دعوا الرماح لأهلها وتعطّروا .. حملة تسويق عالمية فرط صوتية لغسيل الجولاني وتبييضه بالمصباح السحري

لاأظن ان شخصا على هذا الكوكب لايذكر كلمة صانع الجواسيس عزمي بشارة في الجزيرة وهو يتمنى أن يكون قد بيض صفحة الجزيرة .. ويتحشرج صوته وهو يطلب عدم ذكر الاردن (الاردن بلاه.. الاردن بلاه) .. أظن ان سكان الاسكيمو صاروا يضحكون من ذلك المشهد حتى عجول البحر ضحكت من ذلك المشهد ..

اليوم هناك شخص لم يوجد في التاريخ كله مثل الجولاني من تعرض لهذا النوع من الغسيل والتلميع والتشميع والتسويق والتوزيع .. بسرعة فاقت أي سرعة .. ونستطيع ان نقول ان عملية التلميع والتسويق والتوزيع كانت فرط صوتية .. وهذا غير مألوف في عالم السياسة ولا في عالم التجارة .. فمن رجل كان كما يقولون ملاحقا في الكهوف وعلى رأسه جائزة 10 مليون دولار الى شخص يتعطر مع دونالد ترامب خلال أشهر .. ومن شخص تفتح له بوابات المداجن الى شخص في اقل من 10 اشهر تفتح القصور الرئاسية والبيوت البيضاء ..

ولطالما حيرت هذه الظاهرة الناس وبدت للكثيرين فيلما هوليووديا من أفلام العبث والسخرية ولكنها لم تعد تحير من يعرف كيف يفكر العقل الاستخباراتي .. فالأميريكون يريدون بسرعة تنظيف الرجل وتعويمه بسرعة وتقديمه للراي العام لأن الراي العالم العالمي لايقدر ان يفهم كيف ان هذا الرجل المطلوب لجرائمه صار مطلوبا كنجم هوليوودي .. لان مايحدث معه يشبه افلام السينما .. وكأنه علاء الدين ووجد المصباح السحري الذي يخرج منه الجني توم باراك ويأخذه الى اي مكان .. ويبني له قصرا في ومضة عين .. ويضعه في البيت الابيض في لمح البصر ..

وهناك نشطاء وناشطات جميلات متبرجات سافرات وأصحاب مواقع ومنصات تم توزيع مبالغ كبيرة عليهم وعليهن لاظهار ان الداعم الكبير لهذا الرجل – القادم من الكهوف والعصور الحجرية والذي تنسب له الجرائم وعمليات الذبح والانتحاريين – انما تشجعه الجميلات والحسناوات والمتبرجات والسافرات الغربيات العصريات .. وكل شيء يفعله الامير الجولاني يتم الحديث عنه على طريقة (تأثير الوااااو WOW فاذا ابتسم .. واااو .. واذا التفت .. وااااو .. واذا شرب الماء واااااو .. واذا نظر الى حذائه .. واااااو .. وهذه طريقة تقليدية معروفة في تسويق السياسيين الذين يراد تعويمهم .. حتى بلادتهم تصير فلسفة وحكمة .. وتعني ان كل من ينشر فيديو الوااااو .. يقبض ثمنه لأنه بزنس وليس عقيدة .. فـ (البزنيس از بزنيس)

لكن العارفين ببواطن الأمور يعرفون ان هذا ليس الا مسرحية .. والاستعجال يراد منه شيئان رئيسيان .. الأول احباط السوريين وخاصة كل من يعارض وصول هذا الارعن الى السلطة .. والمبالغة في الترحيب به وتصويره على انه صار من حكام العالم هو للايحاء انه مرضي عنه وأنه يتم تثبيته في الحكم .. ورسالة الى الشرق الاوسط مفادها ان اميريكا غاضبة من الشيعة والعلويين واليمنيين اليزيديين لكنها راضية عن السنة .. لأن السنة قبلوا باسرائيل وقبلوا بنسيان القدس .. وتخلوا عن المسجد الاقصى والقرآن .. وهاهي تكافئهم وتعاقب السنة .. ورسالة أخرى للحكام العرب انهم ان لم يطيعوا أميركا فانها ستجعل من اي مجرم وضيع لديهم حاكما عليهم .. ولن يرف لها جفن ..

المهم ان الرجل يتم تصويره على انه صديق و(خوش بوش) مع ترامب وخاصة في مشهد العطر الشهير الذي يرش فيه ترامب العطر على الجولاني مثل اب عطوف يعتني بأطفاله .. ولاشك أن الدببة القطبية كانت تضحك وانضمت اليها في حفلة الضحك عجول البحر .. وطيور البطريق .. وفقمات القطب الجنوبي .. والغريب ان رجلا جاء من أجل حكم الله وعاب على الناس تشببهها بالغرب .. واقترابها من الغرب .. فاذا به يفعل كل ماكان هو نفسه يصفه بالموبقات .. وبقي شيء واحد هو ان يحتفل مع المثليين قريبا ..

المهم انه اذا كان هناك من يظن انه أحبطنا بهذه الصور فعليه ان يعلم ان الصور لاتصنع الا الصور .. وان تقلبات الدنيا سريعة .. وان السياسة فيها مفاجآت قاسية .. ويستحيل ان يبقى الحال على ماهو عليه .. فمن سره زمن ساءته أزمان .. وأنا أريد من كل الراقصين المبتهجين ان يزيدوا الاحتفالات .. الى أقصى طاقة .. لأنني أريد ان أتأمل في وجوههم قريبا .. عندما تنقلب الدنيا .. على الدنيا .. عندما ستضحك الدببة القطبية وعجول البحر .. من خيبة أمل الواهمين ..

وأخيرا .. لأن الرجل صار يتشبه بالنساء .. فهو يلبس الحرير والساعات والمجوهرات وربطات العنق ويتعطر .. فانه لايليق بنا أن نخاطبه كرجل .. بل كامرأة .. ونخاطبها كما خاطب أبو محجن الثقفي احى النساء اللواتي اعترض

إنَّ الكرامَ على الجيادِ مبيتُهم …….. فدعي الرِّماحَ لأهلها وتعطَّري

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق