الجولان ..هضبة الاسد أم بكارة الثورة .. الجولاني سمع صوت فض بكارته .. ولم ينطق .. دم الجولان على مئذنة الجامع الاموي

مهما فعل الثوار فقد أصابتهم الفضيحة .. وفقدوا بكارتهم .. بكارتهم كانت الجولان التي كانت الشرف الذي ادعوه وقاتلوا من أجله .. ولاتزال هضبة الجولان تتذكر شعاراتهم الصاخبة .. لكن الهضبة بقيت صامتة صمت الام وهي عرى ضلال ابنائها ولم تنطق بكلمة واحدة وهي تسمع العبارة التي طالما رددها كل المتطفلين على السياسة وكل الاغبياء وكل الخونة وكل الاسلاميين .. الأسد الذي باع الجولان .. الهضبة كانت تعلم أنهم يشتمون اباها وابنها .. والرجل الذي لم يبع مترا واحدا منها .. واستحق ان يكون الجولان منذ اليوم اسمه هضبة الأسد .. او مرتفعات الأسود..

القصة الخرافية التي عاشت مثل الطفيليات وأكلت من موائد الثوار .. أكلت من عقول السوريين خمسين عاما منذ أن وقع السادات قرار بيع مصر وفلسطين لاميريكا في صفقة كامب ديفيد وطلب من الرئيس حافظ الاسد ان ينضم للصفقة معه فخذله الاسد .. فطلع اعلامه علينا بقصة بيع الجولان الملفقة ولم توجد.قبل٧ا اي إشارة لهذه القضية .. كي يظهر انه هو من لم يبع مصر وفلسطين .. ثم ان الرئيس صدام حسين الذي كان قبل ذلك قد باع شط العرب للشاه وتخلى عن عربستان لايران انقلب على نفسه وطلب من حافظ الاسد ان يشاركه فرفض .. فاستعان صدام حسين بحكاية السادات عن بيع الجولان للتشنيع على الأسد وينسى الناس بيع شط العرب .. ثم جاء الملك حسين الذي باع جده فلسطين لليهود .. وهو بنفسه باع الضفة الغربية وصار جاسوسا للاسرائيليين ثم باع وادي عربة .. فوجدها فرصة طيبة كي يغطي دكان البيع الهاشمي بقصة بيع الجولان .. وطبعا كان الاخوان المسلمون جاهزين لالتقاط الحكاية فهؤلاء معروفون تاريخيا انهم جرذان المجتمعات التي تأكل كل القاذورات طالما انها تبقيها على قيد الحياة ..

عجز كل الثوار ان يأتوا بورقة واحدة .. بسطر واحد او بكلمة واحدة من مذكرات سفير او جنرال او ضابط او ديبلوماسي او زعيم اوروبي او امريكي .. كل رؤساء اميريكا وكل ضباط اسرائيل وكل شهود القرن الماضي لم يذكروا بسطر واحد اي شيء عن خرافة بيع الجولان التي رواها عرب يكرهون حافظ الاسد فقط .. فكيف تقبل شهادة أعداء بكل مافيها من تحيز وكيدية ؟.. وكلهم عرب وماأدراك ماالعرب .. ولم يسأل اي واحد سبب هذه الخصوصية في انها شهادات خصوم .. فلماذا لاتوجد الا شهادات خصوم الرجل .. وكلهم عرب .. فيما غابت القصة عن اي وثيقة في اي مكان في العالم .. والعالم كان مثل سوق عكاظ قديما .. ينشر فيه كل سر وكل تسريب وكل كلمة .. واليوم في عصر التقنيات لم تعد هناك أسرار .. منذ ويكيليكس – التي كشفت أسرار البيت الابيض الاميريكي – ولكن لم تظهر اي وثيقة سرية في البيت الابيض او اسرائيل تشير الى اي اتفاق او بيع .. ومع هذا بقيت قصة البيع حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة .. حيث العفاريت والجن والمومسات والجواري .. وأضيفت لها قصة بيع الجولان .. سهرات ونرد وأراكيل .. ودخان العبث .. عن بيع الجولان .. ولكن الذي كان في الحقيقة هو أن الامة باعت عقولها وباعت ضمائرها وباعت شرفها وباعت الفطرة التي بني عليها العقل .. وباعت أعظم قادتها للشائعات ..

اليوم يقف العقل العربي حائرا .. يحاول ان يحس بالحرج .. ولكنه بلا خجل لايعتذر وهو يرى ان الجولاني هو الذي باع الجولان .. وسمع الجولاني بأذنيه الكبيرتين ترامب وهو يقول انه أعطى الجولان لنتنياهو .. الاذنان الكبيرتان اللتان تريدان الجهاد وأن نطيعه ماأطاع الله .. لم تسمعا ماقال ترامب .. ولم تر عيناه الخرائط التي تنبثق عن وزارته ومنشوراته وقد بترت الجولان .. وبترت لواء اسكندرون .. وشرق الجزيرة معلق بخيط كالمشيمة بما بقي من سورية .. يشبه ساق عمرو بن ود العامري التي بقيت معلقة بجلدها بعد ضربة علي .. والذي قطعها وضرب بها جبين علي ..

من يجرؤ اليوم على ان يقول أن الجولان باعها الأسد ؟ اليوم كل الاسرار بين ايديكم .. هاتوها .. أشفوا صدور قوم مؤمنين .. أما آن لهذه الالف ليلة وليلة ان يدركها الصباح وتقول لنا ماذا نهاية قصة البيع .. ام سكتت شهرزاد عن الكلام المباح؟؟

الثوار حائرون .. محرجون .. يبحثون عن حل لهذه المعضلة .. الكذبة التي عمرت طويلا تموت بسرعة .. وترفض حتى متاحف المومياء شراءها فالمتاحف لاتشتري الا القطع الحقيقية أما التزييف والتخريف فهو للمقاهي .. وحكاية الزير أبو الجولان المهلهل ظهرت وتبين أن المهلهل ليس مهلهلا .. بل زيرا لليهود .. وتمخض جبل بني أمية فولد فئرانا ..

في زمن الجولاني ابتلع نتنياهو الجولان بعد ان وقف في حلقه ستين سنة في زمن الاسد .. وفي زمن الجولاني .. خرجت رايات الحسين حفيد النبي من دمشق .. ودخلت رايات الحاخامات وخيبر التي تملأ سماء سورية الاموية .. سقطت راية الحسين وارتفعت راية هبل وراية بني قريظة .. لن يسمع الناس اللطميات على الحسين ولكنهم سيسمعون أبواق الشوفار من فوق جبل الشيخ وسيشعلون شموع الحانوكا في مساجد دمشق منذ اليوم ..

حسنا فعل الناس أنهم هرولوا وتسابقوا الى ازالة اسم حافظ الاسد عن مئذنة الاموي .. وكم روحه طيبة انها أوحت لكم ان تفصلوها عن مئذنة الاموي .. فروحه لن ترتاح لأن هذا الرجل لايليق به ان يبقى اسمه على مئذنة تلطخت اليوم بدم بكارة الجولان .. كما تلطخت أستار الكعبة في الجامع الاموي بدم الجولان .. وحقيق بالمئذنة ان تغتسل من دم جولانها الذي سمع الشرق كله ليلة زفاف نتنياهو عليه وباركه القديس ترامب مأذون الخونة والباعة الجوالين ..

يجلس الآن الرئيس حافظ الأسد في عليائه وهو ينظر نظرته الشهيرة القاسية .. والتي فيها يختلط العنفوان بالثقة .. ويرى هؤلاء الصغار الذين يتعطرون في البيت الابيض ويبيعون كل شيء .. وربما رأينا في تلك الصورة مافعله دافنشي في صورة الموناليزا من سر غريب .. وابتسامة غامضة وكأنها تقول .. صبرا صبرا ..

منذ اليوم غاب اسم مرتفعات الجولان السوري .. وسيكون اسمها بكل جدارة .. هضبة الاسد .. أو مرتفعات الأسد

فمن لايبيع يملك .. ومن يملك يورث .. ونحن الورثة ..

وأما من باع فانه يباع .. ومن باع أرضه باع عرضه .. من لاعرض له .. تعيش روحه في جسد خنزير بري ..

الجولان هضبة الأسد .. وفلسطين جولاننا .. وجولاننا لواؤنا .. ولواؤنا هو سورية كلها ..

هذا زمن رديء سينتهي .. وعاصفة ستنهدم .. واعصار لن يوقف الابحار مهما تحطن سفن .. فلو كانت السفن تخشى الاعاصير لتوقفت عن الابحار ..

سفنننا وأشرعتنا ستبقى .. المهم ألا نقرر ان الاعاصير أقوى من ارادات السفن وعناد الاشرعة ..

سورية ستتحرر وأهلها سيصححون التاريخ .. لأنهم أول التاريخ ونهايته .. ومئذنة الاموي سنستردها .. وسنغسلها من عار الجولاني .. ولو تعلق بأستار الكعبة .. وسنسقط زمن الجاسوس اليهودي الأكبر .. الجولاني

====================================

دم الجولان على مئذنة الأموي

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق