

يذكرني احتلال حلب باحتلال القدس .. فكل أهل القدس يتذكرون كيف ان الاسرائيليين الذين دخلوا القدس في حزيران فاجؤوا الفلسطينيين بلطافتهم وعدم التعرض لهم .. وروى لي بعض الشيوخ المقدسيين انهم كانوا في حالة رعب لحظة دخول الجيش الاسرائيلي مدينتهم .. وهم يرون الجنود والضباط الاسرائيليين يسيرون في شوارع القدس بثقة وصار الناس يعتقدون ان دير ياسين وكفر قاسم ومئات المجازر ستحدث .. ولكن الجنود الاسرائيليين لم يقوموا بايذاء احد ولم يتعرضوا للناس .. وكان اسحاق رابين نفسه يتجول مع موشيه دايان .. في القدس مبتسما للناس الذي يرقبونه بوجل بل ويمد يده اليهم ليصافحهم ويطمئنهم .. وكانت اسرائيل تريد ان تقول للعالم ان لها جيشا راقيا حضاريا وانه ليس سليل الهاغاناة وعصابات شتيرن الدموية وان من ارتكب المجازر عام 1948 ليسوا هم الذين يبتسمون للمقدسيين ويوزعون عليهم الخبز اليوم .. ولايتعرضون لهم .. بل ان احد الشيوخ المقدسيين الذي حدثني قال انه في تلك الأيام احس باحترام الجيش الاسرئيلي لسلوكه الراقي والسلمي وهو المنتصر ..
ولكن الفلسطينيين والمقدسيين تحديدا عرفوا ماذا كان وراء ذلك الدخول السلمي الراقي الذي تفجر حقدا اسرائيليا واستيطانا سرطانيا وتم تدمير المقدسيين وقتلهم بصمت وتصفية اراضيهم وتمكن الاسرائيليون من تمكين انفسهم وكشروا عن انيابهم وبقية قصة مأساة القدس معروفة وهي التي بدأت بابتسامات الجيش الاسرائيلي ومصافحات رابين الذي كان هو نفسه صاحب نظرية تكسير عظام الفلسطينيين الشهيرة .. وانتهت حكاية الخبز والماء الذي وزعه الضباط الاسرائيليون بعد أسابيع وانتهت بمصاردة الارض والتهجير والقمع وكاميرات تراقب المقدسيين في غرف نومهم وتقتل رجالهم وتهينهم وتهين دينهم ونبيهم في المسجد الاقصى واليوم بمشروع التهجير والطرد الجماعي وبناء الدولة اليهودية .. وعودة شتيرن والهاغاناة في اعضاء الحكومة الاسرائيلية بشكل رسمي .. واليوم يتطلع اردوغان للمدي البعيد حيث سيعيد السفربرلك الى أهل حلب وادلب ويرسلهم في فتوحات الجندية الالزامية للسلكنة الجديدة الى افريقيا وتركمانستان .. فأبناء حلب وادلب سيكونون وقود فلسفة السفربرلك العثمانية الجديدة اذا بقي اردوغان في حلب .. والا .. فالخازوق التركي هو العقاب ..
يعود التاريخ نفسه في حلب .. وتحكي القدس لحلب أنها مرت بنفس التجربة .. والعصابات تتصرف بنفس طريقة العصابات الأم .. فعصابات القاعدة والاخوان المسلمين هي سليلة او فيها نسب لعصابات الهاغاناة .. فكلاهما يؤمن بالعنف طريقا للحكم والوجود … واليوم استفادت تركيا واسرائيل من تجربة فشل العنف المفرط للتنظيمات الارهابية ومن سوء سمعة الدمويين الارهابيين والذي كانت غايته سابقا القاء الروع في قلوب السوريين ليخضعوا لها بالذبح والسكين .. وهذه السياسة الدموية العنيفة هي التي كانت السبب في تخلص الناس من أوهام الحرية التي جلبت عليهم الكارثة الدموية . .واستفاق الناس على حقيقة الثوار والمشروع الصهيوني الامريكي برعاية تركيا وانضموا بقوة للجيش العربي السوري .. وبدأ انقلاب مزاج كثيرين كانوا في المنطقة الرمادية وكانوا مخدوعين .. وكنت في هذه الصفحة قلت ان اكبر خطأ وقعت فيه القوى الثورجية هي اعتمادها تكتيك العنف المفرط لارهاب الناس للوصول الى حسم سريع ومعركة يسقط فيها قلب العدو بالروع والصدمة .. ولو كنت مكان الثورجيين لاسقطت النظام بسياسة الود والتسامح والعفو والابتعاد عن منطق العصبية المذهبية والعنف .. لكن العنف أثار خوف السوريين وغضبهم فقاتلوا الكون ودمروا تلك الهجمة بفدائية عز نظيرها … ويبدو ان الثوار أخذوا بنصيحتي ولكن بشكل متأخر .. فالمجرم لايسقط عنه الحكم بورقة لاحكم عليه .. فالقاتل سيبقى قاتلا .. وخاصة ان منهج التفكير لدى هؤلاء يعمل وفق كتب دينية يصبح فيها اللين ضد الدين .. والقتل هو عماد الدجين لأنه في النهاية لاتقدر ان تخالف الشريعة بهذه البساطة الا في زمن التمكين .
اليوم قام اردوغان بتكتيك اسحاق رابين .. فقام بتنظيف خطاب التافه ابو محمد الجولاني من العنف والتطرف .. والجولاني الذي تمت العناية بمنظره وكلامه .. ولكل من استمع اليه هو انسان جاهل بالمقاييس العلمية والادبية والاخلاقية .. فمن استمع اليه يعرف انه ضحل جدا وغير متكلم وأنه مثل الطالب الكسول الذي حفط درسه بصما ولكنه لايعرف ماذا كان يقول .. وأنه يتم تلقينه الكلام ..وفيما كان القتلة في تنظيمه يتدربون على القتال فانه ايضا كان قد التحق بدورة تدريب على الظهور الاعلامي واللطيف و المقنع والهادئ والايحاء انه تشي غيفارا وليس الجولاني نسخة عام 2012 الذي كان يفجر الشوارع والمساجد والمدارس ويذبح ويرسل الانتحاريين ويسبي النساء ويعرضهم في الاسواق مثل البغدادي ..
ارسل اردوغان هذا الصبي التافه وقام الاعلام الذي صنع الربيع العربي بتبييضه وتبييض صورة التنظيم الدموي الذي اصطبغ جلده باللون الاحمر القاني من كثرة الذبح والقتل في سنوات الحرب .. وبدا التنظيم يعمل بالطريقة الاسرائيلية (التمسكن للتمكين) فابعدوا كاميراتهم عن عمليات الاعدام التي تجري حاليا والتي تقوم بها فرق لاتهتم بنشر مشاهد الرعب لأن التعليمات هي ان القتل يجب ان يتم بعيدا عن الكاميرات .. واكتفوا بأن تقوم في الغرف السرية .. وانتشروا في الطرفات يوزرعون الخبز والماء على الناس .. ودفع اردوغان لهم بشركات تركية لتأمين الكهرباء والمحروقات .. في نوع من الوصاية التركية بأنهم صاروا رعايا الدولة التركية السنية .. وبأن الجولاني صار يعمل بوحي العقل والحكمة والاسلام .. وانه جولاني (كيوت) .. رغم ان الاموال التي دفعها اردوغان للخدمات في حلب هي من مسروقات النفط السوري والقمح السوري والمعامل وثروات السوريين التي هاجرت الى تركيا … يعني مما نقول (من دهنه سقي له) .. فالتركي لايمكن ان ينفق على العربي ليرة واحدة لاننا في المنظور العثماني رعايا شغيلة وفلاحون وجنود انكشارية وقطيع وسفربرلك للأتراك .. بينما الباشاوات أتراك والاقطاعيون هم مثل الجولاني عمال له لجبي الضرائب ..
والفكرة من تلطيف خطاب وسلوك الدمويين هي ان يقتنع حتى السوريون المتشددون بوطنيتهم وبوقوفهم الى جانب دولتهم انهم لايراد بهم شرا .. وانهم سيعاملون معاملة طيبة .. على طريقة اسحاق رابين في القدس .. ولكن ماان تستتب الامور لهم حتى يتفجر الحقد والغل والكراهية والدموية وتظهر نظريات تطبيق الشرع من التافه أحمد الشرع .. والا كيف يفسر الناس ان الجولاني الكيوت الآن كانت كل ادلب تثور عليه وتتظاهر في مظاهرات عارمة ضد ممارسات تنظيمه الدموي والعنفية وكانت نساء ادلب (الثورجيات ) يشتكين من غياب ازواجهم في السجون التي غصت بهم في ادلب حتى قبل اسابيع .. وبعضهن تم شراء شرفها مقابل اطلاق ابنائها او معيل اسرتها.. وهذه التظاهرات ضد سلوك الجولاتني كان لاشهر متواصلة قريبة .. أما الجولاني الكيوت اليوم فكل وسائل التبييض والتلميع معه .. وهو يمسح الدم عن سكاكينه بالخبز .. ويطعمه لأهل حلب ..
وصفحات الوسشيال ميديا تغص بدعم اسلوبه الراقي وحكمة هذا التافه الصبي الاردوغاني والولد الذي صنعته المخابرات الامريكية لكي يقاتل نيابة عن اسرائيل .. وبدأ الترويج لبعض الممارسات اللطيفة والقول بأن الذي ذبحكم بالامس نسي الذبح .. ولذلك فلا داعي للمقاومة والاشتباك معه .. وكونوا على الاقل محايدين .. وهذا يعني تحييد كثيرين ولو مؤقتا ممن قاتلوه في الماضي .. ولكن ماان تتمكن تركيا واسرائيل من سورية والمناطق التي دخلتها تركيا فان الرعب هو من سيحكم الناس .. والاختفاء الغامض هو الذي سيكون عنوان الحب .. والاعدامات الصامتة هي التي ستكون طريقة التفاوض .. وسيجلس كل سوري على الخازوق التركي عندما تغضب المخابرات التركية كما حدث مع اولئك الذين داسوا العلم التركي في ادلب .. عاملوهم كالنعاج .. وقتلوا بعضهم بقسوة ..
الحرب الاعلامية عنيفة كما توقعنا .. التي توزع هذه الدعاية وتقنع الناس جميعا ان الجولاني تغير وان اردوغان صديقنا .. وهناك مئات الصفحات التي تكتب فيها تعليقات بالذكاء الصناعي وتظهر مئات الاف المتابعين لاظهار ان الشعب السوري كله ثائر وان مؤيدي الثورة لاحصر لهم ولاعدد وأنهم بالملايين .. ولكن الحقيقة هي غير ذلك ..
اياكم ان تصدقوا هذه الفترة من التمكين .. وهذا الود والسخاء في الخدمات .. هذه رشوة لكم لكي تقولوا نحن على الحياد .. وبعد ان تهزم ارادتكم ودولتكم .. ستعرفون طعم الخازوق التركي .. وستعرفون ان اردوغان هو نفسه اسحاق رابين الذي كان يسير مبتسما في القدس يوم دخولها ويمد يده يصافح الناس أمام الكاميرات .. ولما تمكن تذوق المقدسيون طعم الموت والذل وتكسير العظام والتهجير والابادة .. والأوامر الاولى لجنوده باللطف كانت أن يتجنبوا استفزاز المدنيين كيلا يقول العالم ان اسرائيل نشأت من رحم الهاغاناة وشتيرن وانها لاتقدر ان تغير جيناتها .. والجولاني صاحب القاعدة يريد ان يقنعنا انه كيوت وحباب ولطيف .. فالكلب صار يموء كالقطة ..
الخبز الذي يمسح الدم عن السكين لايعني ان من يوزع الخبز لم يعد مجرما .. القضية معروفة .. والمعركة هذه المرة أسهل لأننا نعرف المجرم .. وستكون هذه المعركة هي آخر معاركنا .. مع الظلام وقوى الظلام .. واردوغان
وهذه المعركة هي أهم معاركنا على الاطلاق لأنها هي التي ستعيد لنا خبزنا وليرتنا واقتصادنا وترسل كل من يريد اردوغان اليه .. ليعيش تركيا فقط .. فالحرب لن تتوقف الا بعد ان تنتهي المهمة في باب الهوى .. الذي سنغلقه الى الابد ..




للاسف شعب جحش بالوراثة ومشتغل وتعبان عجحشنتو وغباؤو .حب هالمرة يجرب الخازوق التركي والاسرائيلي مع بعض
لكن سبحان الله يستخدمون ذات الأساليب لتسويق هذا التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي لشعوبهم:
– الرسول صلى الله عليه وسلم كان جاره يهودي.
– الرسول صلى الله عليه وسلم رهن درعه عند يهودي.
– الرسول الله صلى الله عليه وسلم تصالح مع اليهود في الحديبية.
-قائدنا صنع سلام الشجعان من أجل شرق أوسط جديد .
– صنعنا السلام من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني.
لكن عفوا الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن جاره صهيوني مستوطن/كلما زاد التطبيع زاد وحشية الاحتلال.