فوز زهران ممداني .. يسقط نهائيا فهم السوريين عن الديمقراطية والاكثرية الدينية السنية .. ولو ترشح في دمشق لأسقطته فزعات الأكثرية

لاتجد في اي تعريف في العالم لفكرة الاكثرية الدينية التي يحق لها ان تحكم الا في بلادنا .. فالأكثريات الدينية لاتحسب في تصنيفات من يجب ان تحكم لانها عدديا متفوقة .. بل في الدول الناجحة الاكثريات تحسب بحسب المقاعد البرلمانية وحسب تمدد ونسب الاحزاب السياسية .. الا في بلادنا فتخرج مقولة الامثرية السنية .. وصارت بلادنا لنا الى يوم القيامة ..


حز ب البعث حاول ان يصهر الجميع في بوتقة جديدة .. ولكن الفيروس الديني جعل لحوم الطوائف لاتلتحم .. وبعد خمسين سنة من الخلط توقف الخلاط البعثي عام 2024 .. وخرجت من العجانة نفس الطوائف التي طحنها وخلطها وعجنها بماء الوطنية وكانه لم يفعل شيئا .. لأن خميرة الوطنية لم تقعر خميرة ابن تيمية .. بل وتصلبت شرائح واسعة من الطائفة السنية وتغلفت بوهابية مريضة متزمتة .. وصارت تريد ان تفرم الطوائف الاخرى لأنها لم تعدد تحتمل آلام الخلط وهي هي الاكثر عددا .. ويحق لها كل شيء ..


ولم ينفع ان دستور البعث قد ألغى مفعول مادة أن (رئيس الدولة هو الاسلام) بمعادلة (الحزب حاكم للدولة والمجتمع) لان الحزب الحاكم قد يكون أمينه العام درزيا او مسيحيا او سنيا او علويا .. فلا يهم ان يكون الرئيس مسلما أم لا بعد ذلك .. فالحزب هو الذي يقدم القادة والقيادات التي لاتنتمي للطوائف بل للحزب القائد ..


المرض الطائفي مستفحل جدا في مجتمعنا للأسف .. ولكن الجموع السنية تأثرت جدا بالمرض الطائفي أكثر من غيرها .. ولم تتمكن من معالجة نفسها .. بل ودخلت في معادلة معيبة فالمزيد من العزلة الطائفية تزيد الطائفية .. ومزيد من الطائفية سيزيد العزلة الطائفية ..
في فوز زهران ممداني ادانة لكل منطق الاسلاميين والطوائف .. رغم ان الاسلاميين يرون فيه نصرا من الله لأنه وصول مسلم من الاقليات المسلمة والملونة وسط بحر يهودي ومسيحي وبحر من السكان البيض .. لكن لو رشح زهران ممداني نفسه في دمشق لوجدت النفور والفزعات لقتله لانه يعتدي على حق الاكثرية السنية في الحكم بحكم انتمائه الى مجموعة ليست سنية بل يقال انها اثني عشرية ..

لذلك ظل النصر الاسلامي ناقصا في نيويورك في نظر الاسلاميين والمرضى بالمرض الطائفي .. ولم يتعلم أحد من السوريين ان الاكثرية الدينية لايحق لها ان تحكم لأنها أكثر .. بل هي قادرة بحكم كثرتها فقط على ان تقدم برنامجا مدنيا تنتخب لأجله .. وليس لأنها تدرس الطبري وابن تيمية ..

نحن لانزال بعيدين جدا جدا عن فهم الديمقراطية والنزعة الانسانية في التطور .. وسأقولها دوما .. لن مرضنا هو في الدين .. الذي يجب أن نتخلص من سطوته على حياتنا .. وأن نعيد الله الى السماء لاأن ينزل الى الارض لترغمه على ان يلعب معنا لعبة الحياة السياسية والديمقراطية .. ولعبة الحكم والسلطة ..

طبعا هذا الكلام لن يفهمه أحد .. ولن تقدر أزاميل المنطق على ان تفتح ثغرة في هذا الجبل الطائفي العفن .. وفي هذه القمامة التي تحكم عقول الناس .. التي لايهمها من هذا العالم الذي وصل الى الذكاء الصناعي الا ان يكون لها رئيس سني .. ولو باع كل شيء .. كل شيء ..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق