هناك في عالم الثقافة مزيّفون إلى حدّ ِنسخ و تزوير و ادعاء الزخم و هم أبعد ما يكونون عن الزخم و عن تبني أيِّ معنى من المعاني التي ينقلونها عبر جسرٍ لا شعوري ممتدٍ ما بين لا وعيهم العميق و لا وعيهم الأقل عمقاً , و في إطار التعيينات الإدارية و الفكرية و الثقافية لا بدَّ من حدٍّ أدنى من الحدود التي لا يجب أن تكون مخفية لا يراها إلا البعض المتعمِّق في التحليل و السبر في حين تبقى غامضةً أمام بقيَّة الأعين و التطلعات !
من أصدقائي الذين يسبرون الآلهة زيوس و لربَّما رأيتم بعض غضباته لكنكم رأيتم حكمته الأكبر في عدم ترويج الانطباع الأول دونما تجارب متتابعة و متناثرة في عوالم الإدارة الإلهية و البشرية و عليه ما زالت تجربة أصدقائه في الشركة العامة لمصفاة حمص تعزِّز تجاربه مع الجميع من أصدقاء و من أعداء آنيين أو دائمين !
و عندما فاجأني بأعماق بعض رؤساء الأقسام المناطقيين إلى حدِّ ذكر مناطقهم و مناطق غيرهم و ضيعاتهم و ضيعات غيرهم و بإصرارهم الدائم على ذكر هذا الموضوع تأكدت أنَّ الوحش السلفيّ المناطقيّ الطائفيّ الحاقد في دواخلهم الضالة و الذي ينطلق من وجوب تدمير كلِّ شيءٍ في سورية لأنَّ بيوتهم الحجرية كعقولهم قد دمِّرت مع أنَّ سورية قدَّمت لهم الكثير بالانقلاب على الإقطاع المتحوِّل ليغدو ركيزتهم الأولى أصبح يغزوهم و يعزِّز أحقادهم الضامرة أكثر و أكثر ممِّا يجعل أيَّة مؤسَّسةٍ في سورية قنبلة موقوتة بهؤلاء و ممَّا يجعلها أيضاً بكلِّ مكوِّناتها الوحدوية الفسيفسائية عرضةً للتفكك و الانفجار لتتناثر في عالمٍ مجهول من القبح و الضياع !

لا بدَّ لكلِّ من يدخل إلى عوالم المناصب الإدارية مهما كانت صغيرة أن يخضع لسبرٍ نفسيّ له 60 بالمئة من التقييم سبر يؤكِّد انتماءه الواضح لسورية الأم لا انتماءاته المضمرة لمن يضمرون لها كلَّ شرّ و يؤكِّد مرونته و قدرته على التعامل الإنساني الميداني بعيداً عن الانفعال أو إثارة الانفعال , و أمَّا عن ال 40 % الباقية فهي تكفي أيَّ جامعيّ ليتعلَّم في أيام بسيطة ما يتعلمه أيّ معتنق منصب يعتقدون أنَّ المنصب سينهار من ورائه و حكماً لن ينهار فسياسة التوازنات اللا منتمية لسورية “بحجة أنَّ الأزعر يستطيع لملمة الزعران أكثر من المؤدب” هي التي تعصف بكلِّ بنيانٍ مؤسساتيّ و وجودي و معرفي ليتشظَّى على كافة مساحاتها المنتمية !
و سمعتُ من صديقي زيوس نكتة تقييمه السلبيّ من هؤلاء بحجة التنظير المنكمش و المنفلت و الأمامي و الورائي وفق أنظارهم المعبَّأة بالتحامل و حشر أنوفهم في ما لا يعنيهم مع أنَّهم خوَّافون و هم أوَّل مَنْ يخشون مِنْ وجوده على رأس فرقائهم حيث ستظهر عوراتهم إلى حدٍّ لا يمكن التستُّر عليه مهما حبسوا ألسنتهم حينما تفضحهم تصرفاتهم و لو بموقفٍ صغير لا شعوريّ !
السيِّد المدير العام للشركة العامة لمصفاة حمص كما صوّروه لي بتجرّد يحمل بوادر التنوير الحقيقيّ ليعتنقه و معالم الهدوء الراسخ ليثبِّت هذا الاعتناق و عليه لا بدَّ من تعزيز الرؤى التنويرية أمامه كي لا ينكمش هذا التنوير وسط العتمات المتزاحمة على اقتناص كلِّ فسحة ضوء و أتمنى لكلِّ تنويريّ أن يستخدم يد موسى لتخرج بيضاء ناصعة بنسبة 40 % تكفي للتوازن أمام جحافل الظلاميين الذين يُعتمون الأوطان و المؤسسات إلى حدِّ تيئيس الجميع الحائر بتفاؤله!
تركتُ صديقي زيوس في الشركة العامة لمصفاة حمص يلملم يده البيضاء كي يستجمع ما يقدر من أيادٍ عاملةٍ سمراء!
و ما على زيوس إلَّا تفكيك الجيوب النكراء !
بقلم زيوس حدد حامورابي