لغة جسد الجولاني امام الزعماء تكشف ضعف شخصيته وعقل المملوك .. الفرق بين الثائر الحقيقي والصناعي .. بين القائد والمملوك

اياكم ان تقللوا من اهمية لغة أخرى هي أبلغ بكثير من لغتنا ولغة البشر .. انها اللغة التي لايقدر على اخفائها أحد وتكاد تكون مراة لما يحدث داخله .. لذلك يصر الاعلاميون ومحنكو السياسة الغربية على دراسة لغة الجسد لكل شخصية سياسية وخاصة من الخصوم .. ففهمها هو طريق لفهم قرار تلك الشخصية وعزمها وثباتها ..

لذلك كنت أتابع لا لغة الجولاني التي تعلمها من الانكليز وشركة العلاقات العامة لتوني بلير .. وكنت ألاحظ كيف يتصرف امام الزعماء والرؤساء .. ولذلك تجدون ان الجولاني يكثر من التبسم الصناعي وتتحرك عيناه بحركات حياء وخجل .. ويبدو في منتهى الشعور بالضعف والتودد وهو يتحدث الى الزعماء في العالم .. ونظرته الثابتة احيانا تقول انه يقرأ كيف يراه الزعيم الاخر وهل نال رضاه .. كما بدا وهو يصافح ترامب .. وفي موسكو كان من الواضح انه يحس بضعف شخصية ساحق .. على عكس مايظهر به امام بن سلمان وزعماء العرب وفي جامعة الدول العربية حيث هناك يحس انه قوي ويعطي انطباعا انه مفروض عليهم .. في حين انه في الغرب وضيع جدا ومتذلل في انحناءته المتوددة وابتسامته ..

وهذا يدل على شيء خطير وهو انه يعلم انه لم يفرض نفسه وليس يملك سلطة الثائر الذي فرض نفسه كأمر واقع .. بل هي تعكس انه يدرك انه يتحدث مع من صنعه وصار ولي نعمته .. وانه لايقدر الا ان يبحث عن رضاهم ..

انظروا مثلا الى كاسترو وهو يمشي ويتحدث بين الزعماء .. كاسترو كان رئيسا على جزيرة محاصرة ولكنه كان يتحدث مع زعماء العالم وكأنه زعيم العالم .. وانظروا الى القذافي .. كيف كان لايبالي وهو يخاطب العالم ويسلم عليهم باعتزاز بنفسه ويحضرهم الى خيمته .. انظروا الى صدام حسين وحافظ الاسد والى الرئيس بشار الاسد و السيد حسن نصرالله .. تجدون انهم جميعا يحسون بقدر كبير من الاستقلالية في لغة أجسادهم .. الاستقلالية تبدو من خلال التصرف بنوع من الثقة والندية .. لسبب واحد هو انهم يعرفون انهم هم من فرض نفسه على ساسة العالم ولذلك لايبالون ان أثنوا عليهم ام غضبوا ..

بل انظروا الى خطابات الجولاني قبل وصوله الى دمشق وهو يخاطب جمهوره المتشدد كيف كان يحاول ان يبدو انه لايبالي بزعماء العالم مما جعلهم يصدقون القصة والخطاب .. ولكنهم اليوم يرونه يهرول الى زعماء العالم الذين تتفاوت درجات ترحيبهم به الى درجة مهينة احيانا ,.. ولكن المهين ان الجولاني يصر على التذلل ويظهر بلغته الهادئة انه يحاول جاهدا ان يقدم نفسه على انه كيوت حقيقي وطيب وابن ناس .. ولكن لغة جسده تقول انه يحس بهشاشته وقلة حيلته .. وليس لهذا سبب الا انه يدرك انه بلا حول ولاقوة وانه يتحدث مع رؤسائه والناس الذين تفضلوا عليه وفرضوه على الناس ولم يفرض نفسه بالقوة ..

ربما كان البعض يشنع على الزعماء الكبار الذين كان يسميهم بالدكتاتوريين .. ولكنه لايقدر ان ينكر ان أحدا منهم لم يهرول الى كل العواصم ليتذلل ويطلب الاعتراف به .. وكان في مصافحته لزعماء العالم اما نظيرا او يعطي الشعور انه لايبالي .. لانه باختصار صنع نفسه وثورته وحركته .. هو حر ولايبالي بهذا العالم واعترافه .. فشرعيته لاتأتي الا من حقيقة واحدة هي انه هو صاحب القرار .. وهو صانع القوة والمعادلة .. اما الجولاني فهو صناعة غربية وادارة خارجية وقوة مستمدة من دعم الغرب .. وهذا انعكس على لغة جسده وعينيه وفمه .. لغة جسده تتواضع جدا وتتذلل جدا وتكشف قلقا غامضا .. ليس لأنه يريد ان يقدم نفسه على انه كيوت بل يدرك انه مملوك .. ان حياة المملوك صعبة ..وروحه صعبة الاستقرار .. وقلقه ينفجر في لغة جسده .. كان الله في عون المماليك ..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

1 Response to لغة جسد الجولاني امام الزعماء تكشف ضعف شخصيته وعقل المملوك .. الفرق بين الثائر الحقيقي والصناعي .. بين القائد والمملوك

  1. أفاتار Nawal Nawal كتب:

    يا عزيزي.. وكما قال الراحل الكبير احمد مطر:

    يا شعبي .. ربَي يهديكْ .
    هذا الوالي ليسَ إلهاً..
    ما لكَ تخشى أن يؤذيك ؟
    أنتَ الكلُّ، وهذا الوالي
    جُزءٌ من صُنعِ أياديكْ .
    مِنْ مالكَ تدفعُ أُجرَتَهُ
    وبِفضلِكَ نالَ وظيفَتَهُ
    وَوظيفتُهُ أن يحميكْ
    أن يحرِسَ صفوَ لياليكْ
    وإذا أقلَقَ نومَكَ لِصٌّ
    بالروحِ وبالدَمِ يفديكْ !

    وهكذا يفديكَ الجولاني والداعشي والشيشاني والايغوري وووو بدمه وبدمائه كي تبقى سوريا عربية حرة ومستقلة!!!!..

    ضيعانك سوريا

أضف تعليق