التاريخ سيضيف فيصل وماهر الى كوميدياه السوداء.. زينغو ورينغو بني معروف .. حكمة التيوس: ان لم تكن تمساحا أكلتك التيوس !!

رأيت فيما يرى النائم ان الساموراي فيصل القاسم عندما سمع بالهجوم الارهابي على السويداء وقرى الموحدين من بني معروف .. فكّر أن يترجم ندمه على طريقة الميثولوجيا الاغريقية .. وحار في أمره .. فذهب الى صديقه ماهر شرف الدين ليسأله المشورة وقد بلغ به الألم وجلد الذات مبلغه .. فوجد ماهر في حال أشد من حاله من الندم وقد كاد يخرّ مغشيا عليه من فرط التأثر بما أوكت يداه ونفخ فمه .. وكان يهذي ويحدث نفسه قائلا كالمجنون: أوهكذا يكافأ أمثالي يارفاق الدرب؟؟ ويلتفت الى فيصل ويقول له وقد سال أنفه وهو يبكي حرقة: لقد أرسلت الى الثوار انني خرجت من الثورة ..

فقال له صديقه المكلوم فيصل القاسم .. لم يعد يهم ان دخلنا او خرجنا من الثورة .. فالخازوق دخل في أسفلنا .. لكن أنا اريد ان أسالك كيف نعبر عن ندمنا .. البعض يقترح أن أتبع طريقة أوديب الذي قتل اباه وتزوج أمه بأن افقأ عيني .. ولكن بالمقابل البعض اقترح ان أموت كالساموراي بأن اشتري سيفا يابانيا وأركزه في رمال قطر حول محطة الجزيرة وأضع رأسه المدبب على بطني ثم أهوي عليه وأرمي بثقلي عليه فأسقط فوقه فيما هو يخرج من ظهري ..

اصفر وجه ماهر وقال له: يمكنك ان تفعل .. فكرة عظيمة .. هل تريدني ان اقول بعد موتك يارفيق فيصل ان النظام السوري هو الذي قتلك مثلما قتل البوطي وخلية الازمة؟ .. ولكن أعتقد انه من الأشرف لك ان تكون حمزة الخطيب الدرزي .. اقطع عضوك الذكري كي نشنع على الرئيس أحمد الشرع وسنقول ان فيصل كان في المدرسة الابتدائية وقتله نظام الجولاني .. وعندها ستكون عظيما مثل حمزة الخطيب .. هذه فيها فائدة أكبر .. وأنا سأقلع أظافري مثل أطفال درعا … واذا متنا نموت ابرياء كالأطفال ..

شحب فيصل شحوبا شديدا .. وقد أحس انه سيفقد عضوه الذكري .. فقال له ياراجوووول .. حمزة الخطيب (كذبي كبيري) .. فرد عليه ماهر ولكن انت تعلم انها (مفيدي) وانت كي تنقذ أهل بلدك عليك أن تضحي ب (قضيبك) وفهمك كفايي ..

وهنا انتفض فيصل وقال له أنا بقلع أظافري بس انت اعمل حمزة الخطيب الدرزي .. ولكن ماهر نظر اليه ساخرا وقال له .. لكن ان تعلم البير وغطاه .. أنا ماعندي … لأني لما الرجولة تضمر بتاخذ معها كل شي ..

وأمضى البطلان الليل وهما يتشاحنان في الطريقة التي سيقدمان على الندم بها .. وطبعا ألغيت فكرة سيف الساموراي نهائيا .. لأن فيصل انفجر أخيرا وقال له أنا مش ياباني .. ومش رح اقتل نفسي منشان كام ضيعة درزية ..

وألغيت فكرة فقء العينين .. وطبعا تم التخلي عن قصة قلع الأظافر .. وتم تجاوز حكاية قضيب حمزة الخطيب الدرزي .. وقررا ان أفضل طريقة هي أن يسألا موسى العمر عن افضل طريقة للندم المقنع والبروباغاندا .. او جميل الحسن لأنه خبير في نبش عظام الطيور والحيوانات وتقديمها على انها من مجزرة التضامن .. أو حتى رياض نعسان آغا .. فهؤلاء أساتذة في فن الندم .. فرياض نعسان آغا مثلا ندم على انه كان مستشارا لحافظ الاسد فعبر عن ندمه بأنه انضم لجبهة النصرة وتقدم بطلب للجولاني .. الذي ضحك من الطلب وقال له: تظنني حافظ الأسد ويثق بمن طعن من مد له يده ؟؟ والله لاأسلمك حتى دجاجة ابو عمشة .. لأنك ستبيعها ..

فيقول فيصل لماهر: بتعرف ياماهر … أتحمل كل شي في الوجود الا ان يشمت بنا (نارام سرجون) .. وهنا يصل طرد بريدي الى باب الشقة .. و اسم المرسل على الطرد هو (نارام سرجون) ..

يفتح فيصل الطرد بيد مرتجفة خوفا من أن يكون مقالا ساخرا منه .. فاذا به كتاب .. يمد ماهر يده بسرعة ليلتقط الكتاب ليقرأ عنوانه فاذا به قصة عزيز نيسين التي عنوانها (الحمار) .. وفي رأس الصفحة الاولى (اهداء من نارام سرجون الى تيسي بني معروف ماهر وفيصل) ..

وحكاية حمار عزيز نيسين الذي صار حمارين من بني معروف تحكي عن الحمار الذي يشم رائحة الذئب تقترب منه ولكنه يصر على ان الذئب بعيد .. او انه ليس ذئبا .. الى ان تنغرز أنياب الذئب في رقبته .. ومع هذا يصر الحمار على انه ليس ذئبا .. غير معقول يارااااجول .. ويجد لحمه بين اسنان الذئب ويقول في نفسه مستحيل ان يأكلني .. فأنا حمار ولست خروفا .. والذئاب تحب لحم الخرفان ..

القصة لها نهاية .. ونهايتها لاتهم أحدا .. ولكن أهم مافي القصة هي الدرس الذي سيضيفه التاريخ الى عظاته ودروسه من خلال هذين الخائنمين التافهين اللذين صنعا صناعة من الورق ولكنهما قدما على انهما مثل أبي الهول .. انهما مثالان عن قصص الخيانة .. ودروس الرهان على العدو .. ودروس من يبيع نفسه .. ودرس الكلبة براقش ..

هذان من سلالة براقش … نبحت براقش فدلّت اعداءها على قومها .. وهذا النابحان وصل نباحهما الى المريخ وهما يروجان لبراءة الذئب وان الحملان هي التي تنطح الذئب البريء بالبراميل .. ولم يكن هذان الحماران يتوقعان أن الضباع ستلتهم لحوم أهلهما ..

أوصيناهما كثيرا .. وحذرناهما كثيرا .. ولكن الغباء والأنانية .. والثمن البخس .. وقلة الرجولة .. وقلة الشرف .. وقلة الفطنة .. وكثرة العهر .. والتعري .. وغياب الأخلاق .. كلها جاءت من خلالهما لتلقن الناس القادمين في المستقبل درسا في ان لايكون أحدنا براقش خسيسة ..

سيقول الذين يكتبون القصص والعبر عن فيصل وماهر عن معنى النذالة القصوى .. والبلاهة القصوى .. عندما يدافع التيس عن التمساح .. بفهلوية التيوس فيقول: ان لم تكن تمساحا أكلتك التيوس ..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

1 Response to التاريخ سيضيف فيصل وماهر الى كوميدياه السوداء.. زينغو ورينغو بني معروف .. حكمة التيوس: ان لم تكن تمساحا أكلتك التيوس !!

  1. التنبيهات: ⏏طلال أبو غزالة يسجل خروج من قلوب السوريين – مدونة ممدوح نجم

أضف تعليق