النظرية السادية والتلذذ بالجهل والآن حان الوقت لنقول : أين كنتم أنتم قبل ١٤ سنة .. – بقلم : آوريامو السوري


Thu, 24 Apr at 18:36

قبل أن أذكر لكم أين كنتم خلال أربعة عشرة عاما ،سوف نذكر أين كنا سوية قبل لحظة انتشار أكذوبة أظافر أطفال درعا بإعتراف طفل من هؤلاء الأطفال على أنها أكذوبة، وتأكيد الوقائع على أنها لم تكن حقيقة مع كل ما أشيع حولها من روايات وماارتبط بها من أكاذيب، ونفير إعلامي عجيب إلا أنها رواية لم تكن موجودة في الأصل، لقد كنا قبل تلك الشرارة الخلبية التي نشبت من قلب أكذوبة قذرة بلادا حقيقية، وأمة بلا ديون لاتتوسل الخليج، ولا الغرب من أجل سد رمق سوري و لايفرض الخارج عليها شروطه لكي يحيا شعبها بحسب مزاج الخارج فلاغرب ولاشرق ولاحليف ولاعدو كان لديه ثغرة يتسلل منها إلى دمشق عبر عوز في النفط و القمح و الغذاء والأمان لكي يملي سياساته المرهقة على الشعب السوري قبالة تمويل المؤسسات وبناء البنى التحتية وتقديم حفنات القمح والأرز .كانت سوريا تفيض بالخيرات والنعم فجاء من انتفض على هذه النعم. اختلفت أم اتفقت كرهت أم أحببت أيها السوري أنت اليوم تسعى بين الأمم والدول جاهدا مجاهدا مكبلا بالتهم الدموية، والعجز المالي لكي تعيد سوريا الدولة إلى حقبة ما قبل الثورة ،والحقيقة لايمكنك أن تذكر أن ماجرى في سوريا هو حرب لإنك بذكر الحرب سيفرض عليك ذكر طرفي نزاع مسلح لا طرف مدني أعزل وطرف مسلح أي سوف تسقط دعاية الاستعطاف على أنك كنت تدافع عن نفسك بينما كنت أنت طيلة الحرب تهاجم وتحاصر ٩٠ بالمئة من ثكنات وقواعد الجيش العربي السوري وكنت تسيطر على ٨٠ بالمئة من الجغرافيا السورية فالثورة هجوم وليست دفاع وإلا مااطلق عليها ثورة ،بل مقاومة حصرا فهل من تكتيك، وفكر دقيق وتقي أجهد ذاته لكي يعلم الفرق بين مواجهة نظام، ومواجهة دولة ؟! أنت كنت تواجه دولة، ولذلك تبحث اليوم عن إعادة بناء دولة ،ولو كنت تواجه نظاما فقط لنهضت دمشق تلقائيا مع سقوط النظام..النظام يتشكل في ظرف أيام أما الدولة فهي بحاجة إلى رجال بحجم المهمات أي أن سوريا بحاجة إلى رجال دولة و سنين وسنين من العمل لا إلى شهادات ابتدائية وقائد شاحنات صغيرة تحمل رشاشات الدوشكا .النظام يسقط في أسابيع أما الدولة أسست خلال عقود لايمكن اسقاطها إلا عبر حرب مبرمجة فلا تظن أن من جاء ليحتل نفط وقمح الشمال الشرقي جاء ليحارب نظام، بل جاء ليحارب سوريا .فمن سقط ليس النظام بل سوريا ،

لاتقرأ وتظن أننا من المستفيدين من النظام، بل كنا مستفيدين من الدولة أي من الدراسة مجانا في مدارسها وجامعاتها العريقة التي تخرج منها أكثر من نصف مليون طالب عربي ومسلم كأطباء ومهندسين وعلماء كيمياء وصيدلة في كل الشرق العربي والمغرب العربي . كما برزت شركات الدواء السورية كشركات عالمية مصدرة للدواء، فلايمكن افتتاح معامل للدواء، وتفوق الدواء السوري مع سعره الرمزي الذي استفاد منه العرب والمسلمين حول دمشق وبخاصة فقراء لبنان والأردن إلا لأن دمشق كان مأوى للصناعات والتفوق أي أن المناخ الاجتماعي كان منفصل عن التأثر النفسي والفكري عن أي تشبيح يشاع ،وهذا تحديدا قبل عام ٢٠١١ لقد كانت سوريا واحدة من الدول المتقدمة على مستوى تحقيق الأمان، وهنا يصعد العقل في الإبداع عندما يكون الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في حال مستقرة بعيدا عن سياسات ضحلة من بعض الفاسدين، وهنا لانغفل تشكل منظومة فساد ولكنها ظهرت وظهر تأثيرها بعد الثورة ،وحصار قيصر والحصار الأمريكي من قبل وسرقة القمح والنفط أي خلال عقود كنت أيها الثائر العجيب مستفيد من سطوة الآمان إذ كنت تسافر من دمشق إلى القامشلي وصولا إلى حماه فالساحل ولايعترضك أحد ليقول لك ماهو مذهبك .

.كنت مستفيدا من سد الفرات ، وبالتأكيد أن سد الفرات لايقع في فرنسا وهنا نحيل عقليا وأخلاقيا مصطلح أقلية حاكمة إلى الوهم والتشويش على الحقائق لأننا نحترم أنفسنا ،ونحترم عقول البشر و لنقل أن سد الفرات مع بحيرة عظيمة بطول ٨٠ كليو متر وعرض ٨ كليو مترات مع مدينة نموذجية وغابات غيرت من وجه المنطقة حيث ساهمت هذه المشاريع الكبرى في زراعة الحياة في الشرق وغرس السوري السني العربي في أرضه لا اقتلاعه كما يحدث اليوم في بعض قرى حماه وحمص ضد العلويين لقد تمت زراعة مساحات مهولة استفاد منها أهل السنة من السوريين، وهم آلاف مؤلفة من العوائل أي لقد تم زراعة أهل السنة في أرضهم مع دعم زراعي وجودي واستفادت سوريا من الكهرباء حتى اكتفت ذاتيا ،فهل لمن فيه بقية من العقل بإمكانه أن يقول عن هذا المشروع القومي بأنه مشروع أقلية حاكمة أحيت شعب ليس بعلوي ؟! ماهذه الطائفة المجرمة التي أقامت كافة المشاريع الاقتصادية القومية في الشرق ،وفي دمشق لإحياء السنة، ولم تقم ببناء معمل لتصريف الفائض من إنتاج الحمضيات لإنقاذ العلويين من تطرف الفقر ؟! هل يراد منا أن نصدق أن سوريا كانت تحكم من طائفة ؟! إذا لنصدق هذا وافعلوا مافعلته الطائفة في البناء واعملوا على افتتاح أكبر المشاريع الاقتصادية في الساحل واعملوا على تطويع عشرات الالاف من العلويين في الجيش والشرطة والقضاء وقادة لعشر وزارات منها الدفاع والداخلية والخارجية ،فهل هناك من يجرؤ على فعل ماقامت به الأقلية الحاكمة للأكثرية ؟! خذوا بثأركم من ((الأقلية الحاكمة )) وافعلوا مافعلته في البناء والأمان والاكتفاء الذاتي .سوف يخرج أحدهم ليقول أننا كنا جائعين وخائفين ؟! لنقول له: إن كنت جائع في الأصل لماذا منع الأمريكي عنك القمح والنفط ولماذا استمات الغرب وأمريكا وأنت معهم لسن قانون عقوبات قيصر الذي لم يؤثر إطلاقا على مسؤولي النظام فالجميع شاهد ترف مسؤولي النظام و كان تأثير قيصر على السوريين فقط فهل رأيت طابور للخبز والغاز والبنزين إلا بعد الثورة؟!

أين كنت أنت منذ عام ٢٠١١ حتى ماقبل السقوط .هنا سوف نكشف لك أين كنت ..كنت ياصديقي تحت حماية تركية على طول الحدود الشمالية وحتى اليوم أنت تحت الحماية التركية والدعم المالي الإعلامي والافتاء القطري المستحوذ على فكر عشرات الملايين من العرب والمسلمين في العالم أي كنت أول من لاذ بدولة كبرى في المنطقة ودول ذات تأثير كبير عمليا كما قطر وكنت في الجنوب تتلقى أفضل معاملة من الأردن فلم ير أحد أن اسرائيليا تأفف من مجاهد واحد طيلة الحرب إلى ماقبل السقوط ولم تطلق رصاصة ضد مجاهد من قبل تل ابيب هنا يجب ان تسأل من أنت وليس أين كان فلان بل أين كنت أنت عندما كان الاسرائيلي خلفك ولم يطعنك . بعد أن تمت مهمة إسقاط سوريا وجيشها دخلت تل أبيب واستولت على الجنوب السوري وكل هذا وقع بعد سقوط الحكم في دمشق بخلاف مافعله النظام السابق في حرب ٧٣ الذي استعاد فيها المناطق بعد أن حررها من سيطرة تل أبيب. أي أن من هو اليوم في الحكم جاء ليعيد مافعله السوريين قبل نصف قرن وأعادهم نحو الخلف وهذا يدعى تقدم إلى الخلف لا تقدم إلى الأمام فمن يريد التقدم يسقط السياسة التي تؤذي السوريين لا العكس ..

اذا أول من أدخل الخارج إلى سوريا هي الثورة والعجيب في هذه القضية الفكرية لدى الثوار أنه ماهو مباح لهم محرم على الآخر وهنا تبدأ حكاية الفصام والانفصال عن الحقيقة.

أين كنتم عندما دخل الصهيوني جون ماكين الشمال السوري .أين كنتم عندما منع الأمريكان القمح والنفط عن السوريين كافة ؟! أين كنتم عندما قال حمد بن جاسم أنه اشترى منكم أنفسكم مقابل الدولار .! أين كانت قلوبكم ومعتقداتكم عندما كان الاسرائيلي وفصائلكم تدك ذات الهدف سوية وهو الجيش العربي السوري….أين أنتم اليوم ؟! ماهو الواقع الفكري الأخلاقي الإنساني الذي يتم تقديمه اليوم إلى العالم غير مصطلحات :عوي ولاك ….شهنق ..مجوس..

ألا يوجد لديكم القدرة على رفع الخطاب أخلاقيا للإثبات للعالم أنكم أتباع نبي على خلق عظيم لكي لايعاملنا العالم على أننا من أتباع الجاهلية ..

بقلم : آوريامو السوري

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق