ضربة معلم ياسوري.. رسالة من روح درويش الى المعارضة

كم أحس بالشفقة الآن على معسكر المعارضة وقادته ..وأكثر من يستحق الشفقة هم مجموعة المنظرين والمتحذلقين وفلاسفة الحرية من امثال عزمي بشارة وعبد الباري عطوان وداود أوغلو واردوغان ولاشك انني شامت بهم رغم انني أقدر مشاعر المهزومين وخاصة اولئك الذين كانوا يتحفوننا بآرائهم من خلف الشاشات وعناوين الصحف..ولاأدري الا أن مشاعر الكثيرين الآن هي في قاع اليأس من مثل الشقفة والبدلة والعرعور والطرطور ورزان زيتونة وجبنة ولبنة وأستطيع أن ارصد اهتزازات زلزالية لدى هيثم المناع والمالح والحامض والحلو وغليون وأركيلة…

أستطيع أن أؤكد لكم أن عزمي بشارة وحمد بن خليفة ووضاح خنفر وعبد الباري عطوان وكتابه الصغار (وماأكثرهم وماأصغرهم) كانوا يتابعون المظاهرات السورية المؤيدة للرئيس الأسد بفم مفتوح ووجه مصفر ممتقع وشفاه مهتزة وأصابع تقبض على بعضها بتوتر ..انها مفاجأة بعد ثلاثة أشهر من تحطيم معنوي متواصل وتعمد لاسم الرئيس الأسد لاسقاط سمعته وهيبته كزعيم للشرق الأوسط بلا منازع لايزال الأسد على قمة هذا الشرق الأوسط رغم حقن الوعي السوري بملايين الأكاذيب بطريقة لم تسبق في التاريخ حتى أكاذيب الصهيونية عن ملكية فلسطين وتهويل الهولوكوست لم تصل في أكاذيبها الى مستوى أكاذيب فريق المعارضة السورية وأكاذيب صحيفة أورشليم وعزمي بشارة ووضاح خنفر الذي صار على جزيرته (بعد استقالة الأبطال منها) وحيدا مثل روبنسون كروزو .. مع الاعتذار من روبنسون كروزو الذي كان أكثر استقامة ونزاهة وشرفا… وواقعية..
بعد كل هذا الجهد الهائل والتكنولوجيا الرهيبة وتقنيات هوليوود وحرب النجوم والأقمار الصناعية والمال الوفير والسلاح الفتاك لايزال السوري قابضا بقلبه على سوريا كما يمسك الطفل المتعلق بأمه بثيابها اذ تتركه، وكما يمسك العاشق بيد حبيبته متوسلا الا تهجره وكما يمسك المؤمن بكتابه وكما يمسك القمر بالأرض والبحر بالشاطئ
هذا الجهد لقطع الشريان والحبل السري بين السوري ووطنيته كان كفيلا باسقاط كل حزب العدالة التركي خلال اسبوعين واسقاط كل تركيا في فوضى عنيفة وانقسام الى دويلات قزمة .. وكان كافيا لتحرير العراق من الاحتلال خلال عشرة ايام ..وكان كفيلا بأن يحرر الضفة الغربية والقدس والنقب والجليل خلال اسبوع ..وكان كافيا لدعم بشار الأسد لاسترداد الجولان خلال ثلاثة أيام وكان كافيا لاسقاط حمد بن خليفة خلال ساعتين وعشر دقائق (عشر دقائق زيادة بسبب وزنه التي ستجعل انقلاعه عن الكرسي بطيئا مترهلا) وكان كافيا لاسقاط المملكة العربية السعودية خلال ساعة واحدة لأن هذه الدولة مبنية على الملح كما قال منيف الرزاز في روايته الشهيرة عن السعودية “مدن الملح”..وكان هذا الجهد والمال كافيا لاعادة رفيق الحريري الى الحياة وايقاف مهزلة المحكمة الدولية..واعادة سعد الحريري وكل تيار المستقبل والقوات اللبنانية الى مشفى المجانين أو روضة الأطفال ..
الاستفتاء الهائل الذي صوّت للرئيس الأسد بالأمس كان بحق مذهلا للجميع وكان محرجا بشكل شديد للمعارضة وفريق تصنيع الأكاذيب وتعليبها..وليس من العقلانية أن نقبل أن كل هؤلاء المؤيدين للأسد خرجوا بالقوة، لأن ذلك اهانة للشعب السوري الذي لايليق بالثورة أن تنسب الجبن اليه وهي التي تباهي بشجاعة الشعب السوري..ولايمكن الدفاع عن هذا الادعاء فلو كان المتظاهرون لايؤيدون لكان انشق منهم جزء كبير ورفع شعارات اسقاط النظام في تحديه للنظام.. ولو أخرجت المعارضة هذا الحجم الهائل من الناس لسقط نظام الحكم خلال ساعات ولرأينا نائب الرئيس يخرج على الجزيرة ممتقع الوجه فيما رجل مجهول يقف خلفه ويقول منكسرا كما كان عليه الحال مع عمر سليمان في مصر: قرر الرئيس بشار الأسد التخلي عن منصب رئيس الجمهورية

أنا من هنا… أنا ههنا… وأمشط الزيتون في هذا الخريفْ… أنا من هنا… وهنا أنا… دوَّى أبي: أنا من هنا. . وأنا هنا… وأنا أنا….وهنا هنا… إني أنا… وأنا هنا… وهنا أنا… وأنا أنا…. وأنا هنا… إني هنا… وأنا أنا
.
(ديوان محمود درويش 2/394)

هذا المنشور نشر في المقالات وكلماته الدلالية , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , . حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s