عرض أزياء .. الثياب لاتخفي ذيل الشيطان !!

يكاد الجولاني يتحول الى عارض أزياء .. وممثل من ممثلي هوليوود .. والسبب هو غرق الغرف الاعلامية في مبالغات صارت فاقعة لتصويره من كل الزوايا واجراء الفوتوشوب على ملامحه .. وتصوير بزاته المدنية وملامحه المدنية .. الغرف الاعلامية مرهقة جدا وتجهد نفسها في عملية رسم الصورة البصرية التي يراها الناس لأن هناك محاولة لتصويره زعيما أنيقا ويحيي الجماهير مثل العظماء ويسير وحوله الموافقون والمعجبون .. ومن يتابع الوصر التي تنشر له بعناية يظن ان الأمر ليس متعلقا برئيس بل بعارض للأزياء .. والموديلات .. والوقفات التصويرية أمام الكاميرات ..

كل شي تحول في هذا الشخض الى تمثيل فاقع ومرهق ومقزز .. المرأة التي اختارتها المخابرات لتقدمها على انها زوجته يتم تصويرها بأزياء والوان على أنها اميرة وملكة لاعطاء انطباع ان هذه الشخصيات التي تم جلبها على عجل تقدر ان تحكم .. والدليل انها تناسب الموضة العصرية والازياء وهي لاتمت بصلة الى موضة الجهاد وبزات الجهاد والسراويل والعمامات الملفوفة .. ومن ثقافة جهاد النكاح ..

كل التفاصيل المتعلقة بالقصر والمكتب والسيارات الفاخرة يبدو أن هناك عملا وجهدا خرافيا لتصويرها بشكل مهيب ورهيب لتكريس صورة الدولة الجديدة التي تبدو أنيقة جدا وذكية جدا وعصرية بل تسبق العصر ..

ولكن … هل هذه العمليات التجميلية والاصباغ والالوان والتصوير والخدع البصرية ستخفي الحقيقة ؟؟

الدولة ليست في أزياء لطيفة والجولاني .. وليست في الشارات التلفزيونية والمؤثرات البصرية على الناس والموسيقا الفخمة والمقدمات الصاخبة بالعظمة والفخامة .. كما تظن الجزيرة التي تقدم قطر على انها دولة عظمى وفي مجلس الامن وهي مجرد محطة غاز لاتحتاج اميريكا لشطبها عن الخارطة الا قلم دونالد ترامب السميك الخط لتختفي من الخارطة .. فلا تغرنك البهرجة واللمعان والتحملات الدعائية والفخامة المتعوب عليها للضحك على الناس .. بل الحقيقة هي في الشوارع القذرة والشوارع المنفلته .. والشوارع التي صارت مثل شوارع الدول الافريقية بفوضاها وقلة انتظامها وقذارتها وانتشار أنواع مختلفة من الجنسيات التي نبذتها مجتمعاتهخا ولم تجد مكانا لتستقوي فيه على الناس الا سورية .. وسورية لم تعد تشبه السوريين من كثرة المهاجرين والوجوه الغريبة القبيحة ..

الحقيقة ليست في بزة الرئيس وفخامة حذائه وصوره .. بل هي في رخص قيمة الانسان السوري الذي يمكن ان يقتل كما يقتل الجرذ .. والحقيقة هي في انتشار الفوضى الاجتماعية .. وفي الفقر المدقع الذي ينتشر بشكل خرافي رغم كل مايقال عن رفع العقوبات وتدفق الاموال .. الحقيقة البشعة هي في فقدان الاستقلال الوطني لصالح ضباط مخابرات أتراك وبريطانيين واسرائيليين يتجولون في دمشق وكأنها حرث لهم او ملك ابيهم ونسلهم من بعدهم .. الحقيقة هي في سخرية الاسرائيليين من فكرة التفاوض مع سورية الجولاني ؟ ولماذا تتفاوض اسرائيل معه ؟ من أجل السلام ؟ وماحاجتها للسلام اذا كان الحكم الجديد بلا اسنان وبلا جيش .. بل هو ميليشيا مسلحة بدوشكات .. وتستطيع 4 طائرات اسرائيلية ف 35 ان تمحو كل هذا الجمع الهجين في نصف ليلة .. بالفعل انها اهانة لاسرائيل ان تطلب السلام مع هذا الحكم الذي قال انه لايريد الحرب وانه يريد فقط ان يترك كل شيء لاسرائيل التي تجمعه بها عداوته لايران .. اسرائيل ستضع رجلها على رقبته وسيفعل لها ماتشاء .. واذا وقعت اتفاقا معه فهي كي تضحك به على عقول السوريين من جماعة من يحرر يقرر ..

الحقيقة هي في عنصرية هذا الحكم وحقده على نصف شعبه واحتقاره لنصفه الاخر .. وعدم اكتراثه بأي انتخابات او رأي للناس .. هو يعين من يشاء ويشطب من يشاء لأنه يحكم بتفويض مباشر من الله ومن تركيا ومن اسرائيل .. وليس من السوريين ..

الحقيقة ليست في الصورة البصرية الجديدة بل في عملية تحطيم التماثيل وانتشار الجهل والظلام وتدمير الذاكرة البصرية للسوريين .. وفي فتاوي التخلص من التجار وافقار البرجوازيات الوطنية السورية كي تحل محلها برجوازيات تركية ومستوردة .. وتحكيم شيوخ بلا عقل ولا ضمير في مستقبلهم ومستقبل أبنائهم ..

الحقيقة في كل مكان .. في البيت والشارع وفي الجيب والمعدة الفارغة والكرامة التي صارت حلما .. والحقيقة هي في الرأس الذي ينحني ويطأطئ رغم انهم يغنون له منذ أشهر (ارفع راسك فوق … انت سوري حر) .. ولكن مهما سمع الرأس الاغنية فانه يتدلى ويسقط .. لاكبرياء ولاكرامة ولا احترام ولا شعب .. كل شيء صار كذبة رغم ملايين الصور الفخمة والاعلانات واغلفة المجلات الرومانسية .. فكل شيء هو من سلالات الاكاذيب .. الشعار والحكم والحلم والناس والامان والمحبة والوطن .. وكل أزياء العالم وكل عطور العالم ومصممي الديكور لن يقدروا ان يخفوا ذيل الشيطان ولا قرنيه .. ولايقدرون ان يطعوا طفلا جائعا .. ولن يعيدوا الأمان للناس .. ولن يعيدوا الجيران لبعضهم .. ولن يسكتوا بكاء الجامع الاموي على اذلاله بزوار لم يحبوه يوما ولم يحبهم … ولن تكفكف دموع يوحنا المعمدان على كنيسة تم تفجيرها .. وكل النفاق والضوضاء والموسيقا لن تغطي على صراخ الضحايا في مجزرة الساحل التي ستبقى تلاحق السوريين كالكوابيس الى يوم الدين … فسورية التي نعرفها .. تتسرب من بين أصابعنا .. مثل حبات الرمل ..

لاشيء سيعيدكم الى حلمكم الذي عشتموه الا ان تفيقوا من هذا الواقع المأساوي .. وترفعوا السلاح .. فالسلاح بالسلاح ينفع .. وغير ذلك هراء .. ومضيعة للوقت .. وقد بدأت قوى كثيرة جديدة وقديمة في الاقليم تستمع لشكاوى السوريين وخيبات أملهم .. فلاترقصوا على الصورة والاحتفالات والبريق .. الحقيقة في منتهى القسوة .. وفي منتهى العنف .. ولن تغطيها الغرابيل الضوئية والماكياجات وبرامج تلميع الرئيس وتنظيفه .. فهو ومن معه قذرةن لدرجة انهم لو وقعوا في المحيط الهادي لصار المحيط مستنقعا آسنا .. وماتت حتى الاسماك .. فكيف بالشعب السوري الذ1ي يعيش في هذه البركة الأسنة التي اسمها سورية اليوم ؟؟ !!

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق