سيد نارام…إلى مقالك عن الفتاة والكتابة على قميصها … بقلم : كميت السعدي 

حتى لحظة كتابة هذه الكلمات مازلت ضد صورة الفتاة السورية التي عبرت فيها عن معارضتها لثورة الأقليات التركمانية، و السلفية عبر الكتابة على قميصها ، ولكنك كنت جريئا وحاذقا في استخراج الدواء من الداء . لقد قرأت التعليقات التي رافقت مقالك الملتهب بأنفاس الفرسان فقد استنفرت أنفس المتحذلقين حتى صدقوا أنفسهم أنهم أهل ثورة لا أهل طغيان فمهما أظهر البعض من هؤلاء البراءة والحس المرهف لابد من اخفاقهم أمام الحقيقية المقدسة .فطالما كانت الحقيقة العظيمة مولود العقل لا الحقد ، فأي ثورة تلك التي تعلن انتصارها الإلهي ، والاسرائيلي أيضا يعلن انتصاره الإلهي ؟! هل ينتصر إبليس ،و الحق معا في معركة واحدة ؟! هل انتصر أبا جهل والرسول المصطفى الأمين في معركة واحدة؟! هل انتصر فرعون، وموسى ويسوع ،وقيصر في مواجهة واحدة حاشى، وكلا ،وجل الله على أن يجعل نصرة الحق والباطل معا إلا أن هذا مايريد أن يقوله لنا ثوار النصر العجيب.. أنني هنا لن أشكك بأخلاق هؤلاء بل، والشك كله في قدراتهم العقلية أيضا، فكيف يرفع الكافر نخب انتصاره مع سيف المجاهد إنها لمن أسوأ حالات الانحطاط الأممي ، والفساد الأخلاقي، والعجيب أن البعض راح يحاضر بالعفاف، والأخلاق، والوطنية أمام هذه الصورة التي رافقت مقالك ،وينسف ويخسف كل ما سمعه، ومازال يسمعه العالم العربي من سب ،وشتم وسخرية من مقدسات الآخرين، وذبح يومي حتى خرج أشخاص من مصر وغيرها يتحدثون عن صدمتهم من المستوى الأخلاقي، والفكري المتدني للسوري والحقيقة يا أهلنا في جميع بلدان العالم أن من يسيء لكم ولسوريا هم التركمان والسلفية هؤلاء لا ينتمون إلى سوريا بل عشقهم الأول والأخير لمولاهم أردوغان .. نعود إلى قضية صورة الفتاة ..هنا سوف أقول التالي:

 عندما كنت أرى هذه الصورة كنت أهاجمها في السر، والعلن كلما ظهرت أمامي مصادفة، لأنني على يقين أن كل كلمة، وفعل، وصورة يشكلون معا وجه الحقيقة، ولكن، وللأسف الشديد هذه الصورة باتت اليوم تمثل أيقونة الضفة الأخرى فسوريا اليوم في مؤخرة الأمم بسبب ثورة قادت البلاد إلى هذا السقوط المدوي ،ومن جعلها على هذا الحال ليست الفتاة بل هم ،ومن غيرهم ، صورة الفتاة اكتملت تلقائيا مع (نعل) أم أحمد المرأة التي تتجاوز ال٦٠ عام من العمر ،وهي بمقام جدة ،والتي صفعت سيدة سورية ،وأشهرت في وجهها نعلها .أم أحمد هذه أصبحت أيقونة، وبطلة أممية سيدة بعمر جدة من جداتنا شاهدوا في فعلها مثالا يحتذى به فهل يحق لمن صفق لفعل الجدة أم أحمد أن يحدثنا عن الأخلاق ..الأخلاق لاتتجزأ ..هذه الصورة اكتملت مع شاب يبيع الفطائر في مدينة حلب ،وهو ينادي لحم علوي للبيييع ..لحم علوي، والجميع شاهد الفيديو وختم بأضحكني ، وكم من أضحكني وضعت على شهداء الزيتون والغار والعنب ..أين غابت محاضرات أخلاقكم هنا؟! ……نعم لقد اكتملت الصورة مع فتاة شمطاء الفكر، والشكل تسب شرطي في لهجته في قلب دمشق ..اكتملت مع شتم طائفة في ساحات المدن السورية بذكر العورة ضد أعراض الطائفة العلوية على مسامع النساء والأطفال في الشوارع ،والساحات ، وعلى شاشات التواصل ليشاهدها عشرات الملايين من العرب، وهنا احتقرنا العالم كله قبل أن نحتقر بعضنا ، واكتملت الصورة الغريبة مع فنانة البذاءة المدعوة ايلا ،ومن لايعرف سيدة البذاءة ايلا التي بصقت على مكون سوري أصيل، وهاجمت هي، وجمهورها شيف سوري شهير يدعى عمر لمجرد رأي قاله عمر، واتهمته بعرضه، وأرسلت له إشارة مقززة بأصبع اليد مع ألفاظ مرعبة، والمرعب أكثر هو التصفيق لهذا الانحدار الأخلاقي، والعقلي من قبل جمهور لايمكنه التحدث بغير لغة الدم، وهو جمهور ايلا وأشباهها الكثر..لذلك باتت صورة الفتاة القطعة الأم من لعبة تركيب الصور البازل لجمهور لم تخرج منه كلمة واحدة من منطقة العقل على الرغم من معارضتي لصورة الشابة إلا أنها وصفت ماعجزت عنه الأقلام فكل قبيح يجب أن يوصف بالقبح لأن الأقلام العظيمة لايمكن أن تكتب بلغة الانفعال اللحمي الدموي، بل بلغة الروحانية والعقل ..

هذه الصورة لايمكن انتشالها من اكتمال المشهد الذي يعج بالشذوذ الطائفي، والأخلاقي . يقول لنا جمهور السخرية، والشتم أن صورة هذه الفتاة تمثل أخلاقنا. لا أيها الشركاء، بل هي تمثل أخلاقكم. أما شبعتم كذب ألم تمل قلوبكم من قلب الحقيقة. ألم تستوقفكم الأخلاق في أكثر من مرة مع تجارة الإعلام في أعراض النساء إذ قلتم أن ماحدث مع حكاية الأظافر المقتلعة في درعا هو أن مسؤولا سابقا تحدث عن نساء درعا وهدد النساء بكل فعل سوء وغير أخلاقي ،وتبين أن كل ما أشيع هو عبارة عن أباطيل أحرقت سوريا فيما بعد .. لقد كشفت عجائب ألاعيبكم بإعتراف طفل من أطفال هذه الأكذوبة القذرة، وقلتم أن النساء تعرضن للإغتصاب في سجون الدولة السورية السابقة، وخرجت السيدة مجد شربتجي بالصوت، والصورة تنفي هذه الخسة ،و التجارة القذرة بحق النساء السوريات..فمن هانت عليه التجارة الإعلامية بشرفه لايحق له أن يحدثنا عن الأخلاق..المخيف هو درجة تصديقهم لكل مايروج له اعلامهم من دون وعي..حتى نحن كنا نهاجم سابقا الإعلام الوطني، ونهاجم تصريحات تتحدث عن الأوضاع ، وغيرها وننتقد بشدة كل فاسد ،ولكن أن يشن هجوما كاسحا على شخص فقط لأنه عبر عن رأيه فهنا تنتهي أكذوبة الحرية .ولم يكتف هؤلاء بالهجوم على الشيف عمر بل ووصل الهجوم إلى زوجته وشرفه هو شخصيا حتى وصفوه بما لايمكنني قوله هنا ..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق