
هناك خبر يتم تداوله – لاندري مدى صحته – عن مصافحة ستجري بين ترامب والجولاني .. الصفقة التي رتبتها السعودية وتركيا تقضي بأن يتم توطين أهل غزة في سورية مقابل اعتراف دولي بسلطة الجولاني تقوده أمريكا و مساعدات اقتصادية تدفعها دول الخليج تحت مسمى إعادة الإعمار
و يشير مسربو هذا الخبر الى ان التحضير لهذه الصفقة تم بوضع سمسار تجاري و خبير في البورصة بصفة وزير للاقتصاد في سورية حيث سيقود ثلاث وزارات دفعة واحدة وهو خامل للجنسية الاميريكية وعضو قديم في الحزب الجمهوري الأمريكي .. وهذا الوزير يستعين بمستشار خاص لم تهدأ طائرته خلال السنوات الماضية بين واشنطن و بين قبرص المعروفة بأنها عاصمة المخابرات الإسرائيلية ..
الصور التي يتم تداولها عن تجهيز معسكرات لأهل غزة صا رت تقترب من التأكيد واليقين ولكننا لانزال ننتظر التأكيد .. فالأخبار تقول انه تم بناء مخيم جديد في شمال حلب برعاية الأمن العام ووسط حراسة أمنية مشددة من المخابرات التركية يرجح أن يكون للوافدين من غزة بعد الاتفاق الذي سيوقعه الشرع مع ترامب في الرياض .
اذا صحت التسريبات .. فان تفسيره سيكون أن الاميريكين يرون في الصفقة انها فرصة لأنها ستقدم الجولاني على انه زعيم اعترفت به اميريكا وسينظر له في المجتمعات السنية العربية على انه انتصر على الاميريكيين الذين كانوا يريدون رأسه مقابل 10 ملايين دولار واليوم يصافحونه لأنه انتصر .. وهذا سيكون مهما في جمع المزيد من المؤيدين له والمتحمسين لخطابه وزعامته في العالم السني على انه (الفاتح) ..
وبعد ان يتم تنفيذ الاتفاق ستستفيد منه اميريكا مقتولا طبعا .. لأنها ستقتله وتدعي ان لديها أدلة دامغة ان قتلته هم من الشيعة أو العلويين .. كما فعلت بسيناريو الحريري في لبنان حيث اندفع اللبنانيون الى حملة كراهية مسعورة ضد حزب الله ومن يومها وحزب الله منشغل بتبرئة نفسه وصار مشلولا لأنه صار يعاني من عدوانية شارع لبناني كامل .. وأدخل عنوة الى أتون الجدل الطائفي .. وخرافة الهلال الشيعي الذي مر طرفه المدبب من قلب صدام حسين السني .. وطرفه المدبب الثاني من قلب رفيء الحريري ..
قتل الجولاني بعد أن يتم تلميعه وأخذ كل مايمكن ان يعطيه سيكون مفيدا لاميريكا في حياته وفي مماته .. فهو في حياته أخذ المسلمين في رحلة حرب دموية لعشرين سنة .. وانتهى بخطاب الكراهية والطوائف .. وساعد في ملء الفراغ الذي أحدثه تغييب الجيش السوري .. ثم عزز الكراهية السنية الشيعية الى اقصى حد .. وأزاح عن نتنياهو عبء مجزرة غزة لأن اشغال الرأي العام العربي بسجن صيدنايا وخرافاته .. وخرافات قيصر .. وحكايا ألف ليلة وليلة عن العصائب الحمراء التي لم تنتبه الى غزة وقيام أربعة أشخاص فقط بفتح حلب .. وبعد ذلك نقل الصراع في الشام الى الساحل السوري والقيام بمذبحة قام بتصويرها دون وجل كي يقول نتنياهو للعالم لسنا المتوحشين والقتلة بل هؤلاء المسلمون .. حيث نسي العالم نتنياهو وصار المجرمون مسلمين .. بشار الاسد .. والجولاني .. بفضل عبقرية المسلمين ..
وبعد ان يتم حل معضلة اسرائيل في تهجير الفلسطينيين او كتلة كبيرة منهم لجعل التوازن الديموغرافي لصالح اليهود في فلسطين تعلن يهودية الدولة نهائيا .. وعندها تنتهي مهام الجولاني .. ويتم قتله في خمس دقائق بكبسة زر .. وفورا تتهم الجزيرة واعلام اميريكا الشيعة او ايران او العلويين .. وتندلع حرب طائفية لاتبقي ولاتذر .. ولن تسمح اميريكا لاي طرف بأن ينتصر فيها نصرا ساحقا .. بل ستراقب التوازن وكلما اقترب طرف من التغلب على طرف تدخلت اميريكا لقلب المعادلة .. واعادة الحرب .. وهكذا كما فعلت مع ايران والعراق حيث قامت بتسليح العراق عبر العرب .. وقامت بتسليح ايران عبر صفقة الكونترا .. فدامت الحرب 8 سنوات ..
العقل العربي لايزال يتفرج ببلاهة .. ويبسمل ويحوقل .. وينتظر المعجزات .. وهو عاجز عن التفكير .. المعجزات ياسادة لاتخدم العقل العاجز ..