
نحن جميعا ضد الفتنة، وضد كل حماية دولية، وأولها الحماية التركية ، ولكن عندما يكون هناك دولة حقيقية تحمي الجميع قولا وفعلا، لاأن تتحدث افتراضيا عن تقديم مدرسة في العيش المشترك، بينما وزير الخارجية يتحدث عن أقلية حاكمة مع فصل عشرات الألاف من الموظفين لمجرد أنهم من طائفة أو لأنهم في حالة اختلاف فكري مع السلطة المؤقتة ، حتى أن رجال دين ظهروا في مقاطع مسجلة من حماة ودمشق، وتحدثوا عن إثارة الخلاف ضمن الصف السني واكراه هؤلاء على فكر غريب عنهم من قبل أنصار السلطة المؤقتة،حتى أن الشتائم الطائفية عبر ألفاظ نابية كان قد سمعها الناس في كل مدينة، وآخرها في دمشق حي المزة ، فكيف لك أن تحدث الناس عن العيش المشترك، و القتل والخطف الطائفي جرائم قائمة تسير ضمن برنامج يومي موثق، و مستمر حتى لحظة كتابة هذا المقال في الأول من شهر أيار من عام ٢٠٢٥ .نحن سوف نصدق أن لدينا دولة تحترم عقولنا في حال أننا لم نقرأ أن مسؤولا تركيا يتحدث نيابة عنها، وعن الشعب السوري، إذ أن التركي نفسه لايسمح لنصف الشعب التركي التحدث بحرية، والدلائل موثقة بالجملة لمن يريد التحقق ،بل ويقمع كل من يريد الترشح إلى الرئاسة ديمقراطيا بحجة تزوير الشهادة الجامعيةو يزج به في السجن وفي سوريا نرى نصف المسؤولين بلا شهادات ثانوية واعدادية ،فكيف له أن يقبل بالحرية في سوريا وهو من يحاربها في بلاده ، وعليه فإنه لا يعقل أن تخرج الفتوى بحرمة الدم السوري بعد أشهر من سبي و خطف وقتل الألاف ، وفجأة وتحديدا تحت هدير طائرات الf16 الاسرائيلية فوق دمشق تخرج الفتوى وهي مغمسة بدماء سورية مدنية بريئة ، وهذا الأمر لهو أعظم دليل على أنكم من يساهم مباشرة في التدخل الدولي، ولولا أن هذه الفتوى تمت من قبل وقوع المجازر ماكان لأحدهم أن يطلب تدخلا إلا من الدولة ،ولكن أين هي الدولة؟! لقد ظهر إلى العلن أنكم لاتعملون بالأحكام الشرعية إلا بعد سطوة الحماية الخارجية ومقتل الألاف ، فمن ذهب إلى حميميم بالمال وشاحنات المساعدات والاعلاميين ، والشخصيات القيادية لطلب العودة من الهاربين من الذبح والسبي إلى منازلهم وقراهم لم يذهب إليهم إلا بعد أن طلبوا الحماية، وإلا كيف استمر القتل والخطف حتى بعد لجوء المدنيين العزل إلى حميمييم؟!
فلا تتهم من يطلب الحماية الدولية بالخيانة، فهذا يعني أنك أنت أيضا خائن إذ أن تركيا تعمل على حماية طرف يدعي أنه الأكثرية منذ أربعة عشرة عاما إلى يومنا هذا وأنت وصلت إلى الحكم بفضل الحماية التركية ،ولو تزعزع أردوغان من موقعه لن تجد حماية لك .هناك حالة فصام أصبحت واضحة وضوح الشمس للعلن لدى أتباع الأكثرية التركية القطرية في سوريا ، وتصريحات المسؤولين في تركيا تدل على هذه الحقيقة ، وكأن سوريا أصبحت ولاية تركية، فهل يجرؤ مسؤول سوري في العلن أن يتدخل في الشأن التركي وأن يطلب استعادة آلاف المعامل التي تم سرقتها من حلب ؟! تخيل أيها القارئ العاقل أن تركيا وهي بموقع قوة لايمكنها التخلي عن الناتو الصهيوني، وهي تدعي أنها اسلامية فلا تخطب في الناس عن الخيانة والوطنية بينما من يحميك يشكل ثاني أكبر قوة عسكرية في الناتو الصهيوني الذي لم تكن حروبه في يوم إلا ضد العرب والمسلمين ، الجميع لديه حماية مادون الدول النووية العظمى حتى قطر التي دعمتك وتدعمك حتى اليوم على أراضيها يوجد قاعدة العديد والسيلية وهي من تستقبل الطائرات الهجومية والقاذفة الأمريكية والبريطانية ،ومنها يتم دعم واسناد تل أبيب في حروبها على غزة والمنطقة .لنبحث بكل ضمير ووجدان عن سبب الحماية ،ولماذا يطلب بعض السوريين الحماية هنا تظهر الحقيقة .لايعقل أنه وفي كل مرة يسمع فيها تسجيل صوتي فتنوي لم يعرف صاحبه أن يناشد بعض السوريين السلطة لمنع الفتنة ، وأنتم تعلمون هشاشة الواقع السوري ، فمن يغض النظر عن تجييش ألاف المقاتلين لقتل طائفة بأكملها أما أنه يريد حصد شعبية تزول عند السنة المعتدلين، وباقي السوريين أو أنه لايعلم شيء عن إدارة الأزمات .
لماذا لم يتم الإصغاء إلى النص الإلهي والعمل به ؟! قوله تعالى:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ”.لنفترض أنه تم التعرف على مصدر التسجيل، وعرف الشخص، فهل يؤخذ القوم كله بجرم شخص واحد أي دين وفكر يبيح قتال قوم بجرم شخص واحد ؟! إذ أن جميع المرجعيات الدرزية أعلنت البراء من هذا التسجيل، ولكن أحد لم يصغي إلى موقف الدروز، وتجاوز موقفهم، وأكمل الطريق إلى القتال، أي أن هناك من لايريد العمل بشرع الله، بل بشرع نفسه ومزاجه .لايعقل أن يقتل المئات والألاف في سوريا بسبب شخص أو حتى بجرم مئات الأشخاص هناك أمر غير عادي، لايعقل أن تحكم الشعوب بهذه العقلية .الأمان أن تسيطر على الشعب بالعدل لا بالإنتقام فإن ردة الفعل على التسجيل الصوتي كانت إنتقاما طائفيا وليس نصرة لقول الله ونصرة للرسول الكريم محمد الأمين المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم .لأن من يريد أن ينصر الله ورسوله يخضع لهم لا لنفسه .
إذا لقد تم اختبار تماهي جمهور تركيا وقطر في سوريا مع الفتن، وتبين أن جمعهم كما الهشيم أمام عود ثقاب ، وأن جمعهم يساق ويخضع لأي نبأ من دون التحقق من غايته وحقيقته.. فكم سهل سوق هذا الجمهور بأي أكذوبة وفتنة وماأخطر أن يسبق هيجان المرء عقله فلا هو مع قوله تعالى : فتبينوا ، ولاهو مع قوله تعالى:
“مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا” .
علموا أتباعكم الخضوع لقول الله تعالى لا لأنفسهم ومن بعدها نتحدث عن العيش المشترك ..إن أول من تلقى العلاج لدى اسرائيل هم المجاهدين وكله موثق بالصور وعلى إثرها تم إعادة سجن الأسير المحرر صدقي المقت بسبب تصوير ونشر هذه الفضائح الأخلاقية والإنسانية .فهل كان سن قانون قيصر من وحي السماء أم أنه بطلب منكم من واشنطن ،ومن دفع ثمنه هم السوريون ،حتى فيما بعد سقوط النظام ،فمن يريد أن يحاسب الناس على حماية أنفسهم عليه أن يمتلك سجل خال من طلب التدخلات الخارجية بدءا من التدخل العسكري الخارجي، ونهاية بقانون قيصر الذي فتك بملايين السوريين وهذه جريمة قومية لإنها لم تضر إلا بفقراء سوريا.لا بمسؤول نظام سابق ولا لاحق ،ومازال السوري يدفع ثمنها حتى اليوم .فمن وكل أمره للخارج هو نفسه من وكل واشنطن في الدفاع عنه عبر اقرار قانون قيصر وليس هذا فقط بل أن أول من طلب التدخل الخارجي كعدوان دموي ضد العرب والمسلمين هو شيخ الثوار و المجاهدين وكبيرهم يوسف القرضاوي فهو لم يطلب تدخل خارجي فحسب، بل و أباح قتل المسلمين في ليبيا وسوريا وقال بالصوت والصورة : أمريكا مجاهدة في سبيل الله إن قصفت دمشق .
