ربما كان اسم رامي مخلوف هو الاشهر على الاطلاق في سورية في العقد الماضي وربما كان هو الاسم الذي بنت عليه الثورة السورية فلسفتها الثورية والاسلامية وألهمت الناس مشاعر الغضب والرغبة بالعدالة الاجتماعية .. لأن تحريض الناس كان يبدأ بقانون الطوارئ والمادة الثامنة للدستور حيث حزب البعث هو الحاكم للدولة والمجتمع .. ولكن ذروة التحريض كانت تبلغ مداها في الاشارة الى اسم رامي مخلوف الذي صار رمزا لحكم الطائفة التي تنهب البلاد سياسيا وتعكسه اقتصاديا وثراء خياليا لايرحم ولايعرف حدودا .. وكان اسم رامي مخلوف يتردد في كل الاوساط بشكل مثير للاستغراب قبل الربيع العربي في عملية تحضير نفسية لالهاب مشاعر الناس وحقنهم بالكراهية والاحساس بالغبن .. وأنا شهدت مظاهرات كان اسم رامي مخلوف يتم ترداده أكثر من اسم الحرية والديمقراطية مثل (وينك يارامي مخلوف .. تعد ألوف بعد ألوف) .. ورغم انني لم أدافع عن الرجل يوما واعتبرت ان وجوده تحول الى نقطة دسمة تقتات منها حشرات المعارضة وذبابها الا انني كنت أسمع عن أنه يقوم بأعمال خيرية في أكثر من مكان .. وكان اعتراضي دوما هو ان الأعمال الخيرية يجب ان تقام لها مؤسسات لاتنتمي الى أفراد بل ينتمي اليها أفراد ويكونون من الممولين العديدين والا تحول العمل الخيري الى قطاع خاص أيضا ويتم استثماره سياسيا ..
ولكن طوال كل الفترة التي شهدت صعود اسم رامي مخلوف فان ان الرجل حافظ على حضور متواضع في الاعلام والنشاطات الدعائية .. ولم يسمع أحد منا بحفلات باذخة وماجنة قام بها بل ان أحدهم قال ان الحفلات الخيرية في الجامع الاموي في شهر رمضان كانت تمول منه شخصيا .. وبقي هذا الزعم افتراضيا لانني لم احصل على دليل يقيني واعتبرت انه نوع من أنواع الترويج المعاكس لتبريد مشاعر الناس ..


وعندما انطلقت الحرب على سورية وكان اسم رامي مخلوف الشرارة القوية التي استعملت اختفى اسم الرجل من المشهد وخاصة منذ ان تعثر في احد تصريحاته وتحدث بطريقة غير حصيفة لاتعبر عن دراية بالشأن السياسي وبدقة التصريحات .. ولكن النار اندلعت وكان الاخوان المسلمون لايملون من ذكر الرجل .. والحقيقة ان للرجل فضائل على الاخوان المسلمين حيث من غير قصد أعطاهم مادة للترويج لدمويتهم .. وهم الذين استثمروا قبل ذلك في اسم رفعت الاسد وتصرفات سرايا الدفاع في الثمانينات ..
ربما كان التمرد الاخواني في الثمانينات هو رد مباشر من معسكر كامب ديفيد على الموقف السوري العنيد وعقابا له ولكن تم استخدام سلوك سرايا الدفاع واسم رفعت الاسد في حشد الدعم للاخوان المسلمين الذين أطلقهم من اقفاصهم الايديولجية الرئيس “المؤمن” (انور السادات صاحب كامب ديفيد نفسه) .. وكما في الثمانينات فان سيناريو شبيها تكرر في عام 2011 .. حيث قادت سورية وايران حرب الرفض لمعسكر اميريكا في المنطقة وهزمتاه شر هزيمة في العراق ولبنان .. فكان القرار بمعاقبتهما بالثورة السورية التي كانت امتدادا لتمرد الاخوان في الثمانينات ولكنه كان هذه المرة امتدادا منظما ومدعوما دوليا وليس اقليميا كما كان من قبل من قبل أنور السادات والملك حسين في الثمانينات .. وكما كان اسم رفعت الاسد رافعة للتحرك ضد التسلط العسكري فان اسم رامي مخلوف كان رافعة هامة في عام 2011 واستثمرته المعارضة ايما استثمار .. وكان الجاسوس الاسرائيلي عزمي بشارة في بداية الاحداث لايمل من ذكر رامي مخلوف وعائلته ودورها في افقار الشعب السوري .. والحقيقة فان المعارضة والاخوان المسلمين يدينون بالكثير لرامي مخلوف لأنهم استعملوا اسمه كمادة دسمة وكان هو البارود الذي ملأت الثورة بنادقها العثمانية منه ..
ومع هذا فان الرجل حافظ على حضور متواضع في الاعلام وغاب في كل المناسبات العامة ولم يتصرف بشكل باذخ ولم يظهر ثراءه ولم يبالغ في اسرافه العلني .. وعلى العكس أظهر نوعا من القبول والاذعان لقرار الدولة عندما طبقت القوانين على شركاته وطالبته بمبالغ ضخمة لتسديدها كضرائب ..
واليوم ظهر أنس مروة .. وهذا الظهور ليس مجرد نزوة او غلطة .. بل هو ظهور يختصر الثورة السورية .. فالثورة السورية التي قادتها اميريكا واسرئيل عقابا على موقف سورية انما تولى الاشراف عليها واعطاءها اللون الشعبي السوري مجموعة من البرجوازيين السوريين السابقين الذين حرمهم حزب البعث والفترة الناصرية الاشتراكية من ثرواهم السابقة وهم يريدون استعادة أموالهم او على الاقل اعادة توزيع الاموال فيما بينهم .. فدفعوا فقراء السوريين للثورة باسم العدالة الاجتماعية .. وأنا شخصيا اجتمعت مع ثورجيين من الاقطاعيين السوريين ورجال الاعمال والصناعيين القدامى الذين خسروا أموالهم بسبب قانين التأميم وكانوا جميعا من الممولين للثورة وفي صفوفها الخلفية .. ولكن عددا منهم أعرب عن استعداده للعودة عن الثورة اذا مااستعادوا المصانع والمعامل وآلاف الهكتارات المصادرة في الاصلاح الزراعي ..
هذا الصبي التافه ابن ثائر تافه .. وماهو أتفه منه هو تبريراته الواهية من أنه أهدي المناسبة ولم يخطط لها .. وهو لايلام فهو ابن معارض كذب كثيرا وتلقى هدايا مماثلة فقط لأنه من عشاق الحرية .. ولذلك ترى ان هذا الثورجي الذي لاينام من أجل اسقاط النظام السوري واعادة ايران بعيدا عن حدود الجولان لم يحسن تربية ابنه لأنه ابنه لم ير والدا ثوريا ليتعلم منه .. فانصرف الابن ليمارس التفاهة على اليوتيوب ويبدأ رحلة البزنس من تفاهة العروض .. ونسي هو وأبوه ان الثورة التي ولعها أمثال ابيه مع أبيه تجوع وتتشرد وترمى في البحار ويتسول انصارها اللجوء والطعام وتباع بناتها في المعسكرات كمقويات للجنس .. تماما كما نسي العرعور ابنه يتسكع في بانكوك .. والقرضاوي نسي أبناءه سفراء وباحثين في جامعات اميريكا وأرسل أبناء السوريين والمسلمين كانتحاريين الى الجحيم باسم الجهاد ..
الثورة ظهرت على حقيقتها على برج خليفة الذي كاد يوما ان يكون مجسما لاظافر اطفال درعا أو لقضيب حمزة الخطيب الذي أشعل الثورة يوما ولكن تبين ان قضيب ابن انس مروة هو الأولى والأهم ..
دبي وبرج خليفة .. وآل ثاني في قطر .. وآل سعود .. وكل هذه الآلات هؤلاء هم آباء الثورة السورية .. وانس وجيله الذي فقس خارج سورية هو ابنها .. واهم انجاز لها هو قضيب ابن انس مروة .. أطال الله في عمره وعمر أبيه ونتمنى ان يزرع الخليج العربي كله قضبانا أعلى من قضيب خليفة ..
نعم لقد انتهى زمن رامي مخلوف ووصلنا الى زمن أنس مروة .. ولكن اذا اردت أن اقارن الزمنين اللذين كانا مؤذيين للمشاعر .. فان زمن رامي مخلوف – رغم تحفظي الشديد عليه – يستحق التحية والاحترام لأن رامي لم يكن سفيها في أمواله ولاسخيفا .. وبقي في بلده .. وبقيت ثروته في بلده .. رغم كل أكاذيب الثورة ..
========================================================
انا لااعرف ماذا يقول هذا الظريف الهندي .. ولكن لاشك انه سمع بأن الثورة السورية التي قامت من أجل الحرية والديمقراطية والكرامة .. انتصرت وفازت بصبي .. انها ثورة الكرامة .. ويسأل وهو يضحك ويقول: كنا نظن ان الثوار سيرفعون علم الثورة في قاسيون فاذا يهم لايريدون سوى مولود صبي لابنائهم .. أين العرعور .. ألن يعزف على الطناجر فوق برج خليفة؟؟.. وأين عزمي بشارة .. ألن يطلب 45 دكيكة بدل دقيقة لرؤية ثمرة الثورة السورية على البرج ؟ .. والقرضاوي ألن يقول دمه في رقبتي .. وغليون الذي حلم ان يكون الرئيس السوري ربما كان اسمه سيظهر على البرج الى جانب قضيب ابن أنس مروة …. وفيصل القاسم .. لاشك ان فيصل سيصاب بالاحباط .. لأنه كان يريد ان يزف خبر انتصار الثورة على الفساد والفاسدين … فماذا سيقول الان؟؟ سيغير اسم برنامجه الى الصبي المعاكس وسيحل محل الاتجاه المعاكس في تفاهته ..
ان الثورة بعد 10 سنوات حصلت على قضيب صبي .. مثل محاكمة الحريري .. حدثان دفع السوريون أثمانا باهظة بسببهما وانتهيا بمهزلة .. فعلا شر البلية مايضحك

WLED LAKHAB