جمهورية (أبو عبد الله الصغير) الصغيرة السورية .. الخروج الأخير من الاندلس في دمشق ..

كم ظلم التاريخ أبا عبدالله الصغير .. الأمم تحمل أخطاءها للملوك وتنسى انها هي التي صنعت أزمنة الملوك .. لأن الكبار تصنعهم الشعوب عندما تكون كبيرة .. والصغير هو الشعب عندما لايقدر أن يصنع الكبار .. الاندلسيون هم الذين تصاغروا وفقدوا ملكهم قطعة قطعة .. وفقدوا اندلسهم عندما أعلنوا انهم شعوب الطوائف التي صنعت ملوك الطوائف لانهم لم يكونوا كبارا بما يكفي للبقاء في التاريخ بل صغارا بما يكفي كي يخرجوا من التاريخ ومن عيونه ومن بين اصابعه ويتسربوا بضآلة هممهم وعقولهم من ثقوب الزمن .. وهذا مايحدث لهذا الشرق الذي صار صغيرا لأن شعوبه تصاغرت جدا وصار كل واحد في بيته تسكنه روح (أبو عبدالله الصغير) وطوائفه الذي لم يفهم ان ايزابيلا وفرديناند لايريدان فقط قصر الحمراء وحدائقه ولامفاتيحه بل يريدان شعب غرناطة وكل الاندلس واطلاق محاكم التفتيش لاستئصال الوجود العربي نهائيا من الاندلس .. وقد فعلا ..

وهاهو اليوم يعود الزمن الى تلك اللحظة التي يخرج فيها العرب والسوريون تحديدا من أندلسهم الباقي في سورية .. التي كانت آخر معاقل العروبة والاسلام وسيكون خروج السوريين من أندلسهم بسبب انهم لحقوا ملوك الطوائف وصاروا شعوب الطوائف .. لأن الشعوب هي التي تصنع الكبار وتصنع الصغار .. وسيتذكر السوريون القادمون ان يوم سقوط دمشق بيد البرابرة سيوازي ليلة سقوط غرناطة العربية وخروج المسلمين والعرب من اوروبة الى الابد وعودتهم اليها لاجئين ومشعوذين .. وبدء محاكم التفتيش التي بدات الان بالعلويين والدروز ولكن محاكم التفتيش ستدخل كل بيت من دمشق الى حلب .. فهذا مصير من يفقد استقلاله ويعطيه لغيره ..

فيا ليت زمن الحكواتي في المقاهي يعود وأقرأ سيرة عنترة والزير بدل أن أقرا عن أبطال هذا الزمن وأكاذيبه .. لأن فيها حقائق أكثر مما نقرأ هذه الايام عن البطولات الوهمية .. وعن الانجازات والانتصارات .. ويقيني ان عنترة لو دخل سورية اليوم لقرر أن العبد الذي لايجيد الا الحلب والصر هو من يسكن في قصر الشعب الذي يسمونه الجولاني .. والذي ليس له من أمره شيئا .. جاءت به الامم وستخلعه الأمم ..

الثورة السورية قدمت لنا الانسان الصغير .. والافراد الصغار والعقول الصغيرة .. وصنعت شعبا صغيرا بعد ان كان من سادة الشرق الاوسط .. الصغار يفرحون اليوم انهم تحرروا ودفعوا مقابل هذه الحرية المزعومة استقلالهم الوطني الذي صارت فيه تركيا وقطر واسرائيل تقرر لهم مايجب عليه ان يكونوا .. وصار وزراؤه من المهاجرين .. وجيشه مرتزقة من أربع جهات الارض .. مقاتلون شيشان وتركستان يقررون عنهم ويحملون السلاح عنهم لأنهم لم يعودوا رجالا .. ويتسيدهم قوقازي .. العقل الصغير والانسان الصغير ارتضى أن يقتل أخاه السوري الدرزي والعلوي ويستبدل الجينات السورية الاصيلة بجينات مهجنة مستوردة من القوقاز وآسيا الوسطى ..

من الذي يبحث عن الحماية الاجنبية؟ السنة ام الاقليات؟؟

الشعب الصغير الذي كان لديه ملك بني أمية والمتمثل ب (أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) صار لديه ابو دجانة .. وأبوقتادة .. فماذا سيحمل الاموي أكثر من ذلك في قلبه؟؟ هذا الاموي الصغير صار طموحه فقط أن تحميه دولة خارجية فالسنة يتسولون الاعتراف من أميريكا واوروبة وهذا يعني حرفيا البحث عن (الحماية الاميريكية) لحكمهم ويعرضون السلام الابراهيمني والتناول عن الجولان واعتقال الحركات الفلسطينية .. وكل هذا ليس الا من اجل الحصول على الحماية الاسرائيلية لحكمهم .. فيما يعرض الاوروبيون والاسرائيليون بيع الحماية لأقليات .. وتعرض الاقليات نفسها في سوق الحماية .. وفي السوق يتنافس السنة والاقليات على تقديم العروض الأفضل .. فيما اميريكا ترفع اسعار الحماية .. فالسنة الجدد يرسلون الوفود والمراسيل الى كل اميريكا مقابل الاعتراف .. وهم يرون ان حمايتهم تأتي من اميريكا .. ويقدمون كل مالديهم .. التخلي عن الجولان والتخلي عن الاقتصاد والتخلي عن الاستقلال .. وفصل البلاد ومقالة ايران وحزب الله والتصالح مع اسرائيل واموافقة على الاتفاق الابراهيمي والقبلو بتهحير أهل فلسطين واعلان يهودية الدولة وبيع الاقصى بفتوى .. والبحث عن جثه كوهين كما يبحث المسيحيون عن الكأس المقدس .. وبعد هذا يرون ان الاقليات تبيع نفسها وتعرض جسدها في سوق البيع من أجل الحماية الدولية رغم أن السنة الجدد هم من باع السنة والاسلام وسورية وفلسطين وكل شيء من اجل أسخف أمنية عرفها البشر (أن يحكمهم سني) .. فرط الامويون الجدد بكل شيء وصاروا يبيعونه من أجل ان يصبحوا مواطنين عثمانيين وقطرييين واسرائيليين ..

سورية كانت مليئة بالحقائق واليوم هي بلد مليء بالاوهام .. من وهم انتصار تنظيم القاعدة وأن الله قد أيده بالعصابات الحمراء الى وهم ان الشعب صنع حريته .. وأن سورية ستنهض الان أقوى .. الى وهم اننا مستقلون أكثر .. الى وهم ان الحرية صارت تسير في الطرقات .. وأن أهل السنة عادوا وأعادوا أمجاد أمية .. رغم ان نتنياهو يضحك على بني أمية الان واحدا واحدا ويتبول على خلفائهم واحدا واحدا وهو فوق جبل الشيخ .. ويتسلى بثقي مملكتهم بالطائرات كل يوم وحولها الى حقل لصيد البط .. الوهم السوري صار نكتة تضحك من لاضحكة له .. فالانكليز لاتضحكهم هذه الايام الا نكتة (انتصار بني أمية) وأعزّ الله الاسلام بالايغور والتركستان .. وأبي دجانة ..

اليوم خرج العرب نهائيا من الأندلس .. ودخل نتنياهو وأردوغان .. قصر الحمراء ..

من يريد سورية عليه أن يطرد ابا عبد الله الصغير من نفسه ومن بيته .. وعندما سيقدر ان يتخلص من الاوهام .. سيدخل الأندلس السورية من جديد ..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق