لماذا كل هذا العنف في سورية؟ كيف حول المعارضون السوريون شعب (الثورة) الى حيوانات طليقة .. المقصلة مستمرة مالم ينصف السوريون زمن الأسدين .. من يلعن الأرواح ستلعنه الأرواح أيضا ..

انا لاأحس بالغضب من أولئك الصبية المجانين الذي تركوا المدارس والجامعات والتحقوا بما يسمى الثورة .. هم ضحايا .. فقدوا كل شيء .. فقدوا مشاعرهم وحسهم الانساني .. وخرجوا من التعليم للالتحاق بالثورة .. فقدوا أصابعهم وأظافرهم التي كانت تخربش وتكتب وترسم وتعرزف على الاوتار في المدارس .. فقدوا انسانيتهم وأخلاقهم وتحولوا الى حيوانات طليقة … فالمعارضون عملوا جهدهم لاخراجهم من المدارس واستغلوا اندفاعهم وجهلهم بالسياسة من اجل ان يقولوا ان الثورة غنية بالشباب وان الثورة انضمت لها الطفولة لأن النظام المجرم يقتل الاطفال .. ونذكر كيف كان المعارضون يستخدمون كل مافي القواميس وماخارج القواميس لوصف الدولة والرئيس على انهما الأسوأ في تاريخ البشرية .. وكانت هناك حالة من السعار الشامل .. وانضم الجميع الى حفلات السعار الثوري .. وصار كل من لايمارس السعار خارج الشعب وخارج الدين وخارج الانسانية .. وكانت المبالغات والاساطير والاكاذيب نوعا من الارهاب الفكري والعنف الثقافي ضد كل من يحاول ان يكون منصفا وأن يخفف من حالة التحريض المسعور ويعيد الناس الى عقلها .. لأن السعار لن يولد الا السعار .. ونفسيا يتحول كل من يسمع السعار الى مسعور بسبب التحريض النفسي العنيف والشعور بالتواطئ مع القاتل اذا لم يمارس السعار ذاته .. انها عدوى السلوك وعدوى السعار ..

المثقفون والنخب السوريون أشبه مايكونون بالشخصيتين الكرتونيتين (زينغو ورينغو) اللتين تجدان مشكلة بسيطة فيصران على حلها بذكاء منقطع النظير وغباء يفوق الوصف .. ولكنها يدمران كل ماحولهما لتحقيق النتيحة .. وفي نهاية كل كارثة يتصافحان وهما يحتفلان بعبارة (يحيا الذكاء) ..

ولكن ماذا يتوقع المثقفون السوريون من السوريين الشباب والدهماء عندما لايعترفون ان الثورة عنيفة جدا وانها أيضا قتلت .. وانها أيضا تسببت في تهجير مئات الالاف عندما اعتصمت بالمدن والمنازل .. وماذا يتوقعون من أطفال المخيمات التي لم تكن فيها مدارس تعلمهم الموسيقا والفن والادب ؟ بل كانت تعلمهم الثورة .. والدين والجهاد .. والقتل .. والكراهية .. وكان هناك من يلقنهم الحقد والتخويف من الرعب اذا ماعاد الى مدرسته في ظل الاسد؟؟ ملايين الاطفال السوريين بحجة التشنيع على الاسد حبسوهم في المخيمات والشتات من أجل ان يتسولوا المعونات ليظهر للأمم المتحدة ان الأسد يبطش بشعبه .. المخيمات كانت لها وظيفة اعلامية ثم صارت صناعة للمال والثروات للمعارضين .. ثم صارت مصنعا للوحوش والقتل والكراهية .. لدرجة ان بعض المقاتلين من ادلب الذين دخلوا الى الساحل السوري دخلوا وكانوا يظنون انهم سيجدون القصور والكازينوهات والملاهي والثروات مثل لوس أنجلس .. فصدموا من الفقر الذي وجدوه .. وصدموا من طيبة الناس في الجبال وهم الذين ظنوا انهم دراكيولات مصاصة للدماء من كثرة ما سمعوا عن طائفة المجرم بشار الاسد المجرمة .. التي فاق اجرامها التاريخ وتستحق الابادة ..

كل خطابات المفكرين والمثقفين والاعلاميين والصحفيين والمشتغلين بالثورة كانت تردد على مسامع الناس ان النظام مجرم وهو اكبر مجرم في التاريخ .. واستعملت هذه الشخصيات في توصيفاتها مصطلحات في منتهى القسوة وبمبالغات لاحدود لها .. لاظهار انها تدافع عن أنبل قضية في التاريخ . فكان عليها ان تلصق بالدولة والنظام كل الشرور والموبقات .. وهذا ماجعل البسطاء يظنون ان الشر الاقصى الذي يسمعون عنه يستحق العنف الاقصى وانه مبرر ومشروع .. بل وواجب أخلاقي وشرعي .. وأن الرحمة لايجب أن تدخل في القواميس الثورية .. ونما خقد مريض لم يعد بالامكان اجتثاثه .. وهو حقد مريض لم يعد يمكن الشفاء منه الا بقتل الناس او الانتحار ..

كان الجميع عندما يرون العنف الثوري اما انهم يصمتون او يباركونه أو يفتشون في القواميس والمصطلحات لتبريره وجعله أخلاقيا ضد نظام مجرم لايضاهيه في اجرامه شيء في الوجود .. وان أدانوا العنف الثوري فاما على خجل واستحياء خشية خدش مشاعره او بعد اعطائه المبرر القوي على انه رد فعل معذور ومقبول .. كل من دافع عن العنف الثوري من المثقفين والمتعلمين والفنانين كانوا يصنعون العنف ويبنون الشخصية السيكوباثية للفرد السوري بدليل ان الرقص الهستيري بسقوط الدولة السورية أذهل العالم .. وهو يرى شعبا يرقص بنهاية دولته وجيشه واستقلاله الوطني ويحتفل بانتصار أعدائه الطبيعيين عليه .. لايوجد شعب يفعل هذا الا الشعب المريض الذي صارت الافكار الانتحارية تسيطر عليه …فانتحر وهو يرقص ..

كل النخب وكل المثقفين وكل من اشتغل بالسياسة .. اليوم يتباكى على العنف الذي يعيشه الشعب السوري وحالة السعار والتطرف التي ينجرف اليها .. وكما أخطأ في المرة الاولى فانه الان يخطئ بالهروب للوم النظام السابق والقول انه هو السبب في ما يحدث .. انه فن تدمير الجماهير .. وتدمير الشعوب .. والهروب من الحقيقة .

وحتى هذه اللحظة لايقدر اي من هؤلاء ان يتراجعوا عما قالوه ولايزالون حتى هذه اللحظة لايعرفون سبب هذا العنف .. بل ويزيدون العنف .. والسبب هو أنهم لايزالون يستخدمون نفس القاموس .. ونفس المفردات .. ولايقدرون على اجراء مراجعة نقدية وضميرية لما قالوه واعادة تقييم عادلة للدولة التي سقطت ..

سأقول لكم هذه النبوءة: اياكم ان تتوقعوا ان يتوقف العنف .. لأن الناس كلما أفاقت من صدمتها مما يرونه تعيدون عليهم عبارات النظام المجرم البائد الذي قتل الشعب السوري .. وتصبون الزيت على النار .. لأن من يقتل اليوم بحقد يقتل لأنه يخشى ان يعود النظام السابق الذي سقيتموه كراهيته وجعلتم السوريين معاقين نفسيا لايقدرون ان يتصالحوا مع الحقيقة .. يهلوس المجانين وينهضون من نومهم مذعورين: سيعود العلويون المجرمون .. وسيقتلون أهل السنة بالملايين .. احذروا الدروز والمسيحيين .. فيبالغ في القتل ويبالغ في العنف الهستيري .. وانتم لاتقدرون ان توقفوه بالدعوة للعقلانية .. فأي عقلانية وأنت تقول للمريض النفسي: ان الرعب ينتظرك اذا توقفت عن القتل .. في اي لحظة سيعود الرعب الى حياتك .. أطلق النار اذا ماسمعت حركة ..

اي رومانسية تعيشونها بعدما اقترفت أقلامكم وألسنتكم الغبية هذا الجرم وهذا الرزء ؟ هل تظنون ان دخول الحمام الدموي مثل الخروج منه ياجهابذة؟؟ فياأيها المثقف والكاتب والمشهور والفنان والفيلسوف: ان يدك أوكت وفاك نفخ .. ان قلمك أوكى .. ويوتيوبك نفخ .. ان مقالتك اوكت ..وتويتراتك نفخت .. ان كذبك اوكى .. ومبالغاتك نفخت ..

لن تقف النار .. ستصل الى الجميع .. وصلت الى العلويين .. ووصلت الى الدروز الذين لم يدخلوا حتى في الحرب السورية واختاروا النأي بالنفس كيلا يلاموا في الحرب .. وستصل الى السنة والمتعلمين والى الجميع .. انه وحش الثورة الذي نهض وصار يأكل من قلوبكم .. كبر الوحش ياسادة .. أطعمتموه الكذب والحقد والكراهية فصار لايشبع .. الوحش نهش قلوب الناس .. ونعش أمعاءها .. ونهش أدمغتها وصار الانسان السوري الذي صنعتموه مجوفا من الداخل .. بلا ضمير لأنه لايريد ان يعترف ان مافقده كان بلدا عظيما ساحرا حرا مستقلا .. وانه كان يعيش في بحبوحة ودوله تعطيه كل شيء مجانا .. وانه لم يكن مكرها على ترك دينه او اعتناق اي شيء لايحبه .. وأنه لم يكن مثل المتشرد في مذهبه .. والدولة لم تكن صيدنايا .. وصيدنايا نفسها لم تكن صيدنايا الا في قصصكم الخيالية .. وقيصر لم يكن قيصر الا لأنكم انتم صنعتم قيصر من الوهم .. وانتم من جعلتم الناس مثل الزومبيات .. لأنكم لاتعترفون انكم أخطأتم .. وأنكم انتم المجرمون .. وانتم من يجب ان تنالوا القصاص .. وانا شخصيا لاأوجه نقمتي الى اولئك الذين يقتلون والذين يذبحون .. والذين يزفرون الحقد والكراهية على الطوائف .. بل أنتم من سأحاسبكم وسأقول : ايها المثقفون المارقون الذين صار ثمنهم بخسا: يااهل اليوتيوب المريضين .. ياأيها لااعلاميون الذين تقبضون بالدولار في محطات الخليج وانتم تعلمون انكم تكذبون: .. سيقول لكم كل من يموت الأن .. وكل من يذبح وكل من يهان في كرامته وشرفه.. سيطلب من الله ان يوصل لكم رسالة .. او ان يملك ثواني قليلة بقيت له في الحياه ليبصق في وجوهكم .. ويقول:

.. سيبقى الطفل في صدري يعاديكم .. يقاضيكم ..

تقسمنا على يدكم .. فتبت كل أيديكم ..

أنا مسيحي وسني وشيعي وكردي وعلوي ودرزي

تشتتنا على يدكم ..

سئمنا من تشتتنا

ملأتم فكرنا كذبا وتزويرا وتأليفا

هجرنا ديننا وصرنا الاوس والخزرج

نولي جهلنا فينا وننتظر الغبا مخرج

سيبقى الطفل في صدري يعاديكم .. يقاضيكم .. يعاديكم .. يقاضيكم .. يعاديكم يعاديكم ..

هل تريدون نصيحتي: لم توقف أمة العنف فيها ولم تنه الحرب ونزيف الدم الا عندما تنصف تاريخها .. وتحاكم مراحلها بانصاف .. واذا لم تنصفوا مرحلة الأسدين وتقولوا مالها وماعليها بانصاف ونزاهة ودون تحيز او أحكام مسبقة فانكم ستهبطون الى القاع أكثر .. وستغرقون في الدم أكثر … وستخرجون شعبكم وثقافتكم من التاريخ .. المجزرة ستولد المجزرة .. ودورة الموت ستطال الجميع .. حتى من يظنون ان الله أعزهم وأذلهم .. وأستطيع ان أقول لكم تلك النبوءة القاتلة من مذكرات الثورة الفرنسية .. عندما اقتيد دانتون الى المقصلة في مرحلة العنف الاسود لروبسبيير .. توقف دانتون وهو يمر أمام منزل روبسبيير .. وقال له: ستلحقني قريبا يادانتون ..

وبالفعل .. بعد أسابيع كان روبسبيير يقاد الى نفس المقصلة .. وقطع رأسه وسقط في نفس السلة التي سقط فيها رأس دانتون ..

ان رؤوسكم جميعا ستسقط في سلة الثورة التي صنعتموها .. بانفسكم .. وأطعمتموها الكذب والكراهية .. ومصطلحات الاجرام بحق الأسد ..

انتظروا دوركم على المقصلة .. انها لعنة الكذب .. ولعنة ظلم التاريخ ..

وكما قال لي صديق مصري: انها لعنة حافظ الأسد الذي تلعنون روحه ظلما .. من يلعن الروح التي أعطت .. ستلعن الأرواح روحه.. وستلعن روحه روحه ..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق