
يعجبني أيمانويل كانط فيلسوف اوروبة الذي أسس للفلسفة الحديثة .. يعجبني لأنه قال في كتابه الشهير (نقد العقل المحض) ان الوصول الى الله بعقولنا مستحيل لأن عقولنا مجهزة بأجهزة ادراك محدودة الامكانات .. ولذلك فان جدارا من المستحيل الادراكي والمعرفي يقف بيننا وبين ادراك ماهية الله .. جدارا متينا لايخرقه العقل بأدواته .. ولذلك فانني لاأعتبر اي قضية وجودية قبل هذا الجدار مستعصية .. وسأترك مهمة مناطحة الجدار للفقهاء ومتمنيا لهم ان يثقبوه وأن يصلوا الى ماوراء الجدار لرؤية الله ..
في السياسة يرى الناس انهم أمام جدار متين عصي على الفهم وكأنه جدار ايمانويل كانط .. يكاد احدهم يقول ان الوصول الى الله أسهل من اختراق هذه المعادلات السياسية الصعبة .. وتفكيكها .. ولكن طالما أنها ضمن امكانات العقل فان من أسهل الامور أن يصل اليها الادراك السياسي .. وهذا ماأفعله في السياسة ..
ولأنني مؤمن بما قال كانط وليس بما قاله ابن تيمية فانني سأبقى خلف الجدار المعرفي وسأترك لابن تيمية مهمة اختراق الجدار الوجودي بقرونه .. وتفسيراته وهذياناته كما يفعل ثور يظن ان الله خلق قرنيه لحل مشاكله ونرفزته .. حتى صار يرى في كل شيء جدارا يريد تحطيمه بمن فيهم البشر .. سأتركه يناطح البشر والحجر وأفكر كيف أفهم العقل البشري وعقول الأمم والجماعات ضمن أسوار العقل ..
بعد أن عرفتكم على العقل الاموي المحض الجديد الذي يظن واهما انه سيبقى الى يوم القيامة .. تعالوا أعرفكم الى العقل العلوي الذي يبدو أنه اليوم هو الهدف التالي لمصارع الثيران ولعملية اعادة تشكيله وتدريبه وترويضه ..
لن تجد العقل العلوي في قصص وخرافات السوريين .. لن تجدها في أساطير صيدنايا ولا في حكايات الكيماوي والبراميل التي تسكب كل يوم في العقل الاموي حتى اختنق بها وصار لايعمل بسبب انها سدت عليه منافسه .. فهذه حكايات قبل النوم التي حكتها الجزيرة للأطفال السنة في المخيمات وفي السهرات حتى حولتهم الى مانراه اليوم من شعب مجنون يفكر بعقلية ان قرنيه وفصائله الجهادية هي صواريخ نووية .. وأن الفاتح هو فاتح وليس مفتوحا .. لن تجد العقل العلوي المحض في كتابات المهرجين السنة والموتورين السنة الذين يفترون على كل شي بفتوى وافتراء .. ولا في المنفعلين من العلويين بمنظر المذبحة .. بل ستجد العقل العلوي المحض في تلك الجبال الساحرة والطبيعة التي تجعله فيلسوفا .. وتنزرع فيها مثل أي شجرة .. فالطبيعة لها كلمتها على النفس والعقل .. كما يقول الفيلسوف هيغل .. فنحن ثمار الأرض التي ننشأ فيها .. ولذلك تجد ان العقل العلوي أنتج فلسفة لاتنتجها فلسفة الصحراء .. فلا توجد هناك تعدد زيجات ولافتاوي مثنى وثلاث ورباع .. ولاحالات اغتصاب ولاتجد فتوى للنكاح .. بل ان هذه الشؤون تبقى في اطار التابو الاجتماعي .. وهذا ماجعل المجتمع العلوي منفتحا .. وقادرا على التعلم برجاله ونسائه ولايخشى الاختلاط لأن الاختلاط جزء من الطبيعة .. ولأنه محمي جدا بتابوات داخلية صارمة مقدسة .. ولاينشغل العلوي باختراق جدار الوجود بالقرون الوهابية .. بل يستعين بالغنوصية وفلسفة ابن سينا ويستعين بعبقرية هيغل – الذي تمرد على فلسفة كانط – في اختراق الجدار للوصول الى الله .. ويغطيها بفروسية علي ونهج البلاغة .. ولكنه عقل يعيش القلق الوجودي الصامت لأنه يدرك ان الانسان يعيش في الطبيعة .. وللطبيعة ثيرانها .. التي تطلقها كل فترة .. وهو يختزن في ذاكرته ظلما تاريخيا نراه اليوم كيف تفجر في عنصرية العقل السني المحض الجديد الذي كان يرى انه أهين جدا لأن علويا قد حكمه خمسين عاما رغم انه أعطاه كل مايريد الا ان العقل السني المحض لم يتخلص من احساسه بالتفوق العنصري والاهانة من أن ضحيته التي حكمها 1400 سنة تحكمه اليوم ..
في مجتمعنا نقول هناك ثقافات متعددة واننا سوريون ولسنا شعوبا وقبائل سورية الا الآن .. والوحدة الوطنية تنتج عقلا جمعيا واحدا .. فيما الانحطاط الاخلاقي للأمم يدفعها لانتاج عقول جديدة من الأعماق مثل النفط الاسود المخزن في باطن الارض بلا هواء منذ ملايين السنين .. ولكل عقل طاف في زمن الانحطاط وزنه ونوعه وقدراته ورائحته العفنة .. فما فعله الربيع العربي هو انتاج عقل جديد عربي أنتج لنا هذا الذل والهوان ..
فالتلاعب بالعقول أنتج لنا العقل الاسلامي السني الذي كان يصاب بالهستيريا لرفع راية الحسين على مئذنة جامع صغير في حارة في القصير .. ولكنه يشخر ويبتسم كالابله أمام اهانة المسجد الاقصى واهانة النساء فيه ودوس كرامات المسلمين فيه وحرقهم كالحشرات في غزة .. وهذا العقل العربي أنتج لنا العقل السني الخالص الأموي الجديد الذي صارت له قرون ابن تيمية .. لم يقدر ان ينتج فزعة لمذبحة غزة وظل يراقبها سنيتن في المقاهي وهو يدخن الاركيلة ولايسمع صراخ الضحايا لأن طقطقة أحجار النرد وسيرة البراميل وأبو صيدنايا المهلهل وعنتر الكيماوي تغطي الأخبار .. ودخان الاراكيل يمنعه من ان يرى أشلاء المسلمين .. ولكنه الى الان يهيج ويثور مثل الثور عندما تذكر له كلمة شيعي او علوي او درزي .. ويفكر في الهياج اذا ذكرت له كلمة نصراني .. وهذا العقل هو نتيحة عمل نفسي معقد سيوصل أصحابه الى الهلاك والانتحار الجماعي حتما .. لان هذا العقل الجديد عنصري جدا ومسموم جدا ولديه قناعة انه مفوض بالانتقام من البشر مثل العقل اليهودي الذي يرى ان البشرية كلها ظلمته عبر التاريخ وهو حاقد على جميع البشر .. والعقل العربي الاسلامي السني الجديد الذي أنتج العقل السني الأموي المريض الجديد حاقد بسبب مظلوميته الوهمية وآلام الثورة وحكايات كتبتها له المخابرات ومخابر علم النفس الغربية في اسرائيل .. حوله ارضاع الوهم الى عقل غرائزي مثل كلب بافلوف الذي ماان تقرع له الجرس حتى يسيل لعابه .. وبافلوف العقل السني الجديد ماان يسمع الجرس عن البراميل وصيدنايا والاسد والشيعة حتى يصاب بالهستيريا ويسيل لعابه للدم … وهو ابداع أنغلوساكسوني صهيوني سقاه الوهم وزرع فيه الكراهية القصوى أوصلته الى انه لايمانع ان يفقد كل شيء مقابل ان يحظى بلعقة دم من غريمه .. فهو عقل تجده كل يوم أمامك في الشتائم التي هي عماد الحجة والمنطق لديه .. فلايمكنك ان تناقش عقلا أمويا جديدا الا وان تنتظر انفجاره كما تنفجر قنبلة موقوته وكما تنفجر علبة معلبات منتفخة بالجراثيم بمجرد ثقبها .. وهو عقل الثور الذي أطلقه ابن تيمية ويظن ان قرنيه سيخرقان جدار الوجود .. فالشتيمة المقذعة السريعة هي أول رد يراه العقل الاموي الجديد متاحا للمنطق لأنه افرغ من كل شيء ولم تبق عنده إلا مفردات اللعن .. فقرونه جاهزة لاهانتك وبقر بطنك لمجرد ان ترفع خرقة حمراء في وجهه .. وترى عصبيته العنيفة أنه فقد كل المفردات الا مفردات الجنس العنيف لدرجة أنك تستغرب كيف أن القرآن لم يعد يهذب الناس .. ولم يعد يعلمهم الا الشتائم والاهانات وهو مسلم في الجامع فقط وفي أوقات الصلاة ولكنه شاذ اخلاقيا ولغويا ومنحط الى أقصى الدرجات عندما تستفزه بأي شيء .. وبالأمس أجريت تجربة بسيطة لأرى ان كان تغير بعد أن تشفى وشرب من الغل والكراهية .. فوضعت صورة قديمة من ذكريات الحرب السورية .. وكانت بمثابة عظمة او قطعة جبن هرع اليها الذباب الالكتروني وتصرف الجمهور بطريقة الهستيريا الجماعية والثيران التي تنفث البخار من مناخيرها رجالا ونساء .. شبابا وشابات .. وثبت لي ان العقل الجديد صار في طور الخدمة الاسرائيلية وقد نجحت زراعة المخ الاموي المحض في المجتمع .. واليوم اذكر كلمة حافظ الاسد او العلويين او الشيعة او حسن نصرالله .. وستجد الثور الاموي وقرنيه فورا يمزقان الخرقة الحمراء .. فيما يراقصه مصارع ثيران اسمه الغرب (الصليبي اليهودي) .. ويمسك سيوفه التي يغزرها في لحمه من غزة الى العراق الى فلسطين وليبيا .. ولكن الثور المجهز بعقل أموي صرف مجدد ومحدث لاتعنيه الطعنات ودمه النازف بين لحمه والسيوف .. بل تعنيه الخرقة الحمراء … راية ياحسين ..
بعد أن فرغ العقل الانغلوساكسوني بعبقرية من تدمير العقل السني واجراء عملية زرع مخ جديد لاعلاقة له بالمخ السني القديم التقليدي .. فأنتج الرأس ذا القرنين .. ورأس الثور والتيس ذا القرون .. بعد ذلك تفرغ لتدمير العقل العلوي المحض .. الذي كان نتيجة تلاقحه مع الطبيعة والجبال والفطرة الانسانية المخلوطة بالفلسفة الغنوصية وقماش حكايات علي وآل البيت وفخر خيبر .. فأرسل مبشريه العلويين الجدد ليشتموا الرئيس حافظ الاسد وهدمه في نفوسهم كما هدمه في العقل السني .. ويحملونه مسؤولية المجازر التي وقعت اليوم .. وأنه كان يستغلهم .. ويبني مجده الشخصي على حسابهم .. وانه لم يقم بتنمية الريف العلوي .. وكان يرسل أبناء العلويين الى الجيش وليس الى التجارة لحماية سلطته ووضعهم في مواجهة الثور السني الذي يروضه .. رغم ان العلويين يعرفون انهم كانوا محرومين بالفقر المدقع والشديد والاقطاع القاسي قبل الاسد .. وانه لم يكن حتى الماعز الجبلي قادرا على التجول في قراهم النائية البعيدة في ذرى الجبال .. و هم بلا كهرباء ولا ماء ولا وظائف ولاطرقات .. ولاتعليم .. ولكنهم يريدون من حافظ الاسد ان يجعل قراهم في ومضة عين مثل دبي وهو الذي لم يقدر ان يجعل دمشق مثل دبي لأنه كان مسكونا بأن دمشق ليست دبي بل تليق بها مكانة دمشق الاموية القديمة والايوبية القديمة .. ويتحدث عنه العلويون الجدد وكأنه كان يجب ان يكون ساحرا او لصا يجب أن يسرق سورية من أجلهم هم .. ولايسأل العقل العلوي الجديد كيف ستقوم باطلاق صناعة (علوية) بلا بنية تحتية في تلك الجبال العذراء .. ويردد لك مبعوثو اسرائيل العلويون حكاية معمل العصير السخيفة التي حرمت العلويين من ان يقتحموا بورصة نيويورك من خلال معمل عصير!! .. ويحدثونك عن معمل أحذية كان سيوصلهم الى العالمية التجارية .. فيما ان الحلبي والشامي تاجر وصناعي وليس له عقل المزارع الجبلي الذي ينتظر الامطار .. كان العلويون أفقر السوريين على الاطلاق .. وقصص الاقطاع الرهيبة كانت لاتزال يرويها الجيل الذي لم يمت بعد .. وتروي لك قصص اللبنانيين وحتى كتبهم ومذكراتهم كيف ان كل بيت بيروتي في الأربعينات و الخمسينات كانت لديه خادمة علوية وليس اثيوبية او سيريلانكية لأنها الأكثر أمانة وتفانيا والأكثر فقرا وقربا منهم .. ثم يأتيك مبشر علوي يقول لك ان الأسد ليس علويا بل كردي .. ولايتردد في ان يوصلك يوما الى انه جاء من سنغافورة او هو من سلالات اليهود .. اي ان زرع العقل العلوي اليوم يقتضي تدمير أسطورة الزعيم العبقري والفذ حافظ الاسد في بيئته نفسها ..
فيما يقوم مبشرون علويون اليوم بلوم الرئيس بشار الاسد لأنه كان عليه ان لا يقاتل الا دفاعا عن طرطوس واللاذقية وليترك سورية وشأنها تقلع شوكها .. وانه لاداعي لحمل هم فلسطين .. فهي ليست قضيتهم .. واستعاد العلويون الجدد شعار فيصل القاسم (هلكتونا بفلسطين) ..
العقل العلوي كان وحتى آذار 2025 عقلا صلبا وطنيا .. ولايمكن اختراقه .. فقامت اسرائيل بارسال العقل الاموي الجديد وبقرونه الجديدة الذي هو فخر الصناعة الاسرائيلية وفخر عملية زرع المخ .. ارسلته لتحطيم مابقي من العقل العلوي .. بالقوة والدم والحديد والنار .. عبر مذبحة رهيبة مخجلة للبشر في همجيتها وعلانيتها .. وألحقتها بمجزرة ضد الدروز لأن اسرائيل مستعجلة لبناء الأسوار حولها .. اسوار الدم .. وهي من حركت كل هذا الدم عبر عميلها المخلص الجولاني والذي تتبعه الثيران الاموية الجديدة ..
العلويون يتغيرون بشكل جماعي من وطنيين وقوميين الى انفصاليين وانعزاليين بسبب الألم والخيبة الشديدة من سلوك العقل الاموي المحض والامويين الجدد .. وهو مصاب بالصدمة والروع من حالة النكران التي يعيشها المجتمع السني لزمن حافظ الاسد وبشار الاسد اللذين حملا السنة على اكتافهما حتى قال العلويون اليوم انهم يدفعون ثمن ايثار الأسدين للسنة على العلويين .. وتقوم اسرائيل اليوم بزرع المخ العلوي الجديد الذي عليه ان ينسى نهج البلاغة .. ويتبع نهج نتنياهو .. وعليه ان ينسى ان عليا هو من اقتلع باب خيبر .. لأن عليه اليوم أن يقتلع قلب من اقتلع قلبه .. ويجب أن يتصالح علي مع باب خيبر .. وأن يعتذر منه .. وأن يعيده الى مكانه ..
في المعادلة السورية يقف العلويون أمام العلويين الجدد امام تحد عقلي وتاريخي .. العلويون الجدد الذين صنعهم نتنياهو والجولاني يدا بيد .. كما صنعوا الدروز الجدد .. والمسيحيين السوريين الجدد .. والسوريين الجدد الذين نفضوا أيديهم من الصراع العربي الصهيوني وقرروا الخروج منه زرافات ووحدانا .. وكان أول الخارجين منه هم السنة الجدد الذين قدموا تحالفا يشبه جدا تحالف روتشيلد مع الانغلوساكسون .. في تحالف الاردوغانية السنية والاخوان المسلمين مع الانغلوساكسونية عبر الربيع العربي ..
السنة الجدد عبر التنظيم الاخواني وقعوا اتفاقية او معاهدة عدم اعتداء تعتبر شكلا يشبه الوثيقة التي وقعها الانكليز مع اليهود الصهاينة الذين اعتبروا أنفسهم ممثلين ليهود العالم .. وفيها وافق الصهاينة على تنفيذ المشروع الانغلوساكسوني بدم اليهود وارسالهم الى فلسطين .. ليعمل اليهود مثل ثكنة عسكرية للانكليز في الشرق .. فقد وافق الاخوان المسلمون والسنة الجدد على ان يتصرفوا خدما للمشروع الانغلوساكسوني ويكونوا جنودا انكشاريين في جيش نتنياهو لايسألون عن الضحية بل يسألون عن رضا السيد .. أي انهم خدم نتنياهو الذي يخدم المشروع الأنغلوساكسوني .. أي خدم الخادم ..
نعم .. فالاسلاميون السنة يمثلهم تنظيم الاخوان المسلمين أبرموا شيئا شبيها وأخرجوا نصوصا جديدة لعلاقتهم بالغرب واسرائيل فيها شيء واضح من التحالف أو التخادم .. وكان الربيع العربي أول تجلياتها .. ولكن الاسلاميين خرجوا تماما من الصراع مع الغرب وخاصة في شكله الممثل بالصراع مع اسرائيل .. والدليل هو مارأيناه في الربيع العربي الذي كان موجها ضد الاسلام الشيعي الذي أعلن الصراع مع الغرب .. وكان التحالف الاسلامي السني مع اليهودية الصليبية مبررا في نظر فلاسفة التيار الاسلامي لأنهم يريدون الخلافة .. وهم لايمانعون ان تكون الخلافة عقدا بين الغرب والشرق ضمن اطار تفاهم مصالح مشتركة .. فالغرب يريد الصراع مع الشرق الاقصى والصين والخمينية الايرانية السياسية وروسيا .. ولذلك فان الحليف الاهم هو الاسلام السياسي الذي يريد بالمقابل خلافة اسلامية تعمل تحت الجناح الغربي على النموذج التركي ولامانع ان تكون اسرائيل مرجعيته في السياسة الاقليمية .ولامانع لديه ان يرتدي الكاباه ويزور حائط المبكى .. ولم تكن كلمة محمد مرسي لشيمون بيريز (صديقي العظيم) جزافا .. بل تعني بقوة ان التحالف قائم على الصداقة والاذعان المطلق لاسرائيل كزعيم وقائد للمنطقة ..
اسرائيل وخلفها السيد الانغلوساكسوني تتلاعب بالجميع وتخضع الجميع .. وبالامس أخضعت الاسلام السني لمعالجة نفسية أوصلته اليوم الى انه اسلام أموي حقنته بوهم المظلومية .. وصار السني يمشي وهو يحدث نفسه عن البراميل والكيماوي وصيدنايا والتشيع والعلويين .. حتى أصيبت الشخصية السنية بالفصام .. وانشطر العقل السني … فهو مؤمن يريد الاسلام والصلاة والصوم وبر الوالدين ولكن لكي ينصر الاسلام يجب ان يبني الخلافة وان كان نتنياهو هو سيساعده عليها رغم انه عدو الاسلام .. ولذلك وصل به الامر أخيرا الى أحضان نتنياهو .. الذي يكره العرب جميعا .. ويكره المسلمين جميعا .. ويكره النبي محمدا .. ويكره شعوب الشرق كلها ويحتقرها .. ومع هذا فان العقل السني المشطور سافر الى تل أبيب .. وأرسل ممثله كمال اللبواني ووافقه .. ومن القاهرة أرسل رسالة الصداقة العظيمة لمحمد مرسي ..
بعد سقوط العقل السني تماما وتحوله الى ألعوبة جهادية ارهابية متخلفة .. متفجرة وعبوة ناسفة .. بدأ الاسرائيلي المرحلة الثانية وهي تدمير العقل العلوي الذي خاض معه حروبه الماضية كلها في الشمال .. فالعقل العلوي الذي قاد المنطقة هو سبب تعثر السلام .. ووقفت مجموعة من الضباط العلويين ضد مشروع السلام مع اسرائيل لأنها كانت تجد انها مؤتمنة على مشروع الامة وهي جزء من الأمة .. وكان الرئيس الأسد يكرر دوما أنه يجلس على كرسي صلاح الدين .. ومسؤولية القدس وفلسطين هي مايفرضه هذا الكرسي .. ولكن من الناحية العقيدية العلوية فان اسرائيل هي خيبر .. ولايليق بالعقل العلوي ان فاتح خيبر عليا .. يحمي باب خيبر ..
نتنياهو المهووس بالتاريخ يدرك ان عقل علي ونهج علي قالع باب خيبر هو ماكان يدير صراع الشمال .. ولذلك يجب تدمير العقل العلوي بعد ان تم تدمير العقل السني .. والطريقة سهلة وهي في دفعه دفعا الى أحضان اسرائيل .. فطلب من الجولاني والاتراك اطلاق مجزرة الساحل التي كانت مثل ضربة السيف التي وجهها علي الى ساق بن ود العامري .. فقطعها .. فقد قطعت المذبحة اي ود بين العلويين والمكون السني بسبب ماصار فيها من عنف معنوي وعنف في التجاهل للكارثة .. بل كانت صفحات المؤيدين للجولاني تزخر بالشماتة والشتائم .. والكيدية والتشفي المجنون .. وجزء مهم من هذه الصفحات كانت تدار من مكاتب علاقات في الوحدة 8200 ومن قبل المخابرات التركية وقطر وغرف عمليات الاخوان المسلمين لتعطي انطباعا عاما ان السنة جميعا متفقون على كراهية العلويين والحقد عليهم .. وهو نفس الأمر الذي تم في مجازر السويداء ..
الاسرائيليون استغلوا على الفور الصدمة العلوية وخيبة الامل من الدم الذي ووجهوا به رغم انهم سلموا سلاحهم .. وأرسلوا عيونهم وعسسهم الى الاوساط العلوية وقد رصدت كما كبيرا من الاحساس بالمظلومية وهي حقيقية على عكس مظلومية أهل السنة التي كانت صناعية واعلامية وتضخيما للالم .. وكانت النتيجة هي الطريق الى تل أبيب .. واعلان استقالة علي وبراءته من قلعه باب خيبر .. فالضحية اليوم تلجأ الى القاتل الذي له قاتل مأجور أو كلب صيد يقتل له ..
ومن سيلوم هؤلاء اليوم على مافعلوه؟ فالعقل العلوي الجديد أمام خيار صعب ومعضلة مستحيلة الحل .. هي اما ان نطلق عليك الثور السني الجديد بقرونه أو أن تصلح لنا باب خيبر .. وكما امسك القرضاوي يد النبي وأجبرها على مصافحة الناتو .. فان العلويين الجدد سيمسكون يد علي ويطلبون منها أن تعيد باب خيبر الى مكانه ..
اننا نتعامل مع عقول .. كانت يوما عقلا واحدا .. وتمكن سيف نتنياهو وسيف علوم سيكولوجية الشعوب وحروب الجيل الثامن من شطرها .. واطلاق عملية زرع مخ للطوائف جميعا .. بعد أن نجحت عملية زرع مخ سني جديد أنتج الأمويين الجدد والسنة الجدد .. والمحافظين الجدد .. والاكراد الجدد .. والمسيحيين الجدد .. فانها اليوم تطلق مشروع العلويين الجدد .. والدروز الجدد .. والسوريين الجدد .. والعرب الجدد ..
كل الجدد في خدمة اليهودي القديم .. والاستعمار القديم .. وسيده الخفي هناك في عواصم اوروبية نعرفها جميعا .. وهذا الشرق اما ان يعيش او ان يموت .. انها ربما تكون نهاية التاريخ القديم في الشرق .. أو بداية التاريخ .. ومن يحرر العقل … يقرر كيف تكتب نهاية التاريخ .. اهي نهاية تراجيدية للشرق كله ونهاية المرحلة و النبوة العربية واستسلام النبي .. واستسلام علي على أسوار خيبر .. ام هي بعث جديد .. وفينيق لايموت ..
ل1لك هذه مقالة ستجد سلفا من يطعنها ومن ياكلها ومن يمزقها
المظلومية السنية الوهمية تم تعويمها على المظلومية الحقيقية العلويين. نعم استثمر الكيان في ذلك.
سيدي الكاتب:
من أخطر وأقسى ما كتبت!! ما هذه القسوة؟
الإنطباع الأول كان إستغرابي الشديد من صياغة عنوان المقالة، تلاها تأييداً لما وصفتَ وقاربت، لكنني أشعر الآن بعد إتمام القرا ءة ولمرة واحدة سريعة بمزيجٍ من الغضب والحنق وخيبة الأمل ورفض مع رغبةً كبيرةً بعدم التسليم بما إستنتجتَ وبما ستؤولُ له الأمور ربما في نسيج وجغرافيا الداخل السوري!!
اعذرني
سوريا الله حاميها
بس
شي بيحط العقل بالكّف!