السؤال الذي يتحدى الجميع.. اين وثائق بيع الجولان؟؟ وثائق البيع ستظهر قريبا .. وتوقيع البائع أيضا

لو حاولت البحث في يوتيوب عن بيع الجولان لوجدت مئات الفيديوات التي تثرثر عن هذه القضية وتأتي لك بشهود عيان مثل كشاشي الحمام الذين تسقط شهاداتهم بمجرد ان تسأل سؤالا منطقيا .. ولو حللت ماينشر لوجدت أنه من سلسلة توم وجيري .. قصص وافلام سينما تشبه انتاج أفلام (الجمهور عايز كده) وشباك التذاكر يقرر نجاح الفيلم .. والأفلام تنتجها شركات خليجية مثل مسلسلات باب الحارة وتبيعها على اليوتيوب .. وتشتري الممثلين والشهود .. والجمهور يتدافع على شباك التذاكر لمشاهدة أفلام الجاسوسية والبوليسية .. ولاتدري من هو الأكثر غباء .. الجمهور الذي يصدق ان الفيلم حقيقي او الذين يقدمون دراسات نقدية للترويج للفيلم ..

منذ أن قرر السادات ان يبيع مصر اخترع لنا حكاية قبل النوم اسمها حدوتة بيع الجولان .. وزعم انه عرف بقصة بيع الجولان .. ومع هذا لااحد سأل سؤالا منطقيا للسادات وهو: “لماذا حاربت مع حافظ الاسد اذا كنت تقول انه باع الجولان؟؟ كيف وثقت به؟ وكيف حاربت معه؟ ” .. ثم لماذا قرر الأسد ان يتابع حرب تشرين فيما أنت أوقفت الحرب وخرجت منها الى كامب ديفيد في حين بقي من قلت انه باع الجولان يقاتل في الجولان 80 يوما بعد أن تركته وحيدا في الحرب .. وذهبت لشرب المرطبات مع هنري كيسنجر؟؟

بعد السادات جاء صدام حسين وخاض صراعا بعثيا بعثيا مع الاسد ورغم ان صدام حسين – للأسف – مشهور بتوقيعه الشهير الذي باع فيه شط العرب لشاه ايران فان صدام حسين قرر ان يعيد انتاج كذبة السادات ولقن أتباعه حكاية بيع الجولان .. وحتى هذه اللحظة لم يقدر احد ان يأتي بوثيقة واحدة تثبت دعواه .. وبقيت مجرد هرطقات .. دون ان يقول أحد ان جاءك فاسق بنبأ فتبينوا !!

وخاضت الدولة السورية مفاوضات شاقة وعرضت اسرائيل اعادة الجولان في وديعة رابين الشهيرة التي تعهد فيها باعادة الجولان كاملة للاسد ولم يذكر رابين في وديعته اي شيء عن الغاء صفقة بيع او شراء مع الاسد وأن البيع انتهى وأعاد الاسد الثمن الذي تقاضاه .. الى أن قتل رابين بيد ايغال عمير الصهيوني المتطرف .. وبلغت سخرية الكوميديا السوداء المضحكة ان أحد الثوار السوريين فسر قتل رابين على انه اتفاق بين الاسد والاميريكيين .. فالأسد قتل رابين لدفن الاتفاق لأنه باع الجولان سلفا ولايريده .. !!! أما الثمن الذي تقاضاه فلا يوجد ادعاء واحد ثابت فبعضهم يتحدث عن ملايين الدولارات وبعضهم يقول انه الحكم في سورية .. ولكن لم تأت اسرائيل بتهديد واحد للأسد الأب أو الابن بأنها ستكشف هذا السر وتسترد مااعطته اذا لم يوقع رسميا على التنازل عن الجولان .. واليوم اذا سقط النظام فمن حق السوريين ان يستعيدوا الجولان ويطالبوا الثورة بابراز صكوك البيع كي يقلعوا عيون الاسرائيليين والعرب والاسلام بأن حكم الاسد هو ثمرة بيع الجولان ..

السؤال الذي حير أصحاب نظرية بيع الجولان ولم يقدر حتى الذكاء الصناعي ان يجيب عليه الا بأنهم على خطأ وأن نظريتهم هزيلة وخيالية وهي أن الأسد كان أمام فرصة تاريخية ليوقع اتفاق سلام ويؤجر الجولان على الاقل ليطمر الفضيحة ..فأمام أعين العالم العربي والاسلامي وقعت مصر السلام وخرجت من الصراع .. والاسد عارض بعنف الصلح مع اسرائيل بطريقة كامب ديفيد ودون ان يحل كل الصراع العربي الاسرائيلي .. ووقع الاردن السلام وباع وادي عربة وخرج من الصراع .. بل ووقع صاحب القضية ياسر عرفات ووافق على ” بيع ” 80% من فلسطين التاريخية وخرج من الصراع .. والجميع ترك الاسد الذي رفض أن يدخل في أي صفقة .. ومع ذلك لم يكن لدى اسرائيل ان تهدده بشيء امام الكون من أنه عليه ان يوقع والا كشفت الفضيحة .. وتعب الاميريكون في ملايين ساعات المفاوضات في اقناع الاسد بأن يأخذ كل شيء مقابل ان يترك مترا واحدا فقط من الجولان بيد اسرائيل كي تأخذ كل المياه في طبرية .. الا ان الاسد قال انه سيغسل قدميه في ماء طبرية والا .. فلا .

ورحل الاسد الاب وجاء الابن . ولما دخل الثوار في الحرب على الاسد أعادوا انتاج حكاية بيع الجولان لاعطاء قضيتهم زخما وطنيا وشرعية لأنهم يحاربون من باع الجولان. وهذا ماسيعطيهم شرعية وطنية وأخلاقية رغم انهم كانوا يعالجون جرحاهم في مستشفيات نتنياهو في الجولان نفسه وكانوا على مسافة صفر من الجولان ولم يطلقوا اي رصاصة جنوبا.. ومع هذا ظل الثوار يقولون انهم يقاتلون ابن بائع الجولان الذي كان ثمن بقائه في الحكم انه لم يطلق رصاصة على الجولان ..

فتخيلوا مثلا لو أن أيا من الاسدين وافق على اي اتفاق او صلح مع اسرائيل بحجة البراغماتية السياسية كما يقول البعض الأن .. ياريت لو وقع ولم يوصل سورية الى هذا المصير .. وعلينا ان نتخيل انه لو حدث هذا فان نظرية بيع الجولان لن تحتاج اي دليل بعد ذلك ..لأنها تثبت بالاتفاق .. وتخيلوا لو انه وقع الاتفاق فهل هناك من عاقل يظن ان اسرائيل ستكتفي وتتركنا في حالنا؟؟ طيب الفلسطينيون وقعوا ولم يحصلوا على ورقة زيتون .. واليوم ظهرت الحقيقة من ان السلام هو تكتيك أمام هدف من الفرات الى النيل .. وان سورية سيتم تفكيكها وفق خرائط عام 1982 التي سميت بخرائط الدم التي ظهرت الان وبدأت ترتسم بدم العلويين الذين دفعوا دمهم ليحافظوا على سورية وقاتلوا من أقصاها الى أقصاها ليس بدافع الحفاظ على الرئيس بل لأن نموذج الحكم كان الضمانة الأقوى لوحدة سورية ولأنه الضامن لمنع قتلهم وفق خرائط الدم التي ظهرت عام 1982 .. وكان واضحا انهم سيكونون أول القرابين لرسم الحدود للدول الطائفية ..

الغريب ان حرب 67 خاضها الرئيس عبد الناصر ولم يقل احد أنه باع سيناء؟ وكذلك خسر الأردن الضفة الغربية ولم يقل أحد ان الملك باع الضفة رغم ان الوثائق الان تشير الى صفقة بين الملك والاسرائيليين كما هي صفقة المليون جنيه ذهبي التي باع فيها الملك عبدالله الاول أراضي 48 للوكالة اليهودية فعاقبه الفلسطينيون بقتله في المسجد الاقصى لأنه كان يريد ان يضحك على الناس بالصلاة فيما جيوبه فيها الجنيهات الذهبية. .. اي رغم ان هناك اسرة تبيع الأرض الفلسطينية علنا لم يقل اي اعلام عربي او ناشط أن الملك حسين باع الضفة .. فقط حافظ الاسد باع الجولان .. ويومها كان وزيرا للدفاع وليس رئيسا للدولة ..

الأمر الأخر فان الهزيمة لاتعني الخيانة فان القائد قد يهزم سواء كان الأسد وهو وزير دفاع او عبد الناصر او بشار الأسد .. فالهزيمة لاتعني انه كان يبيع ويجري صفقات .. ولا يمكن أن نطلق نظرية الخيانة على أي هزيمة كما قال لي صديق ارسل لي رسالة غاضبة ومعاتبة لجمهور السوريين الثورجيين يتساءل (لماذا نظلم زعماءنا عندما يهزمون بينما تكرم أمم الأرض قادتها وتنصفهم عندما يهزمون؟ .. فلم يقل الفرنسيون ان نابوليون ورطهم في مشروع نشر قيم فرنسا .. وقادهم لحرب قصمت ظهورهم .. ولم يقولوا انه باع فرنسا في معركة ووترلوو للأنكليز .. هل يمكن ان تكون اي هزيمة معرضة لنظرية انه بسبب صفقة او نية بيع ؟ هل يقول الالمان هذا عن هتلر أم يقولون انه أخطأ التقدير؟؟ .. وهل هزيمة (أحد) كانت مؤامرة بين بعض الصحابة وكفار قريش ؟؟

اليوم رحل زمن الاسد . وهاهي قضية الجولان أمامنا. وقد وقعت كل وثائق الدولة السورية والسرية وغير السرية وحتى الصور الشخصية للأسد في يد الذين جلسوا في قصر الشعب . ولكن نسي الجميع حكاية الجولان وبيع الجولان .. ونسي الجميع ان يبحث عن صكوك البيع .. وان يقف على شرفة قصر الشعب وبيده صك البيع ليعرضه للجمهور .. وتدفقت دبابات نتنياهو خارج الجولان واستولت على مايعادل مساحة لبنان ولم تنبس دمشق الجديدة ببنت شفة .. ولم تقل انها تريد استعادة المسروقات القديمة .. وانها اليوم في حل من اتفاق اسرائيل وآل الاسد من أن كرسي الحكم الذي كان مقابل الجولان قد عاد للشعب ويجب ان يعود الجولان أيضا للشعب .. فالبائع وابنه قد رحلا!!..

ولكن الصمت المطبق قد خيم على السكان الجدد لقصر الشعب .. بل ان الجولاني قال انه يريد ان يبرم سلاما لأنه تعب من الحرب .. وانه معروض عليه ان يترك الجولان مقابل سلة محفزات واعتراف .. يعني مارفض الأسد أضعاف أضعافه قد وافق عليه الجولاني ..

الان هذا حق الشعب وحق التاريخ أن نحاكم من باع ومن اشترى .. واليوم يملك كل السوريين الحق ان يطالبوا السكان الجدد المؤمنين والصادقين ان يقولوا لنا علنا انهم يطالبون اسرائيل على الاقل بكشف صك البيع لانه صار باطلا .. واذا أراد الجولاني تسليم الجولان وفق عقد تأجير علني فعليه ان يبرز للناس ان البيع الاول قد تم الغاؤه ويبرز وثيقة البيع الباطلة ..

الغريب ان الكذبة مستمرة في سيناريو مثير للكوميديا السوداء . فمسلسل السوب اوبرا لم ينته .. ولكن مايجب أن لايفاجئ السوريين فهو أن بيع الجولان الأن قد تم .. وأن صك البيع ظهر .. الحكم للجولاني ولأهل السنة مقابل نسيان فلسطين كلها والخروج الى الابد من الصراع العربي الاسرئيلي .. وبيع الجولان كما تم بيع شط العرب وتم بيع سيناء التي لاتملك مصر منها حقا الا في السياحة .. والمصريون اليوم يحتاجون موافقة أمنية لدخول أعماق سيناء ..

اليوم توقعوا في أي لحظة أن تروا بيعا علنيا ومباشرا على الهواء .. باسم السلام .. والثمن نعرفه وهو ماقاله نتنياهو للأسد . انك تلعب بالنار وستدفع الثمن) .. الثمن قبضه الجولاني .. واسمه الذي بدأ به (الجولاني) له دلالات بيع وصك وصفقة في الجولان .. والثمن هو السلطة في سورية من جل مهمة تفكيك سورية .. والتخلي عن فلسطين وذوبان الجولان في فم اسرائيل كقطعة السكر .. وعندما تتفكك سورية فمن ستكون القطعة التي ستطالب بالجولان بعد موت الأم ؟؟ العلويون في الساحل؟ ام الأكراد في الشرق؟ أم العثمانيون الجدد في حلب والشمال؟ أم الدروز في الجنوب؟؟ ان بيع الجولان قد تم الآن .. في زمن بني أمية .. مبروك لنتنياهو جوهرة التاج التي حرمه منها زمن الأسد .. واليوم يثبتها على تاج مملكة اسرائيل الجديدة ..

======================================

لمن يريد أن يحترم عقله .. وأن يقوم بمقاربة علمية تاريخية جميلة عليه أن يستمع لكميل أوطرقجي في هذا السرد والتحليل الرائع الذي لايرده أي ادعاء وسيسقط بالضربة القاضية .. عمل متقن علمي يشعرك انك سوري وسترفع رأسك .. أنك كنت في زمن حافظ الأسد .. وستكتشف انه لم يعد لك رأس في زمن بني أمية الجدد أو الأمويون الجدد .. أو بني الجولاني وبني عثمان .. فالرأس السوري صار الأن بين الأقدام والاحذية .. ومع هذا يقول لك .. ارفع راسك فووووووق .. ويشدد على فووووووق لأن المسافة كبيرة جدا كي يعود رأسك الى فوووووق حيث كان في زمن الأسد ..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق