

غريب أمر العرب الذين كانوا يحتفلون بقصيدة (الآن اصبح عندي بندقية) … التي أحبها ذلك الجيل وغناها وهو منتش .. (الى فلسطين خذوني معكم) .. ولكن جيل هذا اليوم المراهق من ساسة لبنان يريد أن يرمي البندقية .. ويريد حتى أن ينتزعها من أيدينا .. وصار هناك من يعلم الجماهير حلم (لم تعد عندي الان بندقية) .. ولذلك لاتأخذوني معكم الى فلسطين بل الى حفلات الرقص في السعودية ..
هذه أول مرة في تاريخ البشر تعمل امة من الامم على ان تجرد شعبها من أخر قطعة سلاح يملكها .. ويتشاطر الخونة للضغط على أخر المقاتلين العرب لتسليم سلاحهم ..
العقدة من السلاح ليست عقدة الخونة بل عقدة الغرب الذي يريد ان يدخل بيوتنا كما فعل مع الهنود الحمر .. يريدها حربا علينليست بأقل الخسائر بل بخسائر صفر من شدة ما صار يحتقرنا .. فثمننا لايستحق ان يدفع من أجله قطرة دم واحدة .. فنحن لاقيمة لنا .. واذا كان هناك من دم يدفع فليدفع من دماء شبابنا ضد شبابنا ..
هكذا عقلية المتفوق الاستعلائي امام عقل المتخلف الساذج .. يحارب بدم غيره فقط ويكون سخيا وكريما والحساب بلا سقف والفواتير مفتوحة ..
نحن كنا دوما الدم الرخيص .. العثمانيون أخذوا شبابنا في كل حروبهم ووضعوهم في الصفوف الاولى وفتحوا اوروبة بهم .. ومات ملايين من الشباب العرب في حروب السلطنة التوسعية باسم الفتوحات الاسلامية .. ولكن نحن كنا ندفن في أراض مجهولة بلا مقابر .. مع الحيوانات التي نفقت في الحرب .. والأتراك يكرمون الباشوات الذين دفعوا بنا للموت .. ويعيدونهم ليحكموا فلاحينا الفقراء الذين صاروا بلا أبناء .. ولذلك لاتوجد أمة في الارض لديها مغتربون ومهاجرون في اميريكا الجنوبية الا السوريون وبلاد الشام بسبب الارهاق الذي فر منه العرب يوم كان العثمانيون يستعملونهم كجمير الجر.. في السلم فلاحون ومزارعون فقراء عند الاقطاعيات العثمانية وفي الحرب جنود بلا حقوق ومجندون في السفربرلك ..
فعلها الاوروبيون في الحرب العالمية الاولى عندما حاربوا بدم العرب ليزيحوا العثمانيين ليحلوا محلهم في استعباد العرب .. تغير فقط نوع الاستبداد .. وعندما جاء الاوروبيون الى المنطقة بعد سايكس بيكو كان الدماشقة يرون دوريات فرنسية ولكن الجنود أفارقة من السنغال والكونغو .. وفي بقعة أخرى كان الانكليز يأتون بالهنود كجنود يقتلون العرب ويقتلهم العرب .. وفي الحرب العالمية الثانية حارب الانكليز الالمان بالمقاتلين المجندين من دول المستعمرات .. بجنود كالجراد .. فيما أخذ الفرنسيون الشباب الجزائري لتحرير فرنسا ..
.. لأول مرة كانت لنا جيوشنا .. الجيش المصري والسوري الليبي والجزائري واليمني .. وبقية الجيوش كانت جيوش للمهزلة والسخرية وفقط لحراسة المشاريع الاوروبية في المنطقة والعالم ..
ومن جديد أخذ الاميريكون الشباب العربي الى افغانستان .. ومات الشبا ب العربي بدلا عن الامريكي .. وقاتل الامريكي حتى آخر شاب عربي في افغانستان .. وانتصر بدمنا ..
وفي الربيع العربي … اخذ الشباب العربي في همروجة الحرب المذهبية ..وتم تجريد الشعوب العربية من كل جيوشها .. الجيش العراقي انتهى صار فرق دوشكا فقط بلا طائرات ولا دفاع جوي .. الجيش الليبي انتهى والجيش اليمني دمروه ولم يبق في اليمن سوى السلاح الحوثي .. والجيش السوري تلاشى .. وبقي الجيش المصري وهو الان محاصر وسيتم تدميره بطريقة او بأخرى حتى وان بقي صامتا لأنه لم يعد مقبولا ان يكون لديك الا جيوش دوشكا كي لاتفكر بالتمرد .. فالعقل الغربي لم يعد يقبل ان يكون هناك عبد الناصر يأتي و يجد ان لديه جيشا .. وصدام حسين جديد يجد انه يقدر ان يصنع جيشا وحافظ الاسد ثان يجد انه يقدر ان يصنع جيشا .. ولاقذافي .. ولا اي عربي .. الجيش الجزائري يتم الاعداد لتدميره في حلقات تدمير الجيوش العربية .. ولن يبقى اي جيش عربي على الاطلاق .. لان جيوش الخليج نكتة سمجة طبعا وهي تفكر ان تخوض فقط حرب داحس والغبراء وحرب الجمل .. وستبقى المنطقة مستباحة من المحيط الى الخليج .. شعوب بلا جيوش .. جوامع بلا جامعات .. سلام بلا خيول (على رأي الزير سالم) .. وبعده لن تنجو ايران وتركيا لأن المقصود هو تفكيك كل قوى المنطقة بعد ان اكلت بعضها .. فالاتراك الذين يبتهجون بعودة العثمانية لن يمضي وقت طويل قبل ان يتم تفكيكهم وتفكيك جيشهم الى جيوش متعددة خاصة انهم مرآة للمجتمع السوري .. ففي سورية اكراد وعلويون واسلاميون وقوميون .. وفي تركيا نفس التركيبة .. وستدفع ثمن التفكك السوري من جسدها ايضا ..
المهم ان آخر قطعة والقفل الحديدي الذي يمسك بالمنطقة هو حزب الله الذي يشكل سلاحه المزلاج الفولاذي الذي يمسك الباب ويمنعه من الانفتاح امام تدفق الغزو الاوروبي الثاني .. وتخريب هذا القفل او نزعه من الباب سيعني ان كل شيء قد انتهى ..
ولذلك لاأظن ان اي منطق واي عقل واع سيقبل بهذه النهاية .. وسيكون السلاح هو الشيء الوحيد الذي يقرر ان تكون صيادا او فريسة ..و لاتوجد أمة في الارض تتخلى عن سلاحها كما فعل العرب ..
ايران هذه المرة غيرت استراتيجية المراقبة وانتظار اللكمات .. وابلغت الجميع ان اي تدخل خارجي من اي مصدر لنزع سلاح حزب الله سيعني انه دعوة عاجلة لايران للتدخل ايضا .. اما ان ينزع اللبنانيون شوكهم بايديهم والا ان يقبلوا بالاخرين جميعا في النزاع ..
الاسرائيليون مستعجلون جدا لانجاز نزع السلاح لتحطيم المنطقة كليا واعلان يهودية الدولة وهدم الاقصى ..ولكن حزب الله هذا الحزب الصغير يقف سلاحه مثل قفل في باب المنطقة .. فيما تحاول الايدي الخائنة نزع القفل لفتح الباب امام الغزاة .. ولكن اليد التي تعبث بالقفل .. يجب ان تقطع .. تقطع يعني تقطع .. بالعنف الثوري .. يعني بالعنف الثوري ..
===================================
أغنية من زمن بعييييييد بعيد جدا عندما كان هناك عرب ومسلمون … اليوم المنطقة تغني خذوا منا آخر بندقية ..