بعض الشوارع وان كان فيه فرد أو أفراد او تجمعات يعطيني اليقين من أننا لسنا بخير كمجتمع بشري .. وكمجتمع يدين بالاسلام او بالعروبة .. وان مجتمعنا وصل وهو محتجز في زرائب الدعاية الثورية الى حالة من الغباء .. وأن قطيع الخرفان والماعز – الذين يعيشون بعقل الماعز ويعيشون حياة الماعز تحت رعاية تركيا – يرقص ويبتهج ويملأ الدنيا ثغاء ويوزع البرسيم على قطيع الماعز وهو يرى أن الخيول الأصيلة البرية تتعرض للهجوم من الضباع والكلاب البرية .. ويظن ان العداوة بين الضباع والخيول تجعل الضباع صديقة للماعز .. تلك الخرفان والماعز ستكون هي نفسها وليمة للضباع وللكلاب البرية عندمت تغيب الخيول ويختفي صهيلها ..


هذه حادثة مؤلمة .. مايؤلم هو انك تدرك أننا خسرنا من مجتمعنا شريحة وصلت الى نقطة اللاعودة وصارت تعيش حياة الماعز فكريا .. بالانعزال عن المنطق والواقع والاخلاق وقد وضعت عقولها في حظائر الكراهية وصارت تعيش حياة الماعز تحت رعاية الكفيل اردوغان وشيوخ الاسلام .. وهذه الماعز لايمكن التعايش معها على الاطلاق .. وهي ماعز اسرائيلية .. ولن نرضى ان تعيش بيننا … وعليها ان تغادر لتعيش في حانات تل ابيب … او في أي حانة للسكارى في العالم .. فهذه الشريحة التي تبتهج بجريمة اسرائيل لايهمها من يموت في غزة .. ولاتكترث بالمجازر في أهل السنة اذا كان مرتكبها امريكيا .. وقطعان الماعز كانت تجتر البرسيم لسنة كاملة وهي ترى المجزرة في غزة على الهواء .. ولاتقدّر ان من انبرى لحماية أهل السنة في فلسطين لم يكن أحدا منهم .. ولا من حكومة اردوغان .. ولا أي قائد او ملك او زعيم مسلم أو أمير .. بل شخص واحد اسمه حسن نصرالله دفع حياته بشكل كربلائي ثمنا لفلسطين وفداء لأهل غزة ..
اسرائيل سيتم ردعها قريبا .. وستبكي دما على يد فرسان وخيول حزب الله الغاضبة التي وصلت لتثأر .. وسيتم اقتلاع اسرائيل .. وستجرفها الدماء الزكية .. والضباع ستدوسها السنابك وتسحقها .. وأما قطعان الخرفان والبغال والحمير والبقر والماعز الاسرائيلي .. فلا حاجة لنا بقطعان أصيبت لحومها بالفساد وجنون البقر وحمى الخنازير .. وسنمنعها من أن تبقى على هذه الارض .. وطردها واجب علينا .. فهي لاتستحق أرضا نحن ندافع عنها وعن أهلها فيما هي ترقص في مهرجانات اسرائيل .. وتضع نفسها في خندق بيت العنكبوت ..
فمن يدافع عن الارض ومن عليها يستحقها ويستحق ان يقرر معايير الوطنية ..
ومن يقاتل من أجل حقده ولايرى الشمس فانه لا يستحق الأرض …
ومن يقاتل من أجل عدو .. ويفرحه مايفرح العدو .. سيعامل معاملة العدو ..
ومن يقاتل من أجل مذهب .. فسيلعنه مذهبه ان لم يسقه من التسامح والحب والخير الذي يأخذه من مذاهب الاخرين …

الخيول تنجب الخيول .. والماعز تنجب الماعز .. ولايصدر عن الماعز اي صهيل .. بل ثغاء وعفيط ونبيب .. يتلوه ثغاء ونفيط ..

نحن نطلق الصهيل فقط .. واذا غاب الصهيل .. فسيصل صوت صهيل آخر ..
السيد غاب .. وسيد آخر قام .. وقافلة السادة لاتتوقف .. حتى ينتهي الشر ..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق