
عجيب ولايصدق حجم الجهل الذي يتفشى بين الناس .. وعجيب لايصدق حجم الذاكرة الصغيرة في عقول الناس .. وعجيب غريب مستوى التناقض في تفكير الناس
نظرت الى حجم الاندفاع الجهادي للقتال في السويداء فاستغربت .. كيف ان الجهاد من أجل البدو أثار كل هذا الجنون .. ولكن قتل الغزيين علنا في أكبر مسلخ بشري في التاريخ ومذبحة رهيبة لم يحرك ثائرا واحدا او مجاهدا واحدا ..
والغريب ان كل العمالة للاسرائيليين من قبل الثوار والجولاني .. وكل الدلائل الدامغة انهم استعانوا علنا بالاسرائيليين .. لاتتذكرها الرؤوس الحامية .. ولاتزال صور نتنياهو يزور جرحاهم لاتمحوها حتى ذاكرة الحجر .. ولايزال رفع العلم الاسرائيلي وحضور الاسلاميين الى اسرائيل كل هذا غير موجود في الذاكرة .. ولاتزال صور نتنياهو وهو يزور جرحى الثورة في كل مكان .. وهم يبادلونه الحب والشكر .. ولاتزال تكبيرات الثوار وتهليلاتهم لقصف الجيش السوري بالطيران الاسرائيلي في كل مكان .. ورقصهم فرحا وابتهاجا في كل مكان .. وشكرهم للحبيب نتنياهو في كل مكان .. ورقصهم في الطرقات لاستشهاد السيد نصرالله بيد اسرائيل في كل مكان .. وكل القصف الذي قصفه نتنياهو لدمشق مئات المرات في زمن الاسد لم يستفز الناس ولم ينظروا اليه على انه هجوم على سورية .. الا اليوم عندما قصف نتنياهو دمشق في زمن بني أمية .. صار القصف هو اعتداء على بلدنا (وبدها فزعة) لمعاقبة الدروز حلفاء نتنياهو ..
ولكن كل هذا نسيناه .. فقط هناك اليوم فقط مشهد التعاون الدرزي مع الاسرائيلييين او تهديد اسرائيل (المسرحي) للجولاني .. فصار الناس يقولون انهم يقاتلون في السويداء عملاء اسرائيل الذين رفعوا علمها ..
ذاكرة عفنة .. والذاكرة العفنة هي التي تقتل أصحابها .. قبل أن تقتل أي أحد ..
الموحدون الدروز هم أبناء سورية الأصيليون .. وهم ليسوا شيشانيين و ايغورا .. وليسوا أتراكا .. هم عرب أقحاح .. دمهم دمنا .. وشرفهم شرفنا .. وسنقف معهم .. وسنحييهم وسندافع عنهم .. لأنهم أكثر شرفا من اي مؤمن جهادي عميل وموتور ومسعور .. وجاهل غبي وحاقد مريض ومسعور ..
تحية من القلب لبني معروف .. فردا فردا .. والله محيي الرجال ..