كيف كتب ويليام شكسبير عن السوريين الأمويين الجدد؟ .. عطيل السوري الذي قتل ديدمونة .. الذلّ والندم في الأعماق

يعجز اي عاقل ان يفهم هذا الاصرار لدى كثير من السوريين على الامعان في طعن النفس وقتل البلاد .. وتستقيل اي نظرية عن محاولة قراءة سيكولوجة الانسان السوري الذي يرفع شعارا عظيما اسمه الكرامة والحرية ولكنه يراه فقط أمام الأقليات فيما انه يظهر امام العالم كله وهو يفقد حريته وكرامته ويداس بأقدام اسرائيل والاجانب المهاجرين .. ولكنه لايريد ان يعترف بالحقيقة وهي أنه دخل زمن الاذلال العظيم الذي لاذل بعده .. بعد ان صار لعبة تدوسها الأمم .. حتى قطر البعوضة صارت تتصرف مثل النسر في حضرة دجاجة ..

واذا ناقشت السوريين تجد انك لاتقدر ان تقنع كثيرين انهم يتصرفون بحماقة ويحلمون بشكل رومانسي وتجد ان كل الكوارث التي أدخلوها على حياتهم أفقدتهم القدرة على التمييز بين العدو والصديق .. ورغم انهم يباهون بأمويتهم واسلامهم الجديد لكن الغزيين -وهم على بعد رمية حجر منهم – يقتلون كما تقتل النعاج ويبادون .. فيما الأمويون منشغلون ببرامج الصلاة والايمان والشريعة وكأن القدس او الاقصى قد تم اخراجهما من الاسلام والشريعة .. لا وعلى العكس يرقصون في الطرقات وصار ترامب صديق الاسلام وصديق معاوية … ورقصوا رقصا لايوصف لأنهم صافحوا ترامب وناسبوا الحكومة الاميريكية (وبقوا قرايب) ..

اقصد انني مهما شرحت وفسرت فانني ربما أميل الى تفسير تشحنه العواطف والميول والرغبات .. ولذلك فانني أحاول ان أبتعد عن الحدث لأراه من مسافة أو بعيون الاخرين .. فعيون الاخرين ترى مالاتراه عيون المحب .. لكن العارفين بسيكولوجية البشر يقولون ان أعماق الناس تحس بالذل ولكنها تعاند هذا الشعور وتخشى الاعتراف به .. وكما اسر لي البعض من خلال اعترافات خاصة هي انهم يحسون بحجم الخطيئة التي ارتكبوها ولكنهم يخشون من مواجهة الذات والاعتراف أنهم تعرضوا للخديعة وبشذاجة .. وبعضهم يخشى من شيء مختلف وهو شماتة الخصوم الذين أثبتوا انهم على صواب ..

ولذلك فوجئت بعبارة قالها لي صديق انكليزي يتابع معنا الاحدث منذ بداياتها .. فقال لي .. انني عندما اسمع مايفعله السوريون بأنفسهم من قتل لبلدهم واستقلالهم واللااكتراث باحتلال بلادهم .. أحس انني أقرأ ويليام شكسبير .. انتم ايها السوريون مسرح من مسارح شكسبير .. انتم من كتب شكسبير قراءته للخيانة والندم .. انتم ربما فيكم من هاملت والملك لير .. ولكن أجمل قصص شكسبير التي تنطبق عليكم وأراكم تعيشونها هي قصة عطيل .. أنتم عطيل نفسه ..

الحقيقة انني فوجئت بالتشبيه .. ولكن فعلا عندما تذكرت قصة عطيل فوجئت بالاسقاط الرهيب للأحداث .. وحسبت كما قال صديقي فان شكسبير كان حتما يرانا في المستقبل عندما كتب قصة عطيل ..

عطيل مقاتل مغربي داكن البشرة وبطل وقائد وقد جاء الى قبرص لمحاربة الاتراك .. لكنه أحب ديدمونة الجميلة البيضاء في فينيسيا وأحضرها معه الى قبرص .. ومع هذا بقيت عنده عقدة اللون الذي يلبسه جلدا داكنا .. وهذه العقدة جعلته يحب ديدمونة البيضاء جدا ويتعلق بها .. ولكن له صديقان أياغو وكاسيو .. اللذان كانا يحسدانه على ماحقق وأنجز من مجد وحياة .. فأوغر اياجو صدر عطيل على ديدمونا وأوهمه انها تحب كاسيو وتخونه معه .. وهنا تفجرت عقدة اللون لدى عطيل ولم يقدر ان يتحمل غواية قتل ديدمونا .. فقتلها بلا رحمة .. ولما عرف الحقيقة وعرف كم ظلمها وأنه خسر أجمل قدر ضاع .. وأنه قتل حبه وقلبه .. قتل نفسه ..

الشعب السوري هو عطيل .. وهناك من ركب له عقدة الطائفة وأن لونه الطائفي لايرقى الى البياض الناصع لأنه لايحكم من قبل لون سني خاص .. وان من يحكمه يجب ان يكون من نفس لونه الطائفي .. ولذلك فانه صار ضعيفا أمام أي وهم وأي تهمة واي تزوير واي تحريض .. فقتل حبيبته سورية التي سكنت شرايينه وقلبه .. بتحريض من (اياغوات الاخوان المسلمين والخلايجة والاسرائيليين والاتراك) .. واحتفل عطيل السوري بقتل الخائنة .. ولكنه سيفيق يوما … وسيقتل نفسه ندما ..

الأميريكون لايهمهم من ينتصر .. فأي منتصر سيصل منهكا .. وهناك تطلق عليه رصاصة الرحمة .. والجولانيون ستكون مهتهم اكملت ويكون التقسيم تحصيل حاصل بسبب الضعف الشديد للبلاد وللجولانيين بسبب العقلية الانتحارية لهذه المجموعة .. وعندها تكون مجموعة الحكم الناعمة التي يتم تحضيرها اليوم لاستلام سورية مقسمة أو مفدرلة وقد تم بيعها كاملا لصندوق النقد الدولي كي لاتلام الحكومة الناعمة التي ستكمل على طريقة كارازاي افغانستان..

الاستقلال فقدناه .. وسورية الان محتلة .. وهي في طريقها الى مرحلة مظلمة .. فالاحتلال يتلاعب بديموغرافيتها بشكل سريع .. المهاجرون الاجانب يتقاطرون ويتناسلون وتتم عملية نقل سكان وابعاد سكان .. لتتغير التركيبة الديموغرافية بسرعة .. فهناك معركة هارماجيدون يحضرها الغرب بين المسلمين .. فالجولاني استدعي الى السعودية وابلغه ترامب ان مهمته المكلف بها هي الانتقال لمرحلة الحرب الدينية ضد حزب الله واخراج ايران من العراق .. ولابأس حتى من ملاحقتها الى داخل ايران .. ولذلك كل من يقول ان ملف المقاتلين الاجانب هو سبب أزمة ومعضلة الجولاني هو واهم .. لأن مهمة الصدام مع حزب الله والحشد الشعبي لن تنجح دون المقاتلين الاجانب الذين يتكاثرون بسرعة بسبب عملية الاستيراد السريع لهم .. واغوائهم بالملذات والجنسية السورية والاستقرار في امارة اسلامية ..

هل سيستيقظ عطيل السوري .. وهل سيقتل نفسه أم سيقتل من خدعه وحرضه على قتل حبيبته سورية؟؟

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق