ايران في معركة الخندق (فوردو) .. الآن اما الهجوم المعاكس واما انتظار الضربة الثانية ..

يقول التاريخ أن سلمان الفارسي جاء بفكرة الخندق من بلاد فارس التي جاء منها .. والخنادق الفارسية تحولت في يومنا هذا الى أنفاق تحت الأرض في لبنان .. وفي غزة التي لاتزال في ماراء خنادق الانفاق الفارسية تقاتل .. ولايعرف الاسرائيلي طريقا لتجاوزها رغم انه زج بملوك العرب وفرسانهم وأبي سفيان وبني أمية وفحولهم من ملوك النفط وحتى ملك البندورة ومخابراته .. الخنادق الفارسية تحت الارض احتضنت المفاعلات النووية الايرانية في خنادق عظيمة تحت الأرض .. ولم يتمكن ترامب ولارامبو ولا نتنياهو ولا أبو سفيان من عبورها وتدمير المفاعلات النووية .. ونجت ايران هذه المرة من موت محقق لأن الضربة الاسرائيلية الاميريكية كانت تريد تكرار سيناريو حزب الله وسورية حيث كان ضرب القيادة وقطع الرؤوس سيجعل القوات المحاربة مضطربة وغير قادرة على التعامل بسرعة مع الصدمة والروع .. وقد صار من الاكيد ان كل معارك الاميريكيين تحسم بالخدعة والتمثيل والايهام لأنها لاتقدر ان تقاتل بجيشها الا اذا كانت تقاتل بالخونة والعملاء والمخادعين وجماعة طروادة .. فحزب الله كاد ان يخسر وجوده بسبب صدمة الانقضاض على قياداته .. وأما الجيش السوري فان عملية استخابراتية معقدة أوهمت قياديين في الجيش ان القيادة قد اختفت وعليها ان تبحث عن خلاصها .. فتفكك الجيش في ساعات .. وهو نفس السيناريو الذي سقطت فيه بغداد عندما قطع الاتصال بالرئيس العراقي وظن القادة ان الرئيس قد قضى في قصف مطعم الساعة .. ولما تأخر ظهور الرئيس استسلم الجنرالات واستسلمت الدبابات .. واستسلم كل العراق في ساعات ..

في ايران أخفقت الخطة ورغم ان الجنرالات خسروا بعضا من قياداتهم الا الجنرالات الذين تلقوا اتصالا يوهمهم ان الامر قد انتهى لم يقبلوا بهذه النهاية وقرروا القتال .. وفورا تمكن القادة من اطلاق موجات الصواريخ التي فاجأت العالم .. وفاجأت القبب الحديدية والقبب العربية (قبب البندورة في الاردن وكل القبب السنية التي استماتت للدفاع عن اسرائيل) ..

ستخطئ ايران كثيرا ان صدقت ان الحرب انتهت وان شهية الاميريكيين لابتلاعها توقفت .. فهذه الرغبة الاميريكية بدأت منذ لحظة وصول الخميني الى طهران ولن تنتهي الا برحيل خليفته عن طهران .. ولذلك على ايران ان تعيد النظر في سياسة انتظار الهجوم .. وأن تفكر الان في تطوير الدفاع الى مرحلة الهجوم المعاكس .. فهذه الجولة الصاروخية ستعطيها قوة للسنتين القادمتين لاأكثر .. لأن عقلية العدو معروفة بأنها لاتعرف اليأس بل تعرف التنقل من الخطة ب الى الخطة د الى الخطة س ..

أتمنى على ايران ان تنتقل هي فورا الى الهجوم المعاكس .. فاسرائيل مهزوزة بالصدمة والروع .. وتصدعت ثقتها بنفسها مثلما تصدعت الجدران في تل ابيب وتصدع شعب الله المختار وتصدع الوعد ..

اسرائيل لن تنتظر وتريد ان تنهي آخر مابقي لايران في المنطقة أي حزب الله .. واذا فقدت ايران حزب الله بعد ان فقدت سورية فعليها ان تتوقع ان تطوير الهجوم الاميريكي سيستأنف لأن الاميريكي .. يريد ان يحسم معركة القرن بالسيطرة على ممر ايران العراق سورية لبنان .. وسيبقى انجازه الكبير في سورية ناقصا مالم ينه المعركة في طهران ..

ايران يجب ان تتعلم ان الخروج من ساحات الشرق الاوسط انتهى بها الى أن تحارب في طهران .. واذا بقيت تحت غواية النأي بالنفس والتلذذ بالنصر فسيعني انها ستقاتل معاركها القادمة الأخيرة داخل ايران .. فكل من خرج من الساحات الخارجية انتهت معاركه داخل بلاده .. وهذه سورية التي كانت في لبنان وكانت تقاتل الاميريكيين في العراق دخلت اليها المعارك بعد ان انكفأت الى داخل سورية بمؤامرة اغتيال الحريري والوقوع في وهم ان الاميريكيين سنسحبون منكسرين من العراق ..

صمود ايران وظهور قدرتها العسكرية سيعني أن حلم اسرائيل بالقضاء على حزب الله صار في خبر كان لأن ايران لم يعد لها خيار أن تترك الحزب يموت وهي تتفرج وقد رأت انها قوة قادرة على ايلام العدو بشكل فاجأ العالم .. ولولا ذلك لما هرول الجميع لانهاء الحرب بسرعة .. فالصواريخ الايرانية لم تسقط في تل ابيب بل سقطت في نيويورك ولندن وباريس وسقطت في قلب تيودور هرتزل .. وعلى اسرائيل وأميريكا وكل حلفاءئهما الجدد والقدامي ان ينتظروا الصواريخ الاليرانية اذا ماتقرر القضاء على حزب الله ..

لذلك على ايران الاندفاع الان في هذه اللحظة الحاسمة والفاصلة لاعادة احياء الساحات التي خرجت منها .. او التي همدت فيها مثل العراق وسورية ولبنان .. ولايزال لها حضور ومريدون وانصار ..

في الشرق كل شيء يسابق الزمن .. وعلى ايران اقتناص الفرصة التاريخية والنافذة الضيقة التي فتحت أمامها .. فالاسرائيليون والاميريكيون مستعجلون على ابرام اتفاق سريع مع الجولاني .. رغم انه لم يعد هناك مبرر للاستعجال بالسلام .. فالشمال لم يعد يهدد اسرائيل وهو بلا جيوش وبلا سلاح .. فأقوى مالدى الجولاني هو سيارة الدوشكا .. لاصواريخ ولا دبابات ولاطائرات .. ودخوله الى دمشق كان بجهود مخابرات دولية .. واتفاقات دولية .. ولاحاجة للسلام مع هذه القوة الجهادية التي تتحكم بها غرف المخابرات 100% خاصة ان الجولاني يبحث عن الاعتراف به ويتوسل اي مبادرة لمساعدته في البقاء .. وهو باع البلاد للشركات سرا ولم يبق في سورية اي شيء ملكا للشعب السوري او اي دولة قادمة ..

ولكن هناك حاجة اسرائيلية أميريكية ماسة لمشاركة الجولاني في المعركة القادمة حيث يريد الاميريكي الانتقال بسرعة الى مرحلة الهجوم الثاني الذي سيكون الجولاني رأس الحربة فيه .. وسيدفع شبابه للموت في سبيل الاتفاق مع الاسرائيليين .. وفي سبيل اسرائيل ومشروع اميريكا ..

المواجهة القادمة ستغير وجه الشرق الاوسط .. ونصيحتي للجميع ألا يظنوا ان المعركة انتهت الآن .. واذا كان هناك من يظن أن المعركة انتهت فعليه ان يعيد حساباته .. وأن يبحث عن خط الرجعة .. وأن يرمم السفن التي أحرقها .. لأنه سيبحث عن سفينة .. وقد لايجد اي قطعة خشب تحمله او أي طوافة .. وسيكون مثل الجرذ الذي وقع في الفخ ..

دمشق ملئت بالجرذان .. وصارت مدينة الجرذان .. وهذا لايليق بها ..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق