حاجز الخوف سقط .. المارد يتحرك

ماحصل اليوم مهما قيل فيه فانه أظهر شيئا مهما جدا .. وهو ان حاجر الخوف قد سقط .. وأن الناس تراكمت لديها القوة والشجاعة ووصلت الى مرحلة القدرة على التضحية والفدائية وهي تعلم انها تواجه القاعدة بصدورها العارية .. ولذلك فان هذا الخروج كان انعكاسا لشجاعة كبيرة وغضب كبير ولامبالاة بالحفاظ على حياة ملؤها الذل والخوف والاحتقار والاهانات .. والسبب في السقوط الواضح لحاجز الخوف هو ان عصابات الجولاني دفعت الناس دفعا للخروج من قمقم الخوف .. فاستوت الحياة مع الموت بالنسبة لهؤلاء الناس .. فكيف يتوقع الجولاني واتباعه ان يسكت الناس عن قتلهم وخطفهم وافقارهم وطردهم من الوظائف واذلالهم واهانتهم واهانة معتقداتهم؟ وكيف للناس ان يسكتوا عن هذا الفجور وهذه العنصرية ومنطق قريش وغطفان .. لاشك ان الجولاني وجماعته لايعيشون في هذا العالم ويظنون ان العالم لايزال يعيش في صحرائهم .. واذا كان العالم قد غض بصره عن دمويتهم في الساحل والجنوب .. فلأنه أراد توريطكم في الدم لابتزازكم .. وعليكم ان تعرفوا ان العالم لن يسكت اذا مارأى العلويين والدروز والاكراد هبوا هبة واحدة في وجوهكم وسيبحث الغرب على الفور عن بديل لكم لأن الغرب لايحب القوى المهددة وغير المستقرة .. وسيقوم بتقديم عروضه لهذه الاقليات لمقايضتها والتجارة معها بالاتفاقيات والعقود .. وسيعرض عليها ببساطة ان يتخلى عنكم أو ان يضع الأصفاد في أيديكم فينزع منكم المخالب والانياب .. فهذه الاقليات سيرى الغرب فيها كنزا ثمينا اذا مانهضت .. وبالنسبة للغرب فانه ليس معجبا بالاسلاميين بل معجب بمن يجد انه سيضبط ايقاع الاسلاميين وقد يقرر ان يخلق قوة توازن لمنع قيام قطب واحد في البلاد ليسهل له التحكم بجميع الاقطاب .. وسيمدهم بما يريدون اذا ماأدرك ان هذه الاقليات لديها القوة والعقيدة والاندفاع والقدرة على دفع الثمن الذي يدفعه الجولاني للغرب.

لم تعد الاقليات المضطهدة ترى انها مضطرة للقبول بمنطق العنصرية السنية .. واذا ماقررت لفظكم فانها ستحصل على ماتريد اذا ماسارت في ذلك الاتجاه مهما كلفها الثمن .. وكثرة الدم ستقربهم من هدفهم على عكس ماتعتقدون .. ولدى هذه الاقليات مايسيل له لعاب الغرب والدول الكبرى .. فاذا كان الجولاني يبيع جبل الشيخ والجولان فان الغرب صار يعرف ان الجولاني بطة عرجاء وهو بلا سلاح وبلا جيش نظامي وبلا أجزاء وقوة جوية .. وهو بلا كتل سكانية ضخمة وازنة مثل العلويين والدروز والاكراد .. وقد اخرج الجولاني كل الاقليات من الصراع مع الغرب ولم يعد يخيف أحدا لانه صار مجردا من أهم القوى التي يمكن ان تجعله قويا .. فلا العلويون صاروا يحسون انهم جزء من الصراع مع الغرب ولا الدروز ولا الأكراد وذلك بسبب عنصرية الجولاني وجماعته ومجازره بحقهم ..

أوهام مناصري الجولاني واحساسهم ان الابتسامات الغربية والتكشيرات وبيع البلاد للغرب سيعني انهم سيسمح لهم ان تطلق أيديهم فيما يفعلون دون عقاب ويظنون ان مذبحة أذار في الساحل ومذبحة السويداء هي اختبار لذلك .. انه وهم عظيم واطمئنان مزيف لأن هناك أمثلة في التاريخ .. فالقذافي صافح الغرب بعد صراعه الطويل معه .. وأعطاه المفاعلات النووية .. بل وعين توني بلير مستشارا شخصيا له وصار داعم ساركوزي في الانتخابات .. وبلير الذي جالس القذافي كمستشار هو نفس بلير الذي جلس مع الشيباني وقبض ثمن الجلسة كما قبض من القذافي ثمن استشاراته والتي انتهت انه تنصل منها كلها وتركه يواجه مصيره .. كما سيترك الجولاني والشيباني ليواجها مصيرهما عندما تدق الساعة ..

الغرب أيها الأغبياء لن يسمح لكم بالسيطرة على الاقليات .. لأنه يرى في الاقليات الأن كنزا ثمينا قدمه له أهل السنة على طبق من ذهب .. فامعان متطرفي الجولاني في التشفي والانتقام والتضييق والقتل والمجازر والاستهتار بارواح المضطهدين وشرفهم وأعراضهم ودمائهم واطلاق المجانين في فزعات الجبناء دفع كل المضطهدين الى الخروج من الوطن نفسيا .. وسيجدون اي ملاذ واي حضن وطنا .. فلا يمكن ان يكون الوطن لمن يحكم بهذا العسف والظلم .. والغريب انكم أنتم من قال ان الظلم الذي عانيتموه جعلكم تطلبون الحماية من العالم .. ولكنكم اليوم تمارسون الظلم وتظنون ان مافعلتموه لن يفعله غيركم وقد بدأتم هذه السلسة من الاستقواء بالغرب ..

من أجل جنون السلطة والحكم (السني) أهديتم لاسرائيل جزءا من أرضكم .. وأعطيتم لتركيا جزءا من أرضكم .. وأعطيتم الغرب جزءا من شعبكم الأن تسمونه بالفلول والاقليات .. والذي صار لاينتمي لكم وسينتمي لمن يحميه .. شعبكم الذي صار يراكم اعداء .. والغرب نفسه الذي يعطركم في البيت الابيض يبتزكم ولن يسمح لكم باقامة دولة قوية تسيطر على كل هذه الموارد والديموغرافيا والطرقات والأقليات .. وهناك جدل واسع الان بين تولسي غابارد مديرة السي آي ايه ووزارة الخارجية الاميريكة لأن غابارد تتقدم بورقة سحب الدعم عن الحكم الجديد في سورية ..

الشيخ غزال غزال لو لم يظهر اليوم لظهر غيره .. فالناس لم تعد متعلقة بأشخاص بل بمشروع البقاء والكرامة ونداء الحياة .. وأنتم حولتم الوطن الى طائفة غالبة .. وقريش التي يحكمها أبو سفيان وهند .. وحولتم الوطنية الى تاريخ مشطوب او مزور .. فمن سيبقى معكم وهو يعلم انكم تنبشون القبور وتشطبون التاريخ وتغيرون سيرة الوطن وسيرة الابطال؟ وهو يعلم ان قبوركم ستنبش .. وان ذكركم سيمحى ..

ان هناك من أعطاكم وهما انكم باقون للأبد .. وخالدون مخلدين .. وهذا انعكس في هذه الرعونة والجنون والغرور والتجبر والتكبر والصلف والغي والبغي .. ولكن حنانيكم .. ان لناظره قريب ..

أيها الغاضبون المضطهدون .. تابعوا .. فالمسيرة بدأت لاسقاط هذا الزمن الرديء .. ولن يسقطه الا أنتم .. أخرجوا المارد الذي فيكم .. اذا خرج المارد فالدنيا كلها ستتغير ..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق