
نعم كان لدينا جيش قتلتم أفراده في مجزرة المدفعية الشهيرة، ومن بعدها قمتم بتفجير حافلة تقل ضباط، فماذا فعل لكم الجيش في حينها غير أنه عرف أين يوجه سلاحه فحارب تل أبيب، ولم يذهب إلى الاستسلام ،ولم يعجبكم هذا الأمر مع أسيادكم، وافتعلتم النزاعات الداخلية لحرف وجهة السلاح، ونقلها من نزاعات وجودية إلى نزاعات داخلية قذرة تماثل أحقادكم، وقد وقع كل هذا في مدة قصيرة بعد تحديد الهوية السورية في العداء الوجودي لتل أبيب ،ولم يكن هناك حلف ايراني سوري، ولاشيعة ولا مقاومة في لبنان .لم تعجب أسيادكم تحالفات سوريا مع ليبيا السنية في الثمانينات. ليبيا القوية أنذاك ،والتي كان يعمل على ارضها عشرات الألاف من السوريين والعرب، وكان الطيارون السوريين يواجهون طائرات سلاح البحرية الأمريكية فوق بحر ليبيا، وكان السوري طيار متفوق على مستوى العالم ومنهم طيارون من السنة الشرفاء وبخاصة من مدينة دير الزور، وهذا كله موثق فما من شرف أعظم من شرف نقل النزاعات الضيقة إلى نزاعات مع مسبب مأساة المنطقة، والعالم فلم تعجبكم هذه المواجهات حتى نقلتم المواجهة إلى أزقة ضواحي المدن السورية لأن لاسقوط لدمشق إلا بتفخيخ مجتمعها من الداخل .لقد دخل الجيش السابق بيروت وحرر لبنان من تل أبيب في حرب عالمية بكافة المقاييس العسكرية وفي نفس التوقيت كان الإخوان المسلمين يطعنون سوريا من الداخل.قالوا لكم كثيرا عن علاقات وهمية بين دمشق وتل أبيب ألا أنه ومنذ قيام تل أبيب لم ترفع صورة لمسؤول سوري إلا للجولاني، وهنا صدق الجولاني، وحرر القدس من تأثير سوريا المقاوم، ولم يكذب الرجل اسرائيليا فقط ..نعم كان لديكم جيش قتلتم أفراده ،وكنتم أنتم أسياد البدء في العدوان واليوم يتم محو ٥٤ عام من العداء مع تل أبيب بحجج لايصدقها إلا المعتوه الحاقد.يقال أنها ٥٤ سنة من الظلم فهل تخريج عشرات آلاف الطلاب العرب السنة هو ظلم ؟! فهل بناء مشاريع سد الفرات وبحيرة الأسد الذي أحيا مجتمعات أهل السنة في الشرق هو ظلم ؟! هل بناء الجامعات وتطويرها هو ظلم ؟! هل بناء المستشفيات ظلم وهل بناء المدارس والمعاهد ظلم ؟! هل تحرير القنيطرة وجبل الشيخ من العدو اليهودي ظلم ؟! هل دفاع الجيش عن نفسه ضد هجمات ارهابية وهو ضمن كلية التدريب وفي المبيت ظلم ؟! أم أن تل أبيب أوحت لكم للتحدث بهذا الظلم الوهمي لأن أحدا لم يظلم طيلة تلك الفترة إلا العدو الصهيوني حتى قبل أيام سقوط سوريا تحدث نتنياهو، وهدد ،ونفذ وقال الأسد يلعب بالنار أي أن نتنياهو كان مظلوما أيضا؟! .كل ذي عقل قرأ في نفسه النقية أنه ،ومع سقوط سوريا سقط العداء مع تل أبيب فمن الذي انتصر؟! ..
من الفصام والشذوذ الأخلاقي الذي يمارسه جمهور قطر واردوغان في سوريا هو أنهم أباحوا جهاد عشرات آلاف الأجانب والعرب لأجلهم إلا أنه وعندما تذكر قضية فلسطين ، وتنفيذ وعود الجولاني لتحرير القدس يتم تحريف الموقف اخلاقيا حيث تنهال عليك المبررات المضحكة، ويقولون لك البلاد مدمرة لنقول لهم وهل الحروب تقع بعد البناء ،و تحتاج أن تكون كما دبي وباريس، وطوكيو، ومن بعدها لتشن الحرب؟! حجج واهية، وهنا لن نحدثهم عن وعود الجولاني الكاذبة ،بل عن تحرير القنيطرة، وجبل الشيخ ؟! كيف (للمجاهد السوري ) أن يبيح مشاركة جيوش المجاهدين المسلمين معه في حربه، ولايبيح هذا العون لأهل فلسطين بل ولأهل القنيطرة ودرعا وجبل الشيخ ؟!
الأمريكي لايرفع العقوبات عن منتصر بل عن مستسلم .الأمريكي لايرفع العقوبات عن إنسان صادق في جهاده وإلا لماذا تحدث الجولاني لأتباعه عن تحرير القدس ،ولم تمسسه نيران تل أبيب بل مجرد جائزة وهمية رصدت لمن يدلي عن مكانه بينما كان روبرت فورد، وفريقه الاستخباراتي يقابله طيلة السنوات الأخيرة التي سبقت سقوط سوريا .استطاعوا قتل الظواهري في غياهب المجهول ،وقتل اسامة بن لادن بين آلاف الكهوف، واغتيال أمين المقاومة في لبنان تحت سابع أرض إلا أنهم عجزوا عن اغتيال الجولاني في إدلب المخترقة من كافة أجهزة استخبارات المنطقة والعالم ؟
ومن أغرب القضايا التي تحياها سوريا هي أن فريق أردوغان، وقطر في سوريا يعمل على تبرير القتل حيث أنه يوجه لك الاتهامات الدامية لمجرد أنك تخالف أفكاره ، وهذا الكائن يطارد كل من خدم في الجيش السابق ضد داعش والنصرة وفروعها، وإن صادف صورة لسوري يرتدي هندام عسكري خدم في الجيش السابق يمارس عليه مالم تمارسه جيوش الكفار، و جيوش المؤمنين عبر التاريخ إذ يقدم نفسه كائنا لطيفا لا يكره أحد ،ولا يعرف شيء عن تكفير الآخر، واحلال ذبحه وتقطيعه وحرقه، وحرق قبره، ويطالب بالقصاص منك، وكأنه كان في المعارك حمامة سلام ، وكأنه لم يمتشق السلاح يوما، ولم تدعمه غالبية أمم الأرض بالمال، والاعلام والفتاوي والسلاح، والمقاتلين الأجانب، والعرب حيث يحدثك عن الآخر بأنه هو قاتل وكأنه أراد السلام يوما ،والدولة رفضت وهو من كان يصر على متابعة القتال والدولة عبر جيشها من كانت تفرض المصالحات قبالة القتال ، فمن هو الذي أراد القتل والقتال؟! وكيف تحاكم إناس على القتال وأنت من دعوتهم إليه ، وهم من دعوا امثالك إلى السلام فهل نحاسب الذي فرض المصالحات أم الذي فرض القتال ؟! دققوا هنا أيها السوريين .دققوا في حدة الفصام المريع إذ أن هؤلاء هم من اختاروا الإستمرار بالقتال أي أن الدولة سابقا كانت تفرض المصالحات بديلا عن الإحتراب، وجميع السوريين شاهدوا كيف اختار المقاتلين في الغوطة، وحمص ودرعا وغيرها استمرار القتال بنقلهم إلى الشمال فمن لايريد أن يرى دما لا يذهب إلى القتال بل إلى السلام ، واليوم تكال التهم والقبائح اللفظية ضد كل من كان يدافع عن نفسه ويوصف بالقاتل، والمجرم فهل شاهد العالم شذوذا كما هذا الشذوذ ؟! ألا يذكركم هذا الواقع الشاذ أخلاقيا بما يقوله اليهود التلموديين ضد أصحاب الأرض هذا الفكر المشترك ينتج عن شدة التطرف واقصاء الآخر، العجيب أن الشخص الثورجي المجاهد السوبر يريد أن يقاتل وأن يقتلك من دون أن يخدش، فهل شهد الزمان مثيلا لهذا الشذوذ والفصام والجهل لا لم تشهد حروب البشرية مظاهر شاذة أخلاقيا كما الذي تشهده سوريا اليوم فكيف توصل هذا المخلوق إلى أنه هو من يحق له أن يقتل الآخر، وعلى الآخر أن يصمت هو من يفخخ ويفجر ويذبح الناس وعلى الآخر أن يلتزم الصمت لكي يموت بهدوء من هم هؤلاء ؟! من أي نسل وأي فكر جاؤوا إلينا؟!
أيام النزاع المسلح، و طيلة ١٤ عام كان أهلنا السنة مكرمين في الساحل بعددثلاثة مليون من جميع محافظات سوريا ،وفي كل يوم تصل عشرات ومئات النعوش التي تحمل جثامين من أفراد وضباط الجيش السابق إلى كامل مدن وقرى الساحل، ولم يسمع العالم بردة فعل واحدة ولاحتى بتوجيه صفعة ولا بكلمة سوء ضد سني واحد على طول جغرافيا الساحل، ومناطق وجود العلويين . لم يسمع مخلوق سوري بخطف فتاة سنية لإنها سنية والوقائع تشهد . لايستطيع هؤلاء التحدث من خلال العقل، ولاجرأة لديهم لأنهم بهذا سوف يدركون الفارق بين ساحة الحرب وساحة المدنيين ،وبين جنوح ميولهم والحقيقة .اسألوا أنفسكم متى تم قتل سني واحد طيلة الحرب في الأماكن البعيدة عن الحرب؟! .كان هناك حرب وكان هناك قتال أما اليوم ،وقد توقفت الحرب تماما فلماذا القتل ؟! هناك فرق بين من يطالب بالقتال ،ويصر على متابعة القتال سابقا ولاحقا وآخر يطالب بالعيش فقط .الفرق واضح جلي فلماذا المقارنة بين واقع سابق لايشبه واقع اليوم؟! أنت كنت مسلح بكامل العتاد ومن خلفك بيئة ودول داعمة لك مباشرة أما اليوم فلا يوجد لدى الطرف الآخر مسلح واحد ولا بيئة داعمة له ولا دول داعمة. . دائما ما تعمل على تقديم نفسك ومن معك أنكم كنتم مدنيين عزل وطرف آخر عسكري فقط بينما في الحقيقة كان هناك طرفي نزاع مسلح ؟!