آراء الكتاب: مجانين تحكم دمشق .. قادة الأقلية السلفية الحاكمة – بقلم: عبد الله الشامي

 سوف نُظهر القبح الفكري لما يدعى قادة هيئة تحرير الشام ،ونبدأ من حالة الفصام، والجهل المريع الذي قدمه المدعو الجولاني في خطاباته المريبة فكريا ،واجتماعيا يقول الجولاني أنه من أمة لاتجيد اللطم والعويل ؟!و يقول في مكان آخر: ماعلاقتنا نحن بمشاكل وقعت قبل ١٤٠٠ ؟! كيف لهذا الجولاني أن يذكر اللطم ،وهو في نفس الوقت لايريد أن يعود إلى الخلافات القديمة بل ،ويقرنها ساخرا مع العويل ،وهو يعلم أن الفتنة بين المسلمين ملتهبة وقائمة ؟! فهل هذا خطاب قائد سليم العقل جاء ليحقق السلام ؟! إنها حالة من أدق حالات تجلي الفصام حتى أن جمهوره يعيد رفع شعارات منذ ١٤٠٠ عام لإعادة أمجاد بني أمية الذين حاربوا وقتلوا كل من خالفهم وهم المؤسسين الأوائل لدمار المسلمين، ولو كان هذا الجولاني المستتر خلف أحمد الشرع لايريد إعادة الخلافات ماكان ليسمح بعودة شعارات وتسميات الخلاف .إذا لو كانت هذه الشخصية قيادية حقيقية، ولديها شيء من الذكاء ماكانت لتناقض نفسها في ذات الخطاب .يقول الجولاني : نحن قوم إن قلنا فعلنا ؟! ولكن الجولاني قال ولم يفعل إذا هو كاذب، وخالف الله تعالى وخرج عن شرف الكلمة، وشرف تعظيم قول الله وشرف تعظيم الصدق عندما قال أنه سيحرر القدس وإذ به يطارد المقاومة الفلسطينية في سوريا ..قال تعالى:

كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ.

فهو لم يكذب على نفسه وعلى اتباعه بل، وعلى الله وأهل فلسطين .

تحدث الجولاني عن ٥٤ عام من ظلم الدولة السورية، ونحن نطالبه بقيامه بذات الظلم، وافتتاح أكبر مشروع أمن قومي في الساحل السوري وهو مماثل لمشروع سد الفرات وبحيرة الأسد المشروع الذي بعث الشرق السني من الموت إلى الحياة واستفاد منه ملايين السنة السوريين .نريد بعض من ظلم الدولة السابقة وتحرير القنيطرة وجبل الشيخ، ونريد أن يشرك جميع الطوائف في الحكم، والوزرات كافة وفي القيادات العليا للجيش وأن يقبل جميع السوريين من دون استثناء في كافة الوظائف فهل يقدر الجولاني أن ينفذ خطوة واحدة من هذا الظلم ؟!المريب أن مسلم يدعي أنه قائد وجهادي يعظ رجال الدين المسيحيين عبر مطالبته لهم التحلي بالحكمة بعد مواقفهم المحقة فيما يتعلق بالتفجير الذي وقع داخل كنيسة دمشقية ، وأودى بحياة الكثير من المصلين . يُطالب القائد العجيب أولياء الضحية بالحكمة، والمدافع عن الضحيةلم يقل شيء سوى الحقيقة؟! أية حكمة هذه التي تتناقض مع قول الحق و الحقيقة ، الجولاني نفسه لا علاقة له بالحكمة، ولا يفقه منها شيء، فمن يريد أن يعظ الآخرين بالحكمة عليه أولا إيجاد الفرق بين المصطلحات التي لاينطق بها المؤمن إجلالا لوجود الله ،وحكمة القدر إذ نطق هذا الجولاني بقول يخالف مقام تعظيم جلال أمر الله وقدس نصوصه عندما جاء في كلامه قول:( من سخرية القدر)؟؟!

هذا القول لايمكن لمسلم عاقل ُُيُجل الله تعالى وأحكامه أن يستعين بهذا المصطلح الذي يتعارض كليا مع جلال الله وأحكامه والدين .لايمكن لناضج عقليا وايمانيا أن يقول: من سخرية القدر .أما وزير خارجية هيئة تحرير الشام الشيباني صاحب الفصام الأغرب والنظرية العجيبة في رواية الأقلية الحاكمة فلا يمكن لعاقل أن يقحم هذا المصطلح في عملية قيام أمة فهو دعوة إلى الإحتراب إذ وضع الطائفة في سدة الحكم ، وبهذا تم زج الطائفة في مواجهة مع بقية السوريين أي أنها دعوة رسمية لضرب العيش المشترك فلا يوجد في هذا العالم أمر يدعى طائفة حاكمة، لقد تم تدعيم أرضية الانتقام والاحتراب المتجدد بشكل هيستيري عبر أقوال هؤلاء ،وتم وضع الطائفة في موقع المتحكم في كل شيء سابقا وهذا لايعقل لا سياسيا ولا قياديا ولااجتماعيا اذا هناك من تعمد قول الطائفة الحاكمة لجذب السنة من الصوفية والأشاعرة وآخرين من السنة العقلاء حول الأقلية السلفية .لقد تجلى الفصام في حديث الشيباني والجولاني عن العيش المشترك فقد تحدثوا عن تقديم مدرسة في العيش المشترك اذ تجلى انفصالهم في تصريحاتهم أيضا فكيف يتم الحديث عن العيش المشترك و الشيباني يتحدث عن أقلية حاكمة، وكيف توصل هؤلاء إلى ايجاد مدرسة في العيش المشترك وهم في الأشهر الثلاث الأولى من الحكم في حينها، ودلائل الوقائغ اليوم تدل على أن العيش المشترك حوله هؤلاء المجانين إلى موت مشترك لجميع السوريين فكيف يمكن لأحدهم أن يحكم على العيش المشترك ،والقتل والخطف لم ينته في كافة أنحاء سوريا أما تجليات العيش المشترك فقد أبدع في نسفها وزير السخافة وليس الثقافة لإن الثقافة في تعارض مع شخصيات ترى الكرامة في طبق أيا كان المراد من ذكر الطبق فهل جفت محيطات اللغة العربية وأغلقت فراديس معانيها عن قول يليق بدمشق والمتحدث وزير ثقافة؟! فهذا المختل نفسيا والشاذ أخلاقيا تحدث عن نساء طائفة محددة بأسلوب الذعران فإن كان وزير الثقافة بحاجة إلى تثقيف فما بالك ياصاح بجمهور هؤلاء ؟!

وهنا نتجه نحو القاعد السلفية الجماهيرية لهؤلاء والنخب المثقفة التي تدافع عن هذه المهزلة التي لم تشهد سوريا مثيلا لها عبر التاريخ.سيقولون في تبرير القتل الطائفي الذي يمارس ضد العلويين وكل من يخالفهم ، و لم يتوقف حتى لحظة كتابة هذه الكلمات أنه حق وهو أمر طبيعي؟! نقول لهم: كان هناك حرب، وكنتم فيها طرفا مدججا بالسلاح والدعم العالمي والاقليمي من مال نفطي ومقاتلين أجانب ،وسلاح واعلام وفتاوي ولم تكونوا حمائم سلام، ومدنيين عزل حتى تعج منابر العالم الافتراضي بعويلكم على ظلم أنتم من صنعه ،وليس الآخرين، وشعاراتكم التي رفعت في أولى أيام ثورتكم السلمية تدل على دموية الحراك، واشهرها ماقيل في اللاذقية: (العلويون على التابوت والمسيحيين على بيروت )، وعليه نسأل: بناء على ماذا يتم الإنتقام ، وأنتم من فرض استمرار القتال ،ورفض السلام عبر المصالحات ،أنتم من طالب بالخروج إلى إدلب والشمال ،فمن الذي اختار استكمال القتال ورفض المصالحات وخرج من الغوطة وبقية مناطق دمشق، ودرعا وحلب وحمص وحماة إلى إدلب والشمال ؟! أيها (المسكين ) والارهابي (الكيوت) كنت تبدع في جز الأعناق ،و صنع المفخخات، ورمي جرار جهنم وصواريخ الغراد، وتبدع في قنص وتفجير الجماجم، فلماذا الاصرار على إظهار نفسك على أنك كنت ذاك الرومانسي المرهف الأحاسيس والمحب للسلام و مدنيا مسالما طيلة مدة الحرب وأنت من رفع القتال على السلام حتى في جهادك المزعوم تستعين بالكذب ،وأنتم من قال أنكم أمة لا تجيد العويل وإذ بكم أرباب العويل وأهله وناسه . فكيف تمت السيطرة على ٨٠ بالمئة من الجغرافيا السورية لثمان سنوات، وحصار غالبية ثكنات الجيش، ومقار الأمن والشرطة والمدارس الحربية ؟! هل تم هذا من خلال المدنيين العزل أم بقوة السلاح ؟! كان لديكم نصف مليون مسلح ضمن عشرات الفصائل المحلية والأجنبية ولستم عزل مدنيين كما تظهرون أنفسكم على أنكم أبرياء مساكين لاتعرفون شيء عن القتل والذبح والتقطيع . الذي يستوقفني هنا قبل أن أكمل لكم عن عجائب هؤلاء أن هؤلاء كانوا ومازالوا يقولون أنهم الأكثرية فما حاجتهم إلى أكثر من خمسون ألف مقاتل أجنبي؟!

من يتبصر في هذه الحقيقة سوف يدرك أن المراد كان تدمير سوريا، وليس اسقاط نظام. وسيقولون لكم أيها السوريين أنكم قتلة مجرمون فذكروا هؤلاء أنهم أول من قام بالمجازر، وأولها مجزرة المدفعية فكم هو حجم الحقد والخسة ،والنذالة عجيب لدى من يقتل رفاقه فما تبريرهم لمن قتل طلاب الضباط في مجزرة كلية المدفعية غير روح الجريمة، والحقد مع العلم أن الجيش السوري كان قد خرج من حرب شبه عالمية ضد تل أبيب وحرر القنيطرة، وجبل الشيخ فمن الذي نقل وجهة السلاح من الخارج إلى الداخل ،ولم يكتف هذا الحاقد القاتل بمجزرة المدفعية بل عاد و فجر في نفس العام الذي وقعت به مجزرة مدرسة المدفعية حافلة تقل ضباط، أيها السوريين ذكروا هؤلاء في كل مرة يظهرون فيها البراءة ،وأنهم ضحايا بأنهم أول من رفض الصلح والسلام وفرض القتال ..سيقولون لكم أننا كنا نحيا في عوز وجوع ،ونحصل على كل شيء عبر البطاقة الذكية، وحتى على مادة البصل قولوا لهم : كيف تبين لكم النقص في النعمة السورية وبركاتها لو لا ثورتكم إذ كنا نحيا بنعمة وبركة فمن الذي انتفض عليها .إذا أنتم تعترفون أننا فيما بعد ثورتكم رأينا الذل، وليس من قبلها ، فمن الذي لم ير بوجود الاحتلال الأمريكي أي خطر حتى نفى تأثيره وذكره على لقمة السوريين، حيث تم التصويب على الدولة في حينها مع نفي تام لقذارة قانون قيصر الذي تسبب مباشرة بفقر السوريين، فمن الذي صنع قيصر ياقياصرة النفاق نحن أم أنتم ؟! ألم يتجرع السوريين في الداخل نيران ويلات العوز بسبب قيصركم هذا ؟!أيها المسلمين حول العالم نحن نحيا مع الخوارج الجدد ،والدليل ابحثوا عن أفعالهم فهي جميعا موثقة . فهؤلاء خرجوا عن طاعة الله ورسوله ولايقيمون لله إجلال ولا لرسوله أي تقدير فإن كان المسلم صادق في إسلامه لن يخالف أخلاق رسول الرحمة ليطلب من الناس العواء ،فهل هذا الشذوذ الأخلاقي من الدين والأخلاق بشيء؟! هل حرق القبور من الدين بشيء؟! وهل البصق في وجوه الناس أو الأسرى هو من الإسلام بشيء ؟! وهل السب وذكر العورة في ساحات المدن على مسامع النساء والأطفال مع رفع رايات ذكر فيها اسم الله واسم نبيه هو من أخلاق النبي بشيء ؟! حاشى وكلا إنما هو فعل أنفسهم وأحقادهم لا من تعاليم نبي الأخلاق.

عن أي كرامة يحدثنا هؤلاء كان زعماء الولايات المتحدة الأمريكية يزحفون نحو دمشق عندما أبدعت دمشق بنقل الصراع البيني إلى صراع وجودي مع الخارج أما اليوم فقد شاهد العالم بأسره كيف يزحف هؤلاء للقاء الأمريكان والاسرائيليين .لقد حققت الأقلية السلفية والاخونجية ماعجزت تل أبيب عن تحقيقه وقامت بنقل الصراع معها إلى صراع فيما بين السوريين وأقبح مايقال على ألسن خوارج اليوم أنك تدعوهم لتحرير الجنوب السوري كما وعد ربهم الجولاني ليجيب هؤلاء أن الأوضاع لاتسمح انتظروا حتى تنهض الدولة ،و عندما يكون هناك فتنة ينادي الجميع إلى النفير العام وحرق سوريا والسوريين ؟! يا أمة محمد الأمين أننا اليوم نشاهد في أم العين تجلي النفاق والجبن والغدر والكذب إننا اليوم في حضرة فرعون جديد فلا بد من عودة موسى جديد ..

بقلم عبد الله الشامي 

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق