أخشى ان يفجعني زمني بأن يظهر لي نبل أعدائي .. لأن العدو النبيل يهزمني دون أن يقاتلني .. ولابد لي أن أعترف أن العدو النذل لاتشرفني عداوته لكنني أتشرف بقتله .. وحالي مع أردوغان هو أنه صار من ذلك العدو النذل الذي لاأتشرف بعداوته .. لكنني سأتشرف بقتله .. ففي قتل الأنذال مسرّة ..
ومع هذا فانني لم أكن احلم يوما انني سأوجه شكري الى عدوي النذل رجب طيب اردوغان .. فلست ممن يوجه الكلام الجميل للأنذال ولمصاصي الدماء ولمن هو قبيح الخلق وسيء الطوية ومجرم بطبعه وطبيعته .. وكلماتي جواهر لاألقيها بين اقدام الخنازير كما أوصانا السيد المسيح .. ولكن اردوغان نال هذه المرة مني ووجدت انه لايليق بشخص مثلي أن يتجاهل كرمه وفضله عليّ .. وعلي أن أعترف ان الرجل لم يخذلني يوما فيما توقعته من سلوك نذل له .. ويتصرف كما لو أنه يسير على خط نذالة مجنونة لاينتهي أراه ملء أحداقي .. فحري بي أن أخصه بالشكر لأنه أثبت أنني كنت دوما على صواب في كل ماقلته ورأيته وعرفته عنه .. من نذالة الجنون وجنون النذالة ..

فدخول اردوغان على خط ناغورنو كاراباخ أثبت بما لايدع مجالا للشك أنه رجل نذل وغير متزن نفسيا وان حكمه للشعب التركي قائم على اشغاله بمعارك وحروب لانهاية لها كي يبقى في السلطة لتبرر له فرض ديكتاتوريته الاسلامية بذريعة المشروع العثماني الذي ينمو وينهض ويتوسع ولايحتمل التخوين وهو منشغل بفتوحاته .. ويبدو ان قناعته في الدنيا قائمة على ان لايوجد شيء اسمه صراع من أجل البقاء .. بل بقاء من أجل الصراع .. وكل من يتابعه يتساءل عن الحكمة من ان يقف على مفارق الطرقات ويشاغب ويشاكس ويقطع الطرقات ويطلق النار في كل اتجاه .. ولو أردنا أن نحصي له عدد الدول التي قام بمهاجمتها واستفزازها دون ان تتدخل في شؤونه فاننا سنتعب ونحن نعد ونحصي .. فهو استعدى سورية والعراق وهو استعدى الليبيين والمصريين والسعوديين والاماراتيين واليونايين والاوروبيين الفرنسيين منهم والألمان .. وهو أيقظ كل العدوانية بينه وبين الارمن والاكراد والقبارصة .. والصينيون متوجسون جدا من علاقته بالايغور وحشوهم كعبوات ناسفة تعود الى الصين .. وهو عدو للروس والايرانيين مهما تصافح معهم امام الكاميرات فهم لايحبونه ولايثقون به وهو لايحبهم كذلك .. وفي الحقيقة فانه مشتبك معهم سرا وبينه وبينهم ثارات .. فقد طلب من الايرانيين ان يغادروا سورية عام 2011 قبل ان يركلهم بالنار لأن سورية جزء من الاراضي العثمانية .. وعلاقته معهم قائمة على علاقة القط والفأر .. وأما الروس فقد حاول ان يكسرهم ويسقط طائراتهم ويحول سورية الى مقبرة لهم .. وفي داخل تركيا فان العداوة له انتقلت الى مرحلة متقدمة فهي مرحلة اما قاتل او مقتول ..
وشكرا لأردوغان لأنه أثبت أننا لم نخدع أحدا ولم نبالغ ولم نكذب عندما قلنا ان من يدعمهم ليسوا ثوارا بل مرتزقة من أرخص أنواع المرتزقة وأحطهم وأحقرهم وأصغرهم حجما لأن أول شيء باعوه هو ارضهم .. ولو وجدوا من يدفع لهم أكثر فسيذهبون ويقاتلون معه .. بل ان الجيش من المرتزقة السوريين سيحارب الجيش التركي اذا وجد من يدفع له أكثر من أردوغان .. ولذلك فان الجيش السوري لم يكن يقاتل ولديه اي شعور بالذنب من أنه يقاتل سوريين بل مرتزقة أجراء ليس لهم وطن ..

وشكرا لأردوغان لأنه وفر علينا الشرح لمن لايفهم وبما لايدع مجالا للشك أنه لايكترث بقتلى المرتزقة السوريين وهو يرميهم كالذباب في المحرقة العثمانية ولايبالي .. ولكنه أمام اي موت تركي يصاب بالجنون والهستيريا .. فوجدنا أنه فقد صوابه عندما قتل الجيش السوري خمسين جنديا تركيا أما عندما قتل آلاف المرتزقة السوريين في المعارك والحروب فانه لم تهتز فيه شعرة واحدة وكان يطلب منهم التضحية والذهاب الى الجنة فهؤلاء خدم وحشم وغلمان وذباب عثماني .. يموتون او لايموتون سيان عنده ..
وشكرا لأردوغان لأنه فضح المعارضين السوريين وتبين أنهم أكثر نذالة منه .. فهم كانوا يتحدثون عن ثورة الكرامة وأن الشعب السوري (مابينذل) وانهم لايبيعون حريتهم لأحد في الدنيا وانهم لايباعون ولايشترون في قضيتهم .. ولكنهم اليوم التزموا الصمت المطبق وصرنا نعرض عليهم الكرامة مجانا فلايتعرفون عليها ازاء هذا الاستخدام الرخيص للشباب المسلحين الذين صدقوهم .. وأنا اتحدى اي معارض – انتصار لكرامته – ان ينطق بكلمة توبيخ او عتاب او رسم كاريكاتيري موارب او اعتراض على اردوغان وعلى استعماله للحم السوري في اطعام ذئبته التركية .. فالنذل لن يكون حوله الا أنذال مثله يأكلون نذالة ويشربون نذالة ويكتبون نذالة ويرسمون نذالة ويصلون صلاة النذالة .. عندما يعظون وينافقون ..
واكبر شكر لأردوغان لأنه خلصنا من الشعور بالذنب ازاء هؤلاء المعارضين الذين كنا حائرين كيف نعيدهم الينا وهم عار علينا .. ولكنهم اليوم صاورا اتراكا أجراء ولاحاجة لنا بهم ولابسلالاتهم ولانسلهم ولاحاجة للانشغال بمستقبلهم في سورية بعد الحرب .. وتبين لنا ان عودتهم الى سورية في اي مصالحة ستكون خطأ قاتلا لأنهم ” حمار” طروادة الخسيس .. واليوم فاننا نقولها بالفم الملآن: لاتجوز اعادة المرتزقة الى سورية ويجب ان يموتوا في المكان الذي يليق بالمرتزق خارج وطنه .. ووطنهم الذي يستحقون هو زريبة عثمانية تليق بهم ..
ورغم كل قدرة هذا المجنون العثماني على البقاء الا ان الكثيرين جدا يجلسون على ضفة النهر ينتظرون ان تصل جثته مع التيار .. حشد كبير من الأمم يترقب ماء النهر .. أما أنا فانني سأبتعد عن هذا النهر الذي يحمل جثث أعدائي القذرة التي تلوث الماء الجاري .. فلست ممن يهوى أن يرى أعداءه جثثا تطفو .. ولست ممن ينتظر ان تنتقم له الأنهار .. ولا الأقدار .. فمن لم يمت بسيفي فان موته موت حقير .. ويبدو أن أردوغان سيموت موتا حقيرا .. كما عاش حقيرا .. وأنا من كان يسعى دوما أن أشرف هذا النذل بطعم سيفي كي يكون موته عظيما .. ومع هذا فانني سأتمنى له شخصيا نهاية عظيمة في كل يوم يستحقها بسيف سوري .. وليس نهاية حقيرة باردة كما يبدو .. فالموت بالسيف للأشرار غير الموت غرقا في الأنهار ..
