الكتابة باللحية والأدب السياسي اللحوي – بقلم: نارام سرجون

هناك نوع جديد من الكتابة السياسية والأدبية لم نتعرف عليه قبل اليوم .. وهو الكتابة اللحوية .. او الكتابة باللحية .. ففيما مضى كنا نسمع عن أدب المهجر وأدب الواقع وأدب المقاومة وأدب الاستقلال .. وغير ذلك من الآداب .. ولكننا اليوم نشهد ولادة شيء اسمه الأدب اللحوي .. أو الأدب الاخواني .. وهو نوع من قلة الادب للاسف لأنه فيه وقاحة وتفاهة .. وعندما تقرأ المقالة تحس أنها بلا رأس وينقصها شيء .. تغمس اصبعك في مرقها وتتذوق فتحس انها بلا دسم وانها من ذلك النوع من الحصى المطبوخ بالماء .. وتقلب المقالة على ظهرها وبطنها وتنظر اليها من الاسفل ومن الاعلى ومن اليمين ومن الشمال فلاترى لها رأسا .. رغم ان لها بطنا كبيرة واذرعا وسيقانا طويلة ومقعدا كبيرا ..


كنت حائرا في هذا النوع من الادب السياسي والمقالات الغريبة ولم اعرف تصنيفها وكنت مثل باحث حائر في مخبر يحلل زمرة الدم ويبحث في خلايا المقالة ويضع كلماتها تحت المجهر ليدرس خلاياها ونوع المادة الوراثية التي تحملها .. وعندما عرفت السر .. قفزت وأنا أصرخ مثل ارخميدس .. وجدتها .. وجدتها .. انه الادب اللحوي !!


فهناك كتابات كثيرة ومقالات تتحدث عن فلسطين وعن الحرية وعن اسرائيل وعن رفض التطبيع العربي ولكنها لاتذكر سورية باي شيء وكأن سورية غير موجودة في عملية الرفض والعصيان ضد اسرائيل والغرب من أجل فلسطين .. أحدهم أرسل لي “مقالة ملتحية” عن ان العالم العربي يتخلى عن فلسطين ولكن هناك دولا اسلامية كثيرة لم تنس فلسطين مثل أفغانستان وباكستان وتركيا الحبيبة وذكر ايران من باب انها اسلامية فقط .. وطبعا نسي الكاتب اسم سورية وانها أهم قوة معنوية عربية وعسكرية داعمة لفلسطين .. وهي الدولة الاهم الوحيدة الباقية على حدود فلسطين بسلاحها وجيشها .. وتقف مع حزب الله على فم اسرائيل تنتظر اي فرصة لحشوه بالصواريخ ..

افغانستان البعيدة وسكان كهوف تورا بورا فيهم الامل لفلسطين ولكن سورية لا .. وتركيا التي وصلت الى ناكورني كارباخ وليبيا وقبرص واليونان وتهدد روسيا في القرم ويهدد رئيسها انه سيفقد أعصابه ويضرب بلا رحمة لم تتذكر ان ترسل رصاصة الى فلسطين او حتى تزعج مقام السفير الاسرائيلي في تركيا وتطلب منه ان يذهب في اجازة لاسبوع واحد الى تل ابيب احتجاجا على ضم القدس مثلا .. بل العلاقات التجارية مع اسرائيل قوية جدا والتبادل على اعلى مستوياته اقتصاديا وامنيا وعسكريا .. وهذه التركيا الاسلامية دمرت سورية والعراق بمشروع داعش وحمت اسرائيل بتدمير اعدائها ومشاغلة حزب الله مع جيش الاسلام وجيش العزة والسلطان مراد وآلاف الايغوريين الذين لم ترسلهم تركيا الى غزة بل الى ادلب .. ومع هذا يصنف الكاتب تركيا على انها قوة اسلامية كبيرة داعمة لفلسطين .. واما سورية فلايجرؤ على ذكرها باشارة او همسة وشكرها وهي اهم عنصر في الدفاع عن فلسطين وكل الربيع العربي كان لاسقاط فلسطين من أدبياتها السياسية والتربوية والغاء نشيد فلسطين داري من الكتب المدرسية السورية ..


وطبعا عندما تكشف السر عن سبب هذه اللغة المبتورة وتكشف عن جثة هذه المقالة الميتة تكتشف اللحية .. فالمقالة بهذا النفس للاخوانيين والاسلاميين الحاقدين على سورية وبعضهم يخشى من مجرد ذكرها في مقالاته ويذكر كل اعداء اسرائيل ويغفل اسم سورية وحزب الله .. وتعرف ان الكتابة باللحية هي سبب من اسباب غياب سورية وغياب الحقيقة عن هذه المقالات التافهة اللاعقلانية .. ولاداعي كي تجري تحليلا مخبريا لتدرك ان ماساة فلسطين هي في النفاق والكذب والاصرار على اخفاء الحقيقة .. فالحقيقة هي ان فلسطين هي بنت سورية الطبيعية .. وذكر العالم مع فلسطين دون ذكر سورية هو ضحك على الذات او ضحك باللحى على اللحى .. واهانة للبنت ولأمها ..


مشكلة فلسطين هي في انه هناك عدم مصارحة معها .. الكل يكذب عليها حتى قسم من الفلسطينيين يكذبون على فلسطين لأن جزءا من هؤلاء الكتاب هم كتاب اخوانيون وحمساويون فلسطينيون لايزالون يتعلقون بأمل قادم من تورا بورا ويكرهون ان يعترفوا انهم اخطؤوا بحق سورية .. ويكرهون ان يقولوا الحقيقة من أجل فلسطين .. ولذلك فان تحرير فلسطين سيحدث بعد ان يغيب مثقفو اللحى .. أي سيتأخر قليلا بسبب اللحى والكتابة باللحى وتبويس اللحى بين الاسلاميين الذين لايزالون يظنون ان الاشارة الى سورية تفسد مشروعهم الاخواني العثماني وان انتصار سورية هزمهم وجعل السلطة في دمشق بعيدة عن اللحى .. وفي عرفهم فان اي انتصار لفلسطين بلا لحية ليس انتصارا حتى لو استعاد القدس ..


وطبعا سأقترح على صفحة افيخاي ادرعي ان تعيد نشر هذه المقالات الاخوانية التافهة والاسرائيلية الهوى .. وان يرسل أفيخاي بنفسه باقة ورد لكتبتها وبطاقة (شكرا لكم) .. ويضيف بأن اسرائيل ترحب باللحى والكتابة باللحى .. ويمكن ان يقول : التطبيع باللحى اهم من التطبيع في السفارات ..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

1 Response to الكتابة باللحية والأدب السياسي اللحوي – بقلم: نارام سرجون

  1. رائد زياد كتب:

    هم معذورون في هوسهم يا سيدي..
    صدمتهم في سوريا أيقظتهم من نومهم ومن أحلامهم التي لا يريدون أن يستيقظوا منها.. ولذلك ستبقى سوريا عقدة في عقولهم الضحلة!

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s