أين اللغز في انتصار الثوار المسلمين في كل بقاع الأرض إلا في فلسطين ؟! – بقلم: عبدالله الشامي

يستميت هزيل الحجة، وعدو العقل بالتحدث بالطائفية ،فقد تم نفي حجة العقل لكي يتماهى المشهد مع أفعاله وأقواله غير الواقعية ،فهو خاسر دائما مع حجة العقل التي استبدلها بشهية العداء الفتنوي ضد كل من يخالف ثورة مزاجه حتى لو أنك واجهته بما جاء به القرأن الكريم لن يصغي إليك، وهذه حالة منفعلة عن الاستكبار النفسي الذي ذكره القرأن الكريم، والذي ينتج عنه المكر السيء، ونلاحظ أن كل مايقوم به هؤلاء من أقوال وأفعال لطمس العقل تنقلب عليهم بالحجج الصارخة ، والعظيم في هذا الأمر أن مرجعية الإسلام الأعظم التي تتمثل في القرأن الكريم لم تحض على قتل نفسا بغير نفس، ولايوجد فيها نصوص تحث على الفتنة والتحريض، بل قدمت سبل السلام على سبل الفتنة عبر قانون يمنع العامة من اتخاذ المسلمين أنفسهم مرجعية دون كتاب الله، لقد تم نسف العقل لفرض سردية غير واقعية فالجميع يعلم أنه في سوريا كان هناك طرفي نزاع مسلح ،وكان هناك سيطرة على ثمانين بالمئة من الجغرافيا السورية لثماني سنوات، وكان هناك قتلى من الطرفين، ولكن حجم العداء مع العقل كان ومازال قائما لأنه يقرأ الحقائق كاملة أي انه يفضح هشاشة مواقف هؤلاء ،وهم لايريدون هذه القراءة التي لاتنحاز إلا للحقيقة ،إذ أنك تقرأ وتسمع لهم عن عملية تزوير مروعة تتجلى في تقديم طرفي الحرب بطرف أعزل وآخر مسلح أي تتم عسكرة الطائفة المدنية العلوية مع تقديم مئات الألاف من المقاتلين على أنهم مدنيين عزل، وهنا يصطدم الموتور طائفيا مع العقل، فكيف لهؤلاء السيطرة على غالبية الأراضي السورية ،وقتل مئات الالاف من السوريين وهم عزل؟! فهل مئات المعارك التي تغنى بها هؤلاء كانت ضد أشباح ؟!

هنا نجد أننا نتحدث بخلاف مايقدمه هؤلاء من روايات تتعارض كليا مع العقل ، وحتى مع الأخلاق فهناك كذب، وبالإضافة إلى هذه الحقيقة يستميت البعض من هؤلاء في تبرير السقوط أمام حقيقة قد وجدت في الأصل لكي تسقط أكاذيب الدول، وترهات الكثير من الشعوب العربية ،والعالمية، إنها المحنة الوجودية التي تكشف حقائق الشعوب ،والدول إنها فلسطين المقصلة الربانية على أكبر رقاب المؤامرات و الأكاذيب..فلسطين ليست مجرد أرض، وشعب فلسطين حجة على كل من يدعي الإيمان والعزة ،ونصرة الحق .أنا لا أحدثك عن شعارات الدجالين عروبيا فلا تحاول العبور من فوق هذه الحقيقة العظيمة برمي الاتهامات ضدنا عبر ماتمتلكه من ترسانة الردود الخلبية والعبثية التي لايمكنها الثبات عقليا وأخلاقيا أمام شرف الحقائق .أحدثك اليوم عن فلسطين في حضرة الأخلاق، والدين ، والإنسانية ،فلا تحدثنا عن أن العبور إلى مرحلة هو انتصار ،وأن إسقاط المبادئ هو فن السياسة، وأن تحول المرء، وانقلابه على الحق هو عبقرية، عليك أن تجد الفرق بين النفاق والنبل ، بين القائد والوصولي، وعندها حدثني عما تشاء لأننا حتما سنتفق إن إنطلقت الأراء من هذه الحقائق ، فما من فكر في هذا العالم أشد قبح من تبرير الجريمة إلا المجرم نفسه ، لذلك تحسس ماتقوله لإنك وصلت على كفوف الراحات الأمريكية الإسرائيلية إلى عتبات دمشق تلك العتبات التي إن استنشقت فيها اسرائيل رائحة مقاوم حولته إلى رماد في لمح البصر، فإن قلت لي أنني أنشر الأكاذيب فيماأقوله سوف أحيلك إلى أقوالك وأنتم سيد من قال ويقول بأن من يصنع الحكام في المنطقة هو رضى واشنطن عليهم ، بل وأن سيدك اليوم قال سابقا أن الجزية مقابل الكرسي عند كبار العرب ، فهل حقا دخلتم دمشق فاتحين؟! نعم صحيح ولكن فاتحين لماذا ؟! فاتحين لأبوابها السبع لكل احتلال بشتى أنواعه الناعمة والخشنة ،فلاتظن أن أهل فلسطين سذج ،بل قسم كبير منهم عباقرة في قراءة المتغيرات، والسؤال يدور في غزة ،وفلسطين عن المعجزات التي تتحقق في دول أخرى، ولا تتحقق في غزة حيث تهرس أجساد الأطفال وتطحن جماجمهم، ويمتص غول الجوع دم صغيرهم قبل كبيرهم ،ويفنى زرعهم ،ويباد نسلهم، ولم يلتفت إلى طوفان لحمهم المحترق، وصرخات مذابحهم عارض الأزياء و التيكتوكر أبودجانة الذي يعرض لنا مهاراته في فنون الطبخ، بينما غزة تحولت إلى فريسة للجوع ،بل وخرج مستر أبوعمشة ليحدثنا عن استراتيجيات الكف عن المزايدة عليه فيما يتعلق بفلسطين .ياصديقي إن الجهاد مبرر وممارسته مباحة في دمشق فقط، فهناك حالة خاصة لدى اخوان سوريا، والسؤال ضد من كان يجاهد هؤلاء ؟! المثير في هذا أن المسلم الفلسطيني يحيا الجحيم منذ دهر ،ولم يصغ إلى استغاثته أحدهم بينما في سوريا ومنذ الأشهر الأولى سمع نداء الجهاديين عشرات الالاف منهم، فلماذا يسمع الجهاديين نداء بعض مسلمي سوريا في غضون أشهر، ولم يسمع أحدهم صرخات واستغاثات مسلمي فلسطين منذ مايقارب القرن ؟!

هل هي العفوية والبراءة في اندلاع الثورات وبالتالي غض الأمريكان النظر عن (انتصاركم)؟! سوف يقفز إليك مجاهد سوبر ، ويجيبك بكل مالديه من ترسانة التخوين والسب، ومن الردود المقززة، وهنا يفرض السؤال جبروته كما لو أنه راية معركة تنتصر على فيضان الأكاذيب ليقول لكم : لماذا لم ينتصر الفلسطيني الأكثر مظلومية عبر تاريخ البشرية؟! مايقارب القرن على الحصار ،والتهجير ومواجهة الإبادة بشتى أشكالها وأنواعها ،ولم يدخل فلسطين مجاهدا بدعم قطري تركي خليجي .هل الفلسطيني من نوع آخر، وهل هو مسلم درجة عاشرة حتى لاتنصره بينما تنصر من لم يذق واحد بالمئة مما ذاقه الشعب الفلسطيني طيلة عقود ؟!. هل تريد القول لنا أيها المسلم ذو الدرجة الأولى أن قبلة المسلمين في فلسطين خارج المعتقدات، وخارج الدين، ولهذا لم تتحرر .حقا لم نعلم أن للجهاد جناح خاص للأثرياء فكل مايدعمه الخليج ينتصر إنه جهاد الجناح الخليجي الثري .لماذا لبى المجاهدين نداء أخوانهم في افغانستان ،وانتصروا على السوفييت الكافر ؟! لماذا لبى هؤلاء النداء في ليبيا وفي سوريا ولما انتصر هؤلاء بينما لاينتصر الفلسطيني ماهو السر ؟!الخطر الذي يحدث اليوم في سوريا يتجلى في عمليات تبني الاعلام الحالي لمسخ القضايا عبر عملية تحنيط الفكر وتحويل المشاهد إلى عبد أقصى مايمكنه فعله هو الغرق في اقتتال فكري داخلي حيث تخرج علينا اعلامية من على منبر قناة سورية تتبع للسلطة المؤقتة في دمشق لتقول: لماذا لم يتحدث بعض السوريين عن خطف طفل سني ؟! تريد بهذا أن تُظهر طرفا سوريا على أنه طائفيا في طلبه التحري عن مخطوفيه ، فهل هذا الأسلوب الإعلامي هو نتاج فكر حر يعمل لنهوض سوريا أم لإدخالها في نفق يشبه أنفاق الإعلام اللبناني الذي شهد له الجميع بأنه أوصل لبنان إلى اللادولة، وإلى التقسيم بسبب الخطاب الطائفي، فهل من معتبر؟! .اعلام لايمنكه معالجة أزمة بأسلوب مهني لايمكنه أن يكون اعلام دولة فهل نخرج من هذا النفق الذي تبناه الإعلام الحالي. ألم نحدثكم من قبل عن حالة الفصام التي تحكم سوريا .صدقوني إنهم لايشعرون ويعتقدون بأنهم الوحيدون في سوريا والعالم، ولكن شاهدوا كيف ستسقط هذه الاعلامية ،ومؤسستها معا..هذه الاعلامية عرضت قضية طفل سني مخطوف محاولة منها لتقديم طرف سوري على أنه طائفي لايهمه فقدان طفل من طائفة أخرى، ولكن ماذا نقول عنك ياسعادة الاعلامية وعن مؤسستك، وعن سلطتك التي لم تلاحظ مايحدث لأطفال ونساء ورجال وشباب غزة ؟! ,ماذا نقول عن سلطة مؤقتة تلتقي مع من يخطف أطفال غزة منذ عقود ،وتريد السلام معه ،وماتزال الإبادة مستمرة ضد أهل غزة فهل أهل غزة سيخ وهندوس مثلا؟! رأيتم طفل ولم ير أحدكم خطف أطفال فلسطين ؟! هكذا تسقط الأمم أمام حجة فلسطين وتظهر مستويات العقول والأخلاق بالتعاطي مع الأزمات..شكرا للرب على وجود فلسطين لإنها عاصمة سقوط كل مزيف في هذا العالم ..

بقلم عبد الله الشامي

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق