موجة اعتذار من الرئيس الأسد .. نوستراداموس العرب

تصلني كل يوم العشرات من مقاطع الفيديو والمنشورات التي تعبر عن ندمها على سوء الفهم الذي تعرضت له في فترة الحرب وعدم ادراكها ان الأسد كان يقول الحقيقة ويتنبأ بكل ماحدث والذي تحقق بشكل يثير الدهشة ..

لايهمني اولئك الذين يبدون دهشتهم ويفتحون أفواههم مما يرون من أولئك الذين يصنفون أنفسهم نخبا وكتابا ومثقفين وفنانين .. فهؤلاء اما سذج وأغبياء وعقولهم كعقول الاطفال (وهم الغلبة) واما منافقون كانوا يدركون ويعرفون ولكنهم كانوا يبيعون مواقفهم بالدولار والادوار الثقافية .. وهؤلاء لايغيرون من الأمر شيئا سواء ندموا او تصنعوا الدهشة ..

وتبين للجميع أن كل تحذيرات الاسد كانت قراءة استشرافية للمستقبل .. ونبوءات ليست مثل نبوءات العرافين وضاربي المندل وقارئي وقارئات الفنجان .. بل كانت قراءة في السياسة والمجتمع والتاريخ .. ومعرفة وافية بالعدو .. وادراك لخطر الجهل وخوف على ثقافة الشرق .. الكل صار الان يدرك الحقيقة .. العلويون الذين تضجروا من لعب دور الحارس على الشرق والدور الناهض لسورية العربية .. والسنة الذين تضجروا من لعبة الصبر والمقاومة .. والدروز الذين تضجروا وسئموا من الحياد وصار بعضهم يراهن الرهان الخاطئ ..

ولعل رسالة من السويداء لامست القلب من مواطن كان يرفض الالتحاق بالجيش العربي السوري يبدي ندمه الشديد ان هذا الخطأ في فهم الرئيس الاسد حرمه من أهم واجب مقدس كان يجب عليه ان يقوم به .. وأن التلكؤ في الالتحاق بالخدمة العسكرية سيبقى حسرة في قلبه لأنه يدرك اليوم كم كان يتمنى لو حمل البندقية وقاتل تلك الرؤوس التكفيرية القذرة .. وكيف حرم نفسه من لذة تفجيرها .. وهاهو اليوم يجلس في بيته بلا بندقية .. ينتظر ان يصل اليه القتلة .. فيما أعطاه الأسد فرصة ان يبارزهم ويقات لهم في عقر دارهم .. فأوصله القرار الخاطئ الى ان يكون في عقر داره يخشى الاذلال والمهانة والموت .. ولم تشفع لأهالي جبل العرب انهم نأوا بالنفس .. واعتبروا ان الفريقين المتصارعين كانا يتصارعان من أجل السلطة .. لكن الاحداث اليوم تثبت ان الفريق الوطني بقيادة الاسد كان يقاتل لمنع القتل والتدمير .. وايقاف المد الجاهلي .. الذي سيبتلع الجميع ..

وسيظهر ندم جديد لدى البعض ممن يرفع أعلام اسرائيل وقد تبين حقيقة اللعبة بين اسرائيل والجولاني في الجنوب السوري … فاسرائيل كانت قادرة على محق وسحق أرتال الجولاني والعشائر بطائرتها المسيرة التي تراقب وتصطاد حتى الدراجات النارية في لبنان للمقاومين .. لكنها مع الجولاني تركته يدخل السوريداء بجحافله وأرتاله ويفتك بأهلها .. كي تقول لأهل جبل العرب: اما ان تدخلوا في تحالف معي واما أن أطلق عليكم الجولاني وعشائره الدموية .. اي تريد اسرائيل حرس حدود جديدا من الدروز السوريين … وهي التي غمزت للجولاني مع الاتراك بمجرزة الساحل لايصال نفس الرسالة وهي انكم اما ان تبتعدوا عن ايران وحزب الله وتقتربوا مني كحامية لكم واما ان أرسل لكم ربيب الموساد الجولاني وفصائله .. وعليكم ان تفكروا بالتعاون معي ..

الجولاني يساعد اسرائيل على ابباغ الرسائل لانه مهتم جدا بتفكيك سورية لصالح اسرائيل …. ولذلك فان اسرائيل ستوجه نفس الرسائل للأكراد وللسنة العرب .. وهو ساطور اسرائيلي تهدد به الجميع …

الاسد حذر السنة العرب من ان دينهم ومذهبهم سيتعرض لمحنة وخضة عنيفة بسبب هذه الموجة التكفيرية وان السنة العرب سيدفعون الثمن الاقسى من استقلالهم ورفاههم وقوتهم لأن هذه القوى والافكار التكفيرية صارت تصنع في مخابر الغرب وتصدر مثل الفيروسات لتدمير المجتمعات الشرقية .. وسيجد السنة العرب انهم يتقهقرون حضاريا وثقافيا وسيضمحل تأثيرهم ليكون مثل أقل الاقليات بسبب سطوة العقل الديني وغياب العلوم المعرفية وعمليات النهضة الفكرية ..

ستجد دول محيطة وصديقة ولدودة وعدوة في أزمنة قادمة قريبة أي كارثة ستحل بها حيث انتشر الخطاب الديني والتكفيري وحصل التشدد والجهل على جرعة داعمة وأمل .. وسيبدا رحلة التدمير الممنهج لما بقي في هذا الشرق .. سيدخل البيوت والدول المستقرة لابتزازها .. ولن تنجو منه حتى الدول التي تظن انها تمسك بالثعبان التكفيري من رأسه .. فهذا الثعبان سيفاجئها انه يلتف حول عنقها ويخنقها ..

سيصل زمن الى الشرق سيعرف الشرق فيه معنى بيت الشعر العربي:

أمرتهم أمري بمنعرج اللوى …… فلم يستبينوا الرشد الا في ضحى الغد

سيفقد الجميع الضحى .. والغد .. ان لم يفيقوا ويتحركوا جميعا ..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق