آراء الكتاب: فيروس عنصري … جريمة نكراء … وإعلامٌ يُهان … وساسة نجباء أذِّلاء… ورئيس مؤمن فوق العادة !..- بقلم: متابعة من ألمانيا

وأخيراً… إشارة حياة من أوروبة تصدُر على لسان كلٍ من وزير الخارجية الألماني ووزير الاتحاد الأوروبي.. والإثنان يشجبان ويستنكران!…

ان التظاهرات والإحتجاجات السلمية في الولايات المتحدة الاميركية ” مفهومة وأكثر من مشروعة”…هكذا نطق المجتهد الأصغر وزير الخارجية الالماني قدّس الله سره !..

خلال مؤتمر صحفي عقده وزير الخارجية الالماني الإشتراكي الهوى والهوية مسيو هايكو ماس اليوم الثلاثاء 2 حزيران 2020 في العاصمة برلين مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا أجاب قائلاً: إنه “بالنسبة لنا: (القاعدة هي أن الاحتجاج السلمي يجب أن يكون دائماً ممكناً، ولكن يجب أن يكون سلميا”. جاء ذلك بعد أن اعتبر ماس الاحتجاجات السلمية في الولايات المتحدة “مفهومة وأكثر من مشروعة”)..وذلك على خلفية قتل الإميركي جورج فلويد خنقاً على الملأ و بطريقة وحشية، شنيعة ووضيعة على يد ضابط أو افراد من الشرطة الاميركية…
وأضاف مسيو ماس رداً على أسئلة الصحافيين في برلين: “أريد أيضاً أن أعرب عن أملي في ألا تؤدي هذه التظاهرات السلمية إلى مزيدٍ من العنف، والأهم من ذلك، آمل أن تقود هذه التظاهرات إلى نتائج (إيجابية) في الولايات المتحدة”.

d3679f1cd7684383443b79b80435e08f


ومن جهة أخرى، أكدّ وزير الخارجية الالماني ان مكتبه ” سوف يتصل” بمكتب نظيره الاميركي للوقوف على الظروف الدقيقة للهجوم على فريق القناة الالمانية DW أثناء قيامهم بتغطية مسيرة احتجاجية في مدينة الربيع الاميركي مينابوليس… وقال الوزير هايكو ماس إنه سيتواصل مع السلطات الأمريكية فيما يتعلق بتقارير عن تعرض فريق عمل تابع لقناة دويتشه فيله التلفزيونية الألمانية لإطلاق مقذوفات بينما كان يعمل على تغطية الأحداث هناك!.
وتابع سيادة الوزير الألماني انه “يجب „تمكين“ الصحفيين من أداء عملهم، ألا وهو تقديم تغطية صحفية مستقلة، في أوضاع آمنة. “يجب “على الدول الديمقراطية التي تحكمها سيادة القانون أن تطبِّق أعلى المعايير لحماية حرية الصحافة”.

الجدير بالذكر بأن مراسل القناة والمصور المرافق قد تعرّضا يوم الجمعة الماضي الى اطلاق رصاص مطاطي من شرطة مدينة مينابوليس في واحدة من مواجهتين معهم.
حيث عرقلت، ضايقت ومنعت الشرطة الاميركية على الارض قبل ذلك الفريق نفسه من القيام بتغطية الأحداث رغم حصول الفريق على ترخيص رسمي بذلك، وهددت الشرطة عضوي الفريق بالاعتقال في حال إستمرارهم بنقل الأحداث وبالتغطية على الأرض!..
انها الديموقراطية وحرية الصحافة !..

حصل هذا ويحصل في أعتى ديموقراطيات العالم ولم يرِّف جفن لجماعة الصحافة الحرّة وحرية الرأي والكلمة ولم ينطقوا ولا من ينطقون!..

101381498_2931228433613401_2605068686326759424_n

في غضون ذلك، صحا وإستفاقَ الاتحاد الأوروبي من غيبوبته وعبَّر أيضاً بعد أيام بل نحو أسبوع على وقوع الجريمة ، عبَّر عن صدمته “لوفاة” فلويد، مبدياً أسفه “للاستخدام المفرط” للقوة من قبل رجال الشرطة،! وذلك على لسان وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل هذا اليوم الثلاثاء!..
يا للهول… وكإنَّ الراحل الضحية فلويد توفي أثناء نومه على سريره وليس مخنوقاً بكتم الانفاس!.. وكإنّه ليس مقتولاً بعنصرية وحشية وهوليودية بغيضة في القرن الواحد والعشرين!…

وهكذا ، بعد ان القى الرئيس الاميركي خطاباً نارياً ديكتاتورياً لم تشهد أعتى ديكتاتوريات العالم نظيراً له، حيث هدَّد الشعب بنشر الجيش المدجج على وقع صدامات صادمة بين المتظاهرين والشرطة على اسوار البيت الابيض لتفريق المتظاهرين الذين وصفهم الرئيس المصارع ” بالإرهابيين” بالقوة و باستعمال الغاز المسّيل للدموع والرصاص المطاطي وذلك لإفراغ ساحة لافاييت في العاصمة واشنطن كرمى لعيون الرئيس ، الذي اراد التمختُر والسير للوصول الى كنيسة سانت جون الأسقفية وقام بحركة إستعراضية رخيصة ليستخدمها دعائياً في حملته الرئاسية ، حيث حمل الإنجيل المقدّس بين يديه الشريفتين الملطختين بدماء شعوبنا ونار حقول قمحنا وأُخذت له الصُور تمجيداً وتخليداً لرئيسٍ أميركي طوباوي آخر ..
يا للعار .. يا لحرمة الكنيسة والإنجيل ان تكون ويكون، اداة إستعراض للرئيس المؤمن الإكسترا الذي يرشحُ جبينهُ الناصع زيتاً أسوَداً بنكهة البترودولار!..

تمخَّضت أوروبة فوَلدَت على إستحياء بعد اسبوع، إستنكاراً خجولاً وشجباً مخادعاً ، وطلباً يُشبه الإستعطاء والإستِجداء وقلقاً لا يُسمن ولا يُغني من حقوق الانسان شيئاً!… (حاكم حقوق الإنسان لا تشمل بعض بني البشر من الأفارقة او العرب !..) لماذا هذا التخاذل؟..

س سؤال:
ماذا لو حمل رئيساً عربياً مؤمناً القرآن الكريم او الإنجيل المقدّس وإِحتمى بالجامع او الكنيسة بعد جريمةٍ نكراء حدثت في بلاده !؟..
ماذا لو وقعت هذه الجريمة الموصوفة في اي بلدٍ عربي ، ماذا لو تعرّض فريق صحفي للمضايقة او الإصابة او بالحد الأدنى للإعاقة والعرقلة من القيام بمهام الصحافة كما حدث مع فريق القناة الألمانية!؟.. ماذا كانت الصحافة الغربية لتفعل ازاء هكذا مضايقات إعلامية او هكذا جريمة!؟.. هل كانت لتتجاهل الخبر او تتناوله من زاوية اجرامية والتقليل من شأن الجريمة والقتيل معاً! !؟.. وماذا كان ساسة المانيا وفرنسا وسائر الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة بفاعلين!؟.. هل يجرؤون على تجاهل خبر الجريمة !؟.هل سيكتفون بالتصريح بعد اسبوع والإستنكار الخجول رعباً وخوفاً!؟..

سيصمتون !؟.. أم ان سيمفونية حقوق الإنسان لا تنطَبِق ولا تُطَّبَق الاَّ على شعوبنا فقط!؟..

101269377_582638659037791_6204516821022801920_n

هذا المنشور نشر في آراء الكتاب, المقالات. حفظ الرابط الثابت.

1 Responses to آراء الكتاب: فيروس عنصري … جريمة نكراء … وإعلامٌ يُهان … وساسة نجباء أذِّلاء… ورئيس مؤمن فوق العادة !..- بقلم: متابعة من ألمانيا

  1. Nabuokz Nuosr كتب:

    من المؤكد ان سمفونية حقوق الانسان لا تطبق الا علينا لاننا اضعف من ان نحمي انفسنا . علينا تقوية ذواتنا بالاصلاح الداخلي وضرب الفاسدين بقضيب من حديد وتحسين اداء القضاء لانه لا يعمل.

أضف تعليق