
أظن ان لاداعي بعد اليوم لتشريح جسد هذا المشروع الاسرائيلي الذي تكلل بالنجاح .. وحمله الشعب السوري على أكتافه كما يحمل الحمار الأحمال والمسافرين .. وصل الاسرائيليون الى دمشق من دون ان يخسروا جنديا واحدا ,., ومن دون ان يخسروا قرشا واحدا .. فاليهودي في القصص الشعبية العالمية والعربية والتراثية مراوغ بارع وبخيل ويعرف كيف يدير المال والتجارة ..
اذا أردت ان تقول ان الثورة السورية هي في الحقيقة ثورة اسرائيل على القمويين العرب والوطنيين السوريين وحرب على الاسلام المقاوم الذي لايزال ينظر للاقصى والقدس .. فأنت لاتجانب الصواب ..
اسرائيل والغرب اعطوا الشوريين قرارا بالثورة وتكليفا بها .. فقام بعض السوريين بالانتماء عاطفيا ووجدانيا للثورة .. والبعض صدق الاوهام .. والبعض خرج من الوعيه عقدة حكم الشيعة والعلوييين .. المهم .. تبرع السوريون جميعا لمساعدة اسرائيل في مشروعها الكبير .. قدموا أبناءهم ومئات الآلاف من الضحايا .. فيما قدم العرب التمويل .. وتولى المسلمون الامداد والمدد بالمهاجرين والدعاية والدعاء على النظام السوري .. والتشنيع عليه .. والتحريض عليه عربيا وعالميا وسوريا في الداخل ..
والنتيجة ان وصل رئيس المؤتمر اليهودي العالمي رون لاودر الى حكم دمشق عبر رجل مشبوه مجهول .. ومجموعة مجنونة غبية عمياء وصماء ولاتعرف ماذا تفعل سوى الكراهية والخيانة من أجل عقدة دينية مريضة ..
الاسرائيليون الان في دمشق .. وسيدخولن الدولة عبر لعبة الديمقراطية .. فقد تقرر ترشيح هنري حمرة الخاخام الذي وصل من أميريكا بحجة انه سوري أصيل .. وطبعا كل اليهود أهم من العلويين واهم من الدروز والمسيحيين الاصلاء في البلاد .. وراية هنري خمرا وقلنسوته ومزموره أهم من ان ترتفع راية الحسين حفيد النبي في دمشق .. ومن حق المسلمين هذه الايام ان يختفلوا ان اختفت رايات الحسين من بلاد الشام وأصوات تنادي ياعلي .. ويقتل المسيحي لأنه يقرع الاجراس .. ليحل محلها المزمور والشوفار ورقص وصلوات اليهود .. ويواصلون قتل المسلمين السنة في غزة .. مئتا ألف شهيد في غزة وبنو أمية يحتفلون مع بني اسرائيل في دمشق ..

ان شعبا لايعرف الفرق بين الشيعة والدروز والمسيحيين واليهود التلموديين يستحق ان يصبح عبدا لنتنياهو .. وأن يرفض الحرية والكرامة .. ويبحث عنها في نيويورك .. وتل ابيب ..
فعلا كما قال السيد المسيح: لاتلقوا لآلئكم بين اقدام الخنازير .. فخنازيرنا داست الوطن والوطنية والعلم الوطني وراية الحسين .. والقرآن .. والأقصى وفلسطين .. فالخنازير لاتعرف الا من يقدم لها علفها .. ويغرقها في برك الطين .. ومانراه اليوم هو حمام للخنازير في برك الطين والروث العالمي .. وارفع راسك فوق .. فأنت في البرك الطين ..
