
هذه الصورة تعبيرية ولكن السخرية في الصورة تعبر عن الحقيقة فعلا *
—————————
هل يعقل انني أحس بالسعادة وانا أرى الجولاني وعصابته تصل الى نيويورك .. وهل يعقل ان أحس بالنشوة وأنا أراهم يصافحون الاسرائيليين .. ولكنها الحقيقة .. انه الان زمن الشماتة .. انني أحس بأقصى حالات الشماتة بكل الاسلاميين .. صغيرهم وكبيرهم .. واحس بالشماتة من كل الاخوانيين صغيرهم وكبيرهم .. واحس بالشماتة القصوى من كل من ناصر الثورة السورية صغيرهم وكبيرهم .. ماأراه هو شفاء لقلبي .. فنحن لم نستطع أن نسقط هذه الخيانات العلنية طوال حرب دامت 14 سنة .. لم يصدقنا أحد .. كنا برأي الجميع شبيحة .. وكنا عملاء النظام .. وكنا عملاء ايران وروسيا .. وكنا وكنا .. ولم يصدقنا أحد عندما قلنا ان قصص الثورة هي حكايات لاأساس لها من الصحة .. وأننا حماة الوطن والكرامة الوطنية وان غيرنا هم عملاء .. ولكن الناس صار همها استعادة قضيب حمزة الخطيب .. وبحثوا عنه في القصر الجمهوري .. وبحثوا هناك عن أظافر أطفال درعا وعن حنجرة القاشوش التي عادت وتبين انها كانت تلعب معنا الغميضة .. وفتش الناس عن ضحايا قيصر .. ولكن تبين لهم اليوم ان قضيب حمزة الخطيب وان قضيب كل سوري صار الان بيد نتنياهو .. ويمكنهم استعادة قضيب حمزة الخطيب بالمفاوضات .. القضيب مقابل الجولان .. وأظافر اطفال درعا مقابل الجنوب .. الغريب انه رغم اننا وضعنا الوثائق في عيونهم وصرخنا في آذانهم وهمسنا في ضمائرهم ولكنهم كانوا كالأنعام .. بل مثل التماثيل المصبوبة من الاسمنت .. لاتقدر ان تقنع نملة اسلامية أن الجزيرة تكذب واننا لم نقم بمجزرة الكيماوي ولم نخن وطننا ولم نبع شبرا واحدا وان الاسلاميين مجرد تجار سياسة وهم أسوأ انواع التجار لان بضاعتهم هي الدين والنبي للمقايضة .. وانهم يدفعون بالمسلمين الى الموت من أجل السلطة فقط وليس من أجل الله .. كانت الاجوبة جاهزة وكان رذاذ الافواه وبصاقها على وجوهنا لايتوقف بمجرد ان نحذر من أن اسرائيل هي أم الثورة السورية ..
وماان وصل الاسلاميون الى السلطة حتى رقص الجميع في كل الطرقات .. وكان الغباء يرقص معهم ويحكي لهم مثل الاطفال عن أبراج دمشق التي سترتفع في سنة واحدة وان الاموال ستتدفق .. وان السوريين سيعيشون في بحبوحة وسيكون لهم وطن حر لاتحكمه العائلات ..ولا الاحزاب العتيقة بل … شرع الله ..
كنا نقف على الارصفة كلها دون ان نتحدث ونحن نراقب بهدوء هذا الجنون الجماهيري العاصف الذي كان نتيجة زرع الغباء وزرع الدين الغبي .. نعم انه دين غبي وغباء ديني ان تخرب حجرا او شجرة وانت لاتعرف ان من أعطاك الفأس هو الشيطان .. وان من صنع لك الفأس هو أبو الشيطان ..
اليوم اكتحلت عيناي برؤية الاسلاميين يؤخذون صاغرين مثل الارانب الى نيويورك كي يستسلموا .. وكي يتركوا لاسرائيل ماتريد وكي يأخذ (الصليبيون) أصحاب ريتشارد قلب الاسد كل مايريدونه من أملاك صلاح الدين .. حتى قبر صلاح الدين سيباع وسيتم نبشه لأن حقد الغرب على الشرق تفشى وانتشى بهذا الانتصار ..
الاسلاميون الذين كانوا يزأرون (عن جيش محمد) .. والذين كانوا يهدرون بالجهاد وانهاك الطاغوت .. جاء زعيمهم أبو محمد الجولاني مثل الوزة الناعمة ووزير خارجيته بصوت مثل صوت البطة وصاروا مثل الكلاب والقطط الصغيرة لها مواء ناعم .. أمام زئير نتنياهو .. الذي ان أراد شيئا فسيكون .. وامام نظرة نمر اميريكا ترامب الذي أتى بهم مثل الاسرى اليه ..
نعم على عكس ماتوقعته وعلى عكس كل السوريين الغاضبين فانني أحس بالغبطة .. وأحس أنني أتذوق العسل .. وأنا بانتظار الجولاني على أحر من الجمر وهو يوقع السلام مع نتنياهو .. ورجله على رقبته .. فثمن الوصول للسلطة سيدفع من أرض سورية .. الثمن الذي رفضه الأسدان العظيمان .. وهاهو اليوم الجولاني سيصل الى نيويورك ليوقع على مالم نقبل بالتوقيع عليه .. وأنا الآن أحس أنني في أجمل لحظات حياتي لأنني أرى العار يجلل الجميع .. وأحس أن الزمن أثبت أن كل أسرار العالم خرجت تمشي عارية .. فلا القاعدة قاعدة ولا الثورة ثورة ولا الثوار ثوار .. وكل مايجري في العالم العربي من المحيط الى الخليج ومن قلب النموذج الاسلامي هو من أجل عيون اسرائيل .. هجمات نيويورك القاعدية تثبت الان انها من أجل عيون اسرائيل .. ونفذتها القاعدة بالتنسيق معها وهاهي اليوم القاعدة التي دمرت ابراج نيويورك تفتح نيويورك لأنها كانت صناعة من صناعات المخابرات الغربية وهي ليست من ثقافتنا ولا من ديننا .. وأما تخوين الاسد فقد ثبت الآن باليقين القاطع ان الخونة هم جميع من عارضه .. لان معارضته كانت مبنية على تخوينه .. ان منظر الاسلاميين المتمثلين بالجولاني فضحهم فلا الاسلام اسلام .. ولا الغضب من أجل النبي هو غضب بل نفاق .. وأن اميريكا لم تحارب القاعدة بل هي تمسك بها وتتلاعب بها وبدينها .. بل انني أحس ان ماأنتظره في نيويورك كأن أية جديدة من القرآن تعلن البراءة لزمن أعتز به .. فأنا لم أكن يوما مشككا ببراءة وطني ودولتي الوطنية .. وماسأراه هو ترجمة لسورة البراءة .. وأحاديث الافك عن سورية الطاهرة ونظامها الوطني الطاهر ..
كم كان الأسد الأب في منتهى الحصافة وكم كان يقرأ العقول والارواح ويدرك انه لو خان فلن ترحمه أرواح الناس .. وكم على العلويين ان يترحموا على روحه أنه لم يجللهم بعار السلام مع اسرائيل والعمالة لها والاستسلام الذليل الخانع من أجل كرسي حكم .. ولو فعل فلن تغفر له دماء الشهداء .. لذلك فانه رفض عار السلام مع اسرائيل ومصافحة القتلة .. ولعب مع رابين تلك اللعبة الذكية عندما كان يطالبه بالانسحاب الكامل من الجولان .. وفاوض العالم من أجل متر واحد على الجولان .. كي يكشف للعالم انه يفاوض عقلا اسرائيليا مريضا .. وأن عقل الاسرائيلي مثل عقل شايلوك لايقبل ان يتخلى عن أي شيء مقابل موت غريمه ..
أين ذهب أولئك الذين كانوا يقولون ان الأسد باع الجولان وباع سورية وكان يتفق مع الاسرائيليين تحت الطاولة؟ من الذي كذب على السوريين وأخذهم الى الوهم .. وجعلهم يدمرون أنفسهم من أجل كذبة العهد الاسلامي الذي يعز فيه الاسلام؟؟ أين هم تلاشوا واختفوا وصاروا يغطون العار بأغاني بني أمية .. صرت أبحث عنهم فلا أجد الا انهم يقولون انه كان طاغية ولكنهم صمتوا عن تلك الكذبة الكبيرة عن الخيانة وعن أنه باع الجولان وأنه تحت الطاولة يفاوض الاسرائيلي .. وأنه عميل بريطاني .. وووو .. فالثوار الان منشغلون بتفسير بيع الجولان في زمن الجولاني .. وتبرير السلام وتبرير البيع .. وتبرير تقسيم وطنهم بين الدول .. والصفقة ستوقع علنا ..
انا أحس براحة ضمير ليس بعدها راحة ضمير .. وأحس أنني لم أكذب على نفسي ولا على احد .. وأنني عرفت اليقين .. لأن ماأراه اليوم يثبت على الاقل ان المجموعة التي صنعت الثورة السورية هي مجموعة اسرائيلية وأن كل من لحق بها كان غبيا .. او عميلا ..
نحن سنبقى نباهي اننا الأفضل .. واننا الأصدق .. وان التاريخ سينحني لنا .. بل كل التاريخ سيركع أمامنا لأننا قاتلنا بشجاعة وشرف .. ولم نخن أرضنا ولاشعبنا .. واننا زرعنا بذور الخير وبذور الوطنية التي ستطلع قريبا .. وستكنس هذه الموجة من الدين الغبي .. ومن الغباء الديني .. وهذه الموجة الاسرائيلية

عودة الدولة المملوكية بثوب جديد تُزينها صعاليكها وعبيدها !!