صهيل الجياد البرية .. هؤلاء الشباب سيحررون سورية قريبا .. من لم ترغمه على العواء تعلم منه كيف أنك ستسقط بسرعة .. فالصهيل سيهزم العواء

ليس المهم انك تقتل بسرعة ووحشية .. بل الأهم أنك لم ترغم هذا الشاب على ان يخاف منك وأنه كسر حاجز المذبحة والخوف .. ولم يعد يرى انك تقدر ان تصادر انسانيته .. فهو لن يمارس العواء .. ولن يسمح لك أن تنتصر عليه .. بل ستعوي أنت ويصل نباح تهديدك الى السماء .. ولن تسمع عواءه ..

من يفهم في الجماهير وعلم نفس الجماهير عليه ان يفهم معنى أن يموت الانسان ولايقبل الاهانة .. ان معناها انه بدأ بالانتصار على نفسه وخوفه وعليك .. وصار مستعدا للموت على ان يعيش ذليلا .. وهذه من أخطر العلامات التي تنبئ أنك صرت قريبا من الهزيمة .. فسلاح الخوف فقد مفعوله ..

في استشهاد هذا الشاب العظيم رسالة لمن لم يفهم .. فقد بلغت القلوب الحناجر .. والقلوب عندما تبلغ الحناجر يرتفع فيها مستوى الكرامة والغضب .. ولاتقدر الحنجرة ان تفعل شيئا سوى الصهيل في وجهك باحتقار ..

عندما تهزم الحناجر البنادق … تعوي البنادق ويعوي الرصاص ولكن القلب العزيز والروح العظيمة لاتعوي بل تتحول الى حناجر خيول برية ..

انها علامة من علامات السقوط الذي بدأ ينتشر في جسد النظام الجديد .. فقد سقطت هيبته .. وصار هو من يمارس العواء .. وبنادقه لم تعد تخيف حتى العصافير .. انها الجياد البرية وصلت .. وبدأ عواء نظام الجولاني ..

هذه بشارة الحرية .. والنهوض .. والقادم سيكون مانريد .. لامايريدون .. فالخيول البرية وصلت وسترحل الكلاب الضالة

============================================

قصة جواد بري … الجياد لاتعرف الا الصهيل .. (القصة الحقيقية لاستشهاد أحمد الخضور)

بعد التواصل مع خمسة مصادر، واحدٌ منها كان شاهد عيان على الجريمة، أضع بين أيديكم خلاصة العنف والوحشية التي تحكمنا اليوم.

أربعة شيّان: الشهيد أحمد خضور، وشقيقه غطفان، وزكريّا صقّور، ورابعٌ اسمه علي، كانوا في سيّارة عائدين من صافيتا، وما إن وصلوا إلى أحد حواجزِ البلدة، حتّى طُلبَت هوياتهم، ولم يُنظَر إليها (طُلِبت كإجراء شكلي على ما يبدو) وطلب منهم أن ينزلوا من السيارة، كلهم، وحين سألوا عن الأسباب ، أجاب واحدٌ من عناصر الحاجز “هلأ بتتفاههموا مع الشيخ جوا”.

تنويه: العناصر، فيما بينهم، كانوا يتحدثون بلغة غير عربية، والتقدير الأول أنهم تركمان.

تم اقتيادهم إلى واحدٍ من ستّ أو سبع مستودعات مجاورة.

خرج “الشيخ” وهو رجلٌ في أواسط الثلاثينات، وسأل “مين اللي كفر؟”، فأشار العناصر إلى الشهيد أحمد، لينهال عليه الشيخ ضرباً، وحين صرخ شقيقه “خيّي دخيلكن” أشهر العناصر بندقياتهم في وجهه، ثم انهالوا عليه بضرب مبرح.

طبعاً الكُفر حجة، فالمحادثة مع عناصر الحاجز لم تدم لأكثر من نصف دقيقة.

أجبر الشبان الثلاثة على الوقوف، ووجوههم إلى الجدار، حيثُ جُلدوا بعنف من عناصر الحاجز، أما أحمد، فكان يُضرب على صدره وأضلاعه دون أن يخضع للمجرمين الذين طلبوا منه أن “يعوي” (أن ينبح مثل كلب) وأن يسبّ دينه، وأن يشتم الإمام عليّ بن أبي طالب، وفي هذه الأثناء كان الشيخ يصرّ على سؤال واحد “ليش كفرت؟” دون أن يجدي صراخ الفتى الذي أقسم مراراً أنه لم يكفر، وأنْ لا أساس للرواية.

تالياً، جرى اقتياد أحمد إلى مستودع آخر، وظلّ صوت صراخه مسموعاً وظلّ صوت المجرمين يتعالى “عوّي ولاك، تبرّى من دينك، سبّ علي”.

ثم دارت الرحى على الضحايا الثلاثة الباقين، إذ أجبروا على النباح، واستجابوا تحت وطأة الخوف والرعب.

اقتيدَ الأربعة لاحقاً إلى ثلاث سيارات، حيث وُضع أحمد ورفيقه علي في سيارة، وزكريا في سيارة، وغطفان في سيارة، ونُقلوا إلى مركز الناحية، وكانت علامات الأذية واضحة بيّنة فجة (الشبان الثلاثة تعرضوا للضرب على الأقدام وعلى الحوض وعلى العنق بأدوات متعددة من بينها أسياخ معدنية).

في الناحية عُزل أحمد في غرفة منفردة، وكان صراخه يتعالى “عم موت.. أنا عم موت”.

ثم انقطعت أخبار أحمد.

(بهي الأثناء كان أحمد اقتيد للمستشفى، بينما الضحايا التلاتة الباقيين ما زالوا قيد الاحتجاز)

في تمام الحادية عشرة إلا عشر دقائق، جرى اقتياد الشبان الثلاثة الباقين إلى “السياسية” في طرطوس.

استمر التوقيف هناك قرابة نصف ساعة، ثم سُمح للضحايا أن يستحمّوا ومُنحوا لباساً جديداً (كشكل من الاعتذارِ الرخيص، أو لمحوِ ما أمكن من آثار الاعتداء).

ألقي أحمد، وكان فيه بقية روح، على باب المستشفى الوطني في طرطوس (مستشفى الباسل سابقاً) (الساعة كانت ٦:٥٠ دقيقة تقريباً) وزحفَ نحو الداخل، وهو يكرر “أنا أحمد زهير خضور من كرتو، بس خلوني أتواصل مع أمي”.

مصدرٌ طبّيٌ من داخل المستشفى أفاد بأن الشهيد قضى بسبب “ريح منصفية، وسطام تاموري، من شدة الضرب”.

وحسب أحد المصادر:

“كانت ضلوعه مكسرة ومتداخلة مع الرئة وأثّرت على جدار القلب، كما أن اثنين من أظافره كانا قد اقتُلِعا”

جهة رسمية تواصلت مع ابن عم الشهيد، وطُلب منهم أن يُقدّموا شكوى بعيد انتهاء العزاء (هاد حجم التواصل الرسمي يلي صار حتى اللحظة، لا أكثر)

السيارة التي كانت مع الشبّان الأربعة، وُجدت، صباح اليوم التالي، محطّمة السقف ومتضررة بصورة محسوسة.

اللافت أن مسؤولاً في الناحية، قال إن أحمد لم يكن متهماً في شيء، قبل أن ينهال بالشتائم على عناصر الحاجز الذين تسببوا بالفاجعة.

هذا كلّ ما لديّ.

ثم يقولون لك: دولة!!!!

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق