آراء الكتاب: سبحان من أعزنا وأذلكم ..من يحرر يقرر ..حكاية الانتصارات التركمانية في سوريا – بقلم :عبد الله الشامي

إياكم والشعور بغير السعادة العقلية أمام مايحدث اليوم فما يشهده السوري الشريف اليوم هو أعظم دليل على أنه كان ومازال محقا في جميع مواقفه الفكرية من مسوخ الفكر التكفيري الدموي .يقول جمهور قطر، وأردوغان في سوريا أن الله أعزهم ،و نصرهم لأنهم اتبعوا التقوى، وعملوا بما أمر الله ؟! وتناسى هؤلاء أنهم أكلوا لحوم بعضهم في صراع بيني مفتوح نتج عنه الألاف من القتلى ،والجميع شاهد، وسمع التخوين الذي دار فيما بينهم، ومن ينسى موقف زهران علوش من الجولاني ، والسجون في إدلب مكتظة بكل من عارض الجولاني حتى يومنا هذا ، والمظاهرات ضد الجولاني تشهد على الخلافات الحادة التي تدل على أن التقوى كانت تحيا في عزلة عن هؤلاء .فما هي التقوى التي يحدثنا عنها هؤلاء ؟! إن الأموال الخليجية التي دفعت إلى ثورة التركمان، وغيرهم من عشاق أردوغان في سوريا هي نفسها الأموال التي دفعت إلى الاستعراضية والمغنية ميريام فارس، و المغنية جينيفر لوبيز في السعودية ،وقطر في افتتاح كأس العالم ومهرجانات السعودية . وهي نفسها أموال الذل التي تحدث عنها مستر جولاني سابقا عندما انتحل شخصية المجاهد حيث قال:( حكام الخليج يدفعون المال من أجل البقاء على الكرسي) ،ولهذا فإن الأموال التي تجلب المغنيات الراقصات العاريات، وتدفع الأتاوة للأمريكان لايمكن أن تدخل في حسابات الإيمان، والتقوى بل في حسابات النفاق والفتن، وعليه فإن عزة الله لاتقترن مع أموال جينيفر وميريام ، ولا يمكن أن يكون بيت مال المسلمين والمجاهدين هو نفسه بيت مال ميريام فارس وجينفير لوبيز .

 فإن (انتصر) تركمان سوريا بسبب التقوى فهذا يعني أن أهل غزة الصابرين ، والذين يواجهون في كل يوم الإبادة البطيئة، والمتسارعة ،والحصار منذ أكثر من نصف قرن ليسوا أهلا للتقوى، ولأجل هذا لم ينصرهم الله؟! فهل أهل غزة ملحدون ؟! إذا مايجري في غزة هو هزيمة اسلامية عالمية أخلاقية، ودينية منذ عقود تفضح كل انتصار مزيف في المنطقة لم يتحد مع آلام الفلسطينيين قولا وفعلا أي فكرا وسلاحا ، فهل يعقل أن ينصر الله مسلم في إدلب، ويتلافى نصرة مسلم في غزة؟! لماذا يجب أن نصدق أن المسلمين انتصروا في سوريا ،أما في غزة لا؟! فهل يعز الله من خذل المستضعفين في غزة؟! مايشاع إنما هو تطاول على مقام الربوبية، وتطاول على اسلام أهل غزة فمن يدعي أن الله أعزه قد وعد سابقا بالوصول إلى القدس فهل من عزة إلهية لمن يكذب في سبيل الله ؟! ؟! هل يسبق السوري من جمهور الجولاني في إدلب مسلمي غزة في الصبر والتقوى وشرف الموقف والمعاناة ؟! على العكس تماما فهو متأخر جدا عن أهل غزة إذ أن ثوار إدلب ،وغيرهم من ثوار أردوغان احتفلوا باستشهاد سيد المقاومة في سبيل غزة ،ولم تشفع للسيد وقفت الدم مع غزة ،بل على العكس احتفلوا سوية مع قتلة الأنبياء و رقصوا معا في نفس الطقوس اليهودية السعيدة بإستشهاد السيد فقد شهد التاريخ أكبر موقعة ذل حينما اشترك اليهود التلموديين، و أتباع الجولاني في توزيع الحلويات، ورفعت أطفال إدلب لوحات كتب عليها عبارات شكر لنتنياهو قاتل المسلمين في غزة فهل هذا الفعل من أخلاق الرسول الكريم حاشى، وكلا ،وهل هذا الفعل من التقوى، وهل هذا الفعل فعل من شاء الله تعالى أن ينصرهم ،و يمنحهم العزة ؟! يقول رفيق أسامة بن لادن موفق زيدان مستشار رئيس الغفلة المدعو حديثا أحمد الشرع أنهم اقتلعوا النظام بالعمل الجهادي، وهل كان المجاهدين في غزة يلعبون البلياردو في مواجهة اليهود التلموديين لكي لاينتصرون بالعمل الجهادي كما (انتصر) الجولاني ؟! إذا الوقائع تكذب كل ما يتحدث به هؤلاء فجميع ما يتبجح به هؤلاء يسقط أمام حقيقة غزة. إذ أن غزة لم تدمر وتجوع إلا بعد وصول هؤلاء إلى حكم دمشق ،و إعلم أيها السوري إن التركماني المدجج بالسلاح الذي لم يتمكن من اختراق أسوار سجن حلب المركزي بعد حصار و قتال سنين استعمل خلاله صواريخ الغراد والدبابات والمفخخات وهجمات المجموعات المتتالية والقناصات لايمكنه أن ينتصر على عدة محافظات في غضون أيام .فمن استحال عليه الانتصار ضد مجموعة متحصنة داخل بناء يستحيل عليه الانتصار في كل مكان إلا بعزة المخابرات الدولية والاقليمية .فكيف يكون هولاء أهل تقوى وينصرهم الله في مناطق محددة ،أذ تنتهي انتصاراتهم السلسة ،والسريعة أمام الكيان الصهيوني في درعا والقنيطرة ،وجبل الشيخ ،وتتحول فجأة إلى خوف صريح، وصمت رهيب وذل فصيح .فهل يمكن لنا أن نقول هنا مايقوله اليهودي الصهيوني : سبحان من أذلكم وأعز اليهود ؟! أي انتصار هذا يكون فيه اليهودي التلمودي أقوى من قبل، وتضاعفت مساحات “أرضه” وسطوته ،وتحكمه في المنطقة؟! أية عزة تلك التي جعلت الكيان أكثر جبروت، وسطوة في المنطقة ؟! على من يضحك هؤلاء في قولهم سبحان من أعزنا ،وهم أبعد الناس عن العزة ؟! لو أن أردوغان مات اليوم فإن سقوطكم محتم فأين عزة الله في الموضوع ؟! بما أن الله أعزكم لماذا هذا الانتظار لكي يرضى ترامب عنكم ؟! هل يمكنكم الحياة من دون مال الخليج ورضى الأمريكان، ودعم المخابرات التركية؟!فكم قالوا عن وصول الرئيس مرسي إلى حكم مصر ذات العبارات التي تطرح اليوم من قبل أتباع أردوغان في سوريا ، وكذلك عن اخوان المجانين في تونس، وفي ليبيا أين هي العزة اليوم لهؤلاء في تلك البلدان ؟! هل بحثتم عنها؟! هل عزة الله تختفي بتلك السرعة إن منحها للعباد كما حدث في مصر وتونس، وليبيا المدمرة أم أنها مشاريع الشمطاء كوندليزا رايس صاحبة مخطط الفوضى الخلاقة ،والشرق الأوسط الجديد؟! المثير للشفقة سنجده فيما يتدواله جمهور الجولاني عن رسائل الأخير عبر كرة السلة سابقا ،وعن طاولة البلياردو اليوم ، ولو قرأ جميعكم كيف يقرأ الجمهور التركماني ، ومن معهم في سوريا هذه البلاهة ،وكيف يتحدثون عنها بأنها العبقرية السياسية، والاستعداد لمواجهة الاهوال و..و..والخ لشعر بالغثيان لهول الجهل الذي يدمنه هؤلاء، ياإلهي كم هو كبير حجم الجهل الاجتماعي الذي صمت كل تلك العقود فمن المحال أن يقود هؤلاء مرحلة بناء قن دجاج، ولا قطيع أغنام، بل وأن راعي أغنام شريف لأعظم حكمة من هؤلاء جميعا أيا كان هذا الراعي .فهل يعقل أن يحدثنا هؤلاء عن رسائل طاولة البلياردو بينما كان المحتل يرفع علم الكيان، وينشد النشيد الخاص به في القنيطرة، وإذ بالرد المزلزل يأتي عبر طاولة البلياردو، ولو كان لدى هذا الشخص السطحي الضعيف المدعو أحمد الشرع مستشارا يملك قليلا من الواقعية لمنعه من الظهور، وهو يمارس أي لعبة لأن لا ورقة ولا قوة لديه لكي يرسل الرسائل، ومن شدة الجهل الفظيع لم يلاحظ جمهور الجولاني أن الانحناء سيد الموقف في لعبة البلياردو لتحقيق الهدف ؟!وها هو ينحني، ويمحو ذكرى حرب تشرين التحريرية ،ولو كان محررا حقا لما قام بعداء التحرير ،وهذا الحقد الرهيب ضد حرب تشرين لهو أعظم دليل على حقد دفين مع حاجة لإرضاء تل أبيب فلا ترضى تل أبيب عن الجولاني حتى يمحو ذكريات مآسيهم فهكذا يقابل الجولاني رفع علم الكيان بالقنيطرة بالإعتراف أنها لم تحرر .فهو بهذا نفى تحريرها أيضا لكي يقال للأجيال القادمة أنها مازالت محتلة وأنها لم تحرر ..

مايريد قوله لكم الجولاني، ومشغليه من خلال هذه القرارات في إلغاء كل ماله علاقة بالكرامة السورية هو أن كل انتصار تحقق، وكان جامعا لكم لاذكرى له ولا أثر ،وأن كل مايجمعكم أيها السوريين أصبح نسيا منسيا. المعارك ،والحروب التي التحم فيها الدم السوري محرمة عليكم بل يجب أن يكون دمكم نتاج عداء بيني ضد بعضكم فقط ؟! ، ويحدثونك عن التقسيم والانفصال، وهم أول من قسم المجتمع وحارب وحدته في كل شيء .أما السبب الخفي لمحو ذكرى حرب تشرين لأنهم لايمتلكون عقيدة المواجهات مع العدو الخارجي فجميع حروبهم مبرمجة أمريكيا وبريطانيا وحتى الخارجية منها كانت تصب في صالح الأمريكان .كنت لأشك بأن الجولاني مجاهد حقيقي لو أبقى على الأعياد الوطنية ولكن مافعله الجولاني هو تأكيد أننا أمام ممحاة بهيئة بشر تريد محو وطن لاتقسيمه اجتماعيا فقط.لايمكن لمن لايمكنه اسقاط ذبابة فوق القنيطرة أن يمحو عز سوريا .العز الذي أسقط طائرات سلاح الجو الأمريكي والاسرائيلي ،وأسر طياريه .سوريا العزة لاتمحى كرامتها فلا مليون جولاني ولامليون تركستاني، وايغوري قادرون على محو شرفها لأن الشرف ليس ذكرى بل هو فكرة تولد مع الأشخاص لا مع الذكريات .سوريا العز التي زحف إليها الغرب ورؤساء أمريكا ،ولم تذهب إليهم فسبحان من أذلكم، وجعل سيدكم يزحف إلى ترامب .سوريا التي وقفت مع الشهيد صدام حسين بخلاف مافعله المنافق الأكبر أردوغان الذي فتح أجواء بلاده، وأراضيه لقصف بغداد سوريا التي طردت المحتل الصهيوني من بيروت بينما كان التركمان، والاخونجية في سوريا يطعنون جيشها العظيم . سوريا التي طردت المدمرة نيوجرسي من المياه الإقليمية السورية عبر طيار سوري عظيم زلزل جسدها، وهو يحلق من فوقها بعدة أمتار. فهل تعلمون بماذا يحتفل هؤلاء. هنا سنشهد معا يا أيها السوريين من ينشر الطائفية بعد أن اتهم الجولاني أن الحكم السوري السابق نشر الطائفية ، فهم يذكرون إبراهيم اليوسف كبطل ،والحقيقة الموثقة تاريخيا، والشهيرة أن القاتل ابراهيم اليوسف هو من نفذ المجازر الطائفية في كلية المدفعية وغيرها من مجازر ضد العلويين، وحتى ضد رفاقهم السنة في أكثر من مجزرة بينما كان الجيش العربي السوري يواجه العدو الصهيوني في لبنان .ألا تبا وسحقا على العزة الكاذبة التي تفزع لقتل الألاف المؤلفة من أبناء سوريا وتختفي أمام دورية للعدو الصهيوني .لابارك الله بهذه العزة وسلام على الذل الذي كنا نحياه حين كان الاسرائيلي يحسب ألف حساب للتقدم شبرا واحدا .

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق