مقال جدير بالقراءة: عاش الوطن والوطنيون .. والتاريخ سيلعن الخونة – بقلم: عقيل هنانو *

منذ اليوم الأول الذي كشف فيه الغرب الصهيوني والخليج العبري وسعودية الشر ودول التطبيع والخيانة العربية عن دعمهم لما يدعى ثورة كان البعض منا يعي حجم وهول المصيبة القادمة…اتهمنا بخيانة الشعب…اتهمنا بالتشبيح…اتهمنا بالتغطية على قاتل وفاسد…اتهمنا بإختصار الوطن بشخص رئيس …لم يرى من يتهمنا وطناً يضم الجميع… لم يرى ضباع تلتف حول الحدود تستعد للنهش ما ان تنجح الحمير بإسقاط دولة ودستور وقانون…كانت ثورة تقتل على الهوية كانت ثورة تحدد الإنتماء بناءً على الدين والمذهب وليس التاريخ العريق بالوطنية…كانت ثورة تدمر ثروات الوطن ليكفر المواطن بجوع وبرد وامراض وجهل وقلة العمل… اتهمنا بالدفاع عن من باع الجولان وكنا ندافع عن رفض تسليم الجولان…أتهمنا بالطائفية بدعم العلوية ولم يعلموا بتلك التهمة كمية الشرف التي غمرونا بها… فنحن لا نرى سورية دون العلوية والدروز والمسيحية …وصفوا الدولة والنظام والقيادة التي ما سلمت ولا وقعت ولا خانت والتي حافظت على مكاسب اكبر طبقة وسطى في عالمنا العربي، والتي لم تغرق الوطن بديون خارجية والتي حافظت على الأمن الغذائي لخمس سنوات مستقبلية وحافظت على مجانية التعليم والطبابة…فاتهمت بالطائفية والفساد وانها كانت حصراً تخدم ((العلوية))…لم يروا فساد طلاس والخدام وميرو والعطري والزعبي والكثير من امثالهم الغير علوية…لم يروا اكبر كتلة صناعية في الوطن تنتمي للطائفة السنية… لم يروا غالبية التجارة يحركها سنة دمشق وحلب واللاذقية…لم يروا رئيس مجلس الشعب ووزير الدفاع المسيحي…لم يروا رئيس الوزراء والداخلية والخارجية والاقتصاد والتعليم ورئيس الأمن القومي السنة…

لم يروا الدرزي والشيعي والشيوعي اصحاب القرار في وطني سورية…لم يروا سوى وجوههم القبيحة العنصرية… كان زمن الدولة التي غابت زمن عز وكرامة وسلم اجتماعي وأمن وأمان وصمود وتصدي للإطماع…كانت فلسطين قضيتنا… وكان الجولان لنا… رفضنا التطبيع والبيع وكانت امتار قليلة من الجولان رفضنا التنازل عنها من أجل السلام تختصر بالنسبة لنا القضية كان الصهيوني ولايزال وسيبقى عدونا ويا شرف العداء له كان ذاك الزمان… اليوم من يعتقد انه انتصر ومن لأجل ذلك النصر رقص…فهو يرقص لبيع القنيطرة ودرعا والسويداء وجبل الشيخ والجولان وكل سورية…اليوم المنتصر جعل الوجود الصهيوني في قلب الوطن واقع يصرخ في الضمير والشرف ويمر مرور الكرام ويصبح واقع غير مستهجن بل نتيجة حتمية لثورة عهر صهيونية…اليوم لايستطيع قذر منهم وفأر ان يتهم النظام السابق وقياداته كلها بفساد وخيانة وأغلاط بعد ان تجاوزوا هم فعلاً وممارسةً كل اتهاماتهم الخلبية…في أقل من سنة باعوا وطناً كان لنا ودمروا نسيج أجتماعي كان قدوة عربية وكان مفخرة سورية…اليوم باعوا سورية ولا يلام بذلك إلا من دعم ورقص لذلك من السوريين…

ستلعنكم الاجيال وسيكتب التاريخ ونكون نحن عليه شهود…أن كل من سلم ووقع مع الصهيوني وباع الوطن والشرف وانتهك العرض والكرامة…لم يكن علوي لم يكن بعثي لم يكن مسيحي لم يكن شيعي… انها سورية وستبقى سورية الاطرش والعلي والهنانو والعظمة والخوري ولن تكون لكم وستعود…وقريباً بيدأ مسار العودة للأصول… للحق الوطني… للتحرير واستعادة الكرامة…نحن وطناً محتل…والخلاف بيننا مع محتل وأعوانه… وليس مع فكر سياسي او عقائدي سوري…انها سوريا…وسورية فوق الجميع وفوق المذاهب والأعراق والأديان…وستعود…وتلك ليست اماني بل واقع سيكون فذلك جزء من تاريخ البشرية…أن الحق يعلو ولا يعلا عليه مهما طال الباطل وتجبر الظالم سينتهي زمانه وتنقضي أيامه وسيخرج المحتل ويهزم المعتدي… وستعود لنا سوريا…

================

  • نقل لي صديق ان السيد عقيل هنانو هو من عائلة البطل السوري ابراهيم هنانو .. والحقيقة انني لاأعلم ولم أتواصل مع الكاتب .. ولكن هذا النوع من الكتابات لايكتبها الا من كان من سلالات الثوار الحقيقيين والذين تربوا في وسط وطني خالص وعقل نقي .. وأنه مخلص لروح عالية الوطنية في جيناته .. ولذلك رغم انني لاأعلم ولكنني على يقين ان فيه شيئا من روح ابراهيم هنانو .. وسواء كان من عائلته او لا فانني أحس انه سوري وينتمي الى هنانو والاطرش والعلي ..

رابط المقال:

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق