اعترف انني عندما تعرفت على وسائل التواصل الاجتماعي كأحد منتجات الحضارة والعقل الانساني كنت مفتونا ومبهورا بها كما يحس الانسان بالدهشة وهو يرى سحرا أو كمن يكتشف سرا من الأسرار المخبوءة .. وانغمست متلذذا بهذا الطعم الجديد للحياة وأنا أدخل مقهى للكرة الارضية كلها .. بل انني تعاطيت هذا العقار الجديد للروح الذي يصلني بالدنيا حتى حد الادمان ..
ولكن حدث الذي يجب أن يحدث .. لقد تمرد الانسان داخلي عليّ .. وتعبت من “الضجيج الأبكم” في مقهى العالم المسمى وسائل التواصل الاجتماعي .. وأدركت أنني تحولت الى حيوان صامت أو يعيش بياتا شتويا اختياريا في فصل الصيف .. فبعد ان اعتقدت ان الحيوان الناطق الذي اكتشفه داروين سيرتقي ليصبح ” الها ناطقا” عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي سترتقي بالحيوان الناطق لأول مرة الى الانسان الناطق .. وجدت أنني تحولت دون أن أدري الى “حيوان صامت ..
وسأعترف أنني عندما كنت اكتب على صفحات الفيسبوك كان في داخلي شعور بالذل وشعور بالقهر .. الذل لأنني كنت كمن يجلس على مائدة اللئام ويأكل مجانا .. كان شعوري مثل أي لاجئ فلسطيني على مائدة الاونروا التي تمولها الامم المتحدة وغالبا الولايات المتحدة والدول الغربية .. تأخذ منه الامم المتحدة أرضه بقرار أممي رسمي ثم تحوله الى متسول ولاجئ وبعدها تتبرع له بالطعام والخيام .. الامم المتحدة تأخذ فلسطين وبساتين الليمون والزيتون والبرتقال وتعطيه خيمة وطبق أرز وملعقة!! .. وكنت أيضا مثل لاجئ سوري في تركيا .. سرق أردوغان معامله في حلب ودمر بيته في سورية ثم أعطاه “كمليك” وجعل أتفه شرطي تركي يتحكم فيه وفي أبنائه وبناته وزوجته وأخته ينقله كل يوم الى مدينة ومخيم او يرسله بالقوة الى ليبيا كأي مرتزق بحفنة من الدولارات المسروقة من معامل وصوامع حلب ونفط الجزيرة ..
مؤلم وموجع أن لاتكون في الدنيا سوى مائدة لئيمة وحيدة تعرض عليك أطباق الكتابة وأنت جائع للكتابة .. تكتب في الفيسبوك وأنت تجلس مجانا وتسكن مجانا وتأكل مجانا .. ولكن في النهاية كمن يكتب في صحيفة هآرتس او يديعوت أحرونوت .. أو كمن يضطر للسفر على متن شركة “العال” الاسرائيلية لأنه ليست لديه أجنحة وهو الوحيد بين البطاريق في القطب الجنوبي وليست هناك الا شركة “العال” تحتكر السفر خارج القطب الجنوبي .. لاخيار لك الا ان تصعد الطائرة الوحيدة في القطب كي تخرج من عباءة الثلج والجليد والصقيع وتعود الى الصحراء حيث تستريح الشمس وتسكن وتتمشى عارية أمامك دون ان تتدثر أو تتزين بالثلوج القطبية وأزياء الغيوم الرمادية وأزرار البطريق ورسوم الرياح القطبية .. كنت في كل مقالة مثل مسافر يظن أنه يصل الى أرضه .. ولكن كانت الطائرة تحوم وتحوم وتكاد تحط على المدرج قبل ان تعود بي الى القطب الجنوبي لأنني كنت ارفض ان اكتب تصريحا قبل النزول أقر فيه انني عجل من عجول البحر أو بطريق من بطارقة القطب .. بطارقة التطبيع العربي .. وأرفض أن جنسيتي قطبية ..
ومع هذا الاضطرار للكتابة على الفيسبوك كنت سعيدا لأنني عبر منصة الفيسبوك أو منصة شركة “العال” استخدمها لأقترب من الناس .. أراهم ويرونني وألوح لهم من شبابيك الطائرة ويلوحون لي .. أبعث لهم بالقبل وارفع شارة النصر باصابعي كما كان يرفعها الأسير السوري العملاق وأستاذ نيلسون مانديلا صدقي المقت من خلف زجاج وقضبان المحاكم الاسرائيلية .. ان شعوري بالذل انني كنت على منصة اسرائيلية لم يكن يضاهيه اي شعور .. فهل هناك فرق بين مارك زوكربرغ وبين اي صهيوني؟؟
أما شعوري الثاني بالقهر الذي كان ينتابني فهو شعور مؤلم كشعور الجريح بجرحه الغائر وهو يمرغ بالملح .. لأن الفيسبوك كان يجسد الديكتاتورية الصهيونية ومواثيق الامم المتحدة .. انت توقع بالقوة على قرار انضمامك الى هذا التجمع لصاحبه الصهيوني .. انت لست في بيتك بل ضيف في بيت الآخرين .. وهم يقررون ماذا عليك ألا تكتب وماهي الصور التي تعلقها على جدار بيتك وماهي الموسيقى التي تسمعها وماذا تلبس وكم تأكل وماذا تشرب ومتى تخرج الى الحمام ..حتى تكتشف انك كنت تعيش في سجن او اقامة جبرية ..
تخيلوا انني في بيت مارك زوكربرغ كان يمكنني ان أضع صورة البغدادي وصورة هتلر وصورة بن لادن وان أضع صور العاهرات والمومسات وأتصفح كل كتب الشيطان وان اهاجم الذات الالهية .. ولكن لم أكن قادرا على ان أضع صورة للسيد حسن نصرالله او علما لحزب الله أو أن اقول شيئا لايعجب ادارة الفيسبوك .. لان العسس الفيسبوكي له ذباب يكتب بك تقارير كيدية ويرسلها الى معلمه .. لتفاجأ بزوار الفجر او زوار اي لحظة .. لايستأذنونك ولايطرقون الباب .. بل أنت تفيق وتفتح عينيك في السرير فتجد شرطة الفيسبوك في الغرفة يحملون لك قرار القاضي الفيسبوكي بمحاكمتك وصدور الحكم عليك وحبسك في غرفتك دون ان يستدعيك احد ودون ان يسمع دفاعك أحد .. قرارات تعطيك شعورا كابوسيا مثل شعور بطل قصة “المسخ” لفرانز كافكا الذي يفيق على كابوس انه تحول الى حشرة عملاقة ولاأحد يتعرف عليه ولايسمعه احد .. وانت في لحظات تترك حبيسا في غرفتك .. كلما ذهبت الى الباب تجد انه مقفل عليك .. حتى النافذة تختفي .. وانت في زنزانتك من دون اي نافذة دورة مياه تقضي عقوبة بالسجن الانفرادي لاسبوع او شعر او ثلاثة أشهر .. وأحيانا يكون الحكم عليك بالاعدام من دون مقدمات وبأعذار واهية عن خرق التعليمات كما حدث مع الصفحة الاولى لقلم نارام سرجون .. فمن حيث لاأدري وفورا عقب نشر مقال (اسرائيلية على مائدة افطار دمشقي) .. افقت ووجدت سياف الفيسبوك يقف مثل سيافي داعش ويقرأ علي تهمة الكفر والالحاد وسب الذات الالهية وقرار المحكمة الشرعية للخليفة بقطع رأسي .. ودون انتظار او محاكمة عادلة يوضع كيس أسود على رأسي وتقيد يداي الى الخلف بقوة .. و … يهوي السيف .. وينتهي كل شيء وكل عمري الفيسبوكي .. ويترك الرأس على قارعة الطريق كي يكون عبرة لمن يعتبر وسب الذات الاسرائيلية الصهيونية ..
لاأدري ماهو الفرق بين سياف داعش الذي يقطع رأسك وبين سياف مارك زوكنبرغ الذي أيضا يقطع رأسك .. او راس قلمك؟؟ ولاأدري ماهو الفرق بين السياف الذي وصفه نزار قباني في قصيدة (السيرة الذاتية لسياف عربي) وبين سيافي الفيسبوك؟؟ .. السياف العربي في القصيدة يقول: (أيها الناس .. لقد صرت سلطانا عليكم .. فاكسروا اصنامكم بعد ضلال واعبدوني .. ايها الناس .. أنا أملككم كما أملك خيلي وعبيدي .. وأنا أمشي عليكم مثلما امشي على سجادة قصري .. حاذروا ان تقرأوا اي كتاب .. فأنا اقرأ عنكم .. حاذروا ان تكتبوا اي خطاب .. فأنا أكتب عنكم ..حاولوا ان تسمعوا فيروز بالسر … حاذروا ان تدخلوا القبر بلا اذني .. والزموا الصمت اذا كلمتكم .. كل شيء يشترى في عصرنا .. حتى الاصابع .. اشتروا فاكهة الفكر وخلوها أمامي ..واطبخوا لي شاعرا .. واجعلوه بين أطباق طعامي)..
تخيلوا ان احدنا يرى أخاه الكبير ومن علمه الرماية ويحنو عليه ولكنه لايستطيع ان يسلم عليه ولاأن يكلمه ولا ان يحمل صورته ولاان يعانقه اذا شاهده في الطريق لأن العسس ورجال الامن الفيسبوكي – وليس رجال المخابرات العربية كما كان عليه الحال سابقا – هم الذين يرصدونه ويتابعونه ويراقبونه ويتنصتون عليه .. ولذا فانه يرى اخاه الذي يحبه في الطريق فيتجاهله وينظر اليه كالغريب او يتجنب ان ينظر في عينيه ويتابع سيره لايلوي على شيء .. هكذا كنت وأنا أضطر للتقية الفيسبوكية .. أحب أخي الكبير حسن نصرالله ولاأقدر ان اعانقه ولاان أعلق صورته .. خوفا من عسس مارك ..
اليوم وبعد عملية الاعدام الثانية التعسفية ودون اي انذار لصفحة بقلم نارام سرجون .. قررنا اننا لانريد مائدة مارك .. الذي لايختلف عقله عن عقل اي سلطة اسرائيلية في فلسطين .. الفلسطيني يزرع ارضه ويرعى أشجار الزيتون لعشرين سنة ثم يأتي الجيش الاسرائيلي بمصفحاته ومجنزراته مع قطعان المستوطنين ويهدم له بيته ويقتلع له مئات الأشجار التي رباها مع أولاده عشرين عاما .. ويتركه بين جثث الأشجار وجثة بيته وعقله .. ويغادر عناصر الجيش الاسرائيلي المكان بسيارات الجيب وكأنهم دمروا مجرد وكر للنمل .. وليس بيتا لأنسان واشجارا صارت مثل الانسان ..
هل يعقل ان نستسلم؟؟ هل يعقل ان يتحكم سياف الفيسبوك بذرائعه الواهية في من اخترع الحرف .. نحن لم نخترع البارود ولا من اخترع المحرك البخاري .. بل نحن من اخترع الابجدية للدنيا ولايجوز لأي مخلوق ان يقرر ماذا نكتب على دفاترنا الخاصة وألواحنا الحجرية .. ولاماذا نعلق من لوحات على جدران بيوتنا .. انه شعور بالغضب والحيرة يشبه تماما شعوري وانا أقدم جواز سفري السوري الى سلطات مضيق جبل طارق .. أنا الدمشقي الذي عشت هناك ومرّ جدّي من تلك البقعة الى اسبانيا ليبني حضارة الاندلس .. أقف في نفس النقطة التي وقف فيها طارق بن زياد مع جدّي .. ولاأقدر على المرور .. وأقف انتظر توقيعا وتأشيرة لأدخل حيث دخل جدّي .. واطلب الاذن بالدخول الى بيت عاش فيه لثمانية قرون .. وهاأنذا اليوم ابن الحضارة السورية وابن كنعان وآرام واوغاريت وابو الحروف كلها .. واذا شرحتم جسدي لن يخرج منه عنب وتفاح بل حروف وكلمات وشعر .. اقف امام مارك زوكربرغ واتوسل اليه ان يسمح بمرور بعض الحروف؟؟ فاذا كنا قد لاعبنا قطط مارك وعسسه في الماضي كي نمرر آراءنا ونلعب اللعبة وفق قواعده فاننا اليوم لم نعد بحاجة لذلك .. لقد استخدمنا منصة العدو الى أقصى حد يمكن استخدامها فيه .. وسنعيد اطلاق طائر الفينيق .. وسنعيد الرأس المقطوع الى جسد الحرف .. ولن نكتب على سطح الماء قصصنا ولاعلى سطح جليد الذي كلما ذاب ذابت حروفنا معه وتلاشت ..
ولذلك قررنا اعادة اطلاق هذه المدونة كنوع من التحدي .. والكتابة بالنقش .. والنحت على الصخر .. والنحت على وجه الزمن .. فالمعركة مستمرة وان هدأت أصوات المدافع وأصوات محامي الشياطين وأصوات القضاة ومجانين البنتاغون والخلافة .. واذا كان المحاربون يستريحون فاننا محاربون لانستريح .. ولن نستريح قبل ان نصحح مسار التاريخ والجغرافيا والمنطق .. حروفنا معنا كالأزاميل .. وأصابعنا معنا .. ونحن أحرار ابناء أحرار ..
أيها الأصدقاء .. الرحلة مستمرة .. احزموا حقائبكم وتعالوا معي الى هذه الرحلة ..
و نحن معك حيث شئت، ولن نستغني عن المشي خلفك حيث حروفك وكلماتك التي تبعث فينا الأمل وتدب فينا الحماسة، سر والله معك ونحن من خلفك… سلمت أناملك.
عظيم ………لماذا لايقوم السوريين ببناء شبكة تواصل اجتماعي للعرب …………
تعلمنا منك الإرادة أستاذنا الكبير و سنبقى نتعلم حماك الله
الرحلة مستمرة وانشالله تبقى مستمرة
الرحلة مستمرة و الحرب و نحن معك دائما و ننتظرك دائما أيقونتنا السورية الأغلى نارام المحارب حماك الله
كطائر الفينيق ينهض النارام رغم الجراح ويحلِّق من جديد في الذّاريات نسراً شامخاً شموخ القاسيون..
قدرُك أن لا تستريح أيها الفارس الحّر .. وقدرُ الأحرار المواجهة و ان لا يستسيغوا موائد اللئام …
من ثمارهم تعرفونهم … وقد عرفناك أيها المحارب … وسنكون معك أينما كنت و حيث يجب ان نكون …
صار لي يومين وأنا أبحث عنك يا عزيزي على google واليوم وجدتك هنا ! لأنني مثل الضائعة بدون مقالاتك مع العلم بأنه ليس لدي صفحة فيسبوكية والحمد لله . أهنئك على قرارك بترك الفيس وكما تعلم أن الصين لديها شبكة تواصل خاصة بهاوليست بحاجة للفيسبوك لأمريكي.
مع احترامي وتحياتي
أميمة
لك السلام
خطي عربي
شكرا لك صديقي الحبيب
كم نحتاج لهذه الروح الثورية، لهذا العنفوان و لهذا الحزم في التمرد على كل صهاينة العولمة
تابع أيها القلم السوري الأصيل القلم الفينيقي الارامي السرياني الكنعاني ياقلم الحضارات ، نحن افتقدناك… وها انت تظهر كطائر الفينيق من تحت الركام والحطام الذي افتعله هذا الصهيوني… لكن هيهات منا الذله
دام قلمك ونبعك الذي لاينضب ،
ودامت كلمتك خنجرا في قلوب الأعداء
حماك ربي .
GLOIRE AU HIZBOLLAH
GLOIRE AS BASHAR HAFEEZ AL ASSAD
MERCI MR SERJUN