عن أبواقٍ في إعلامٍ وصحافة عربية أصبحت صحافة “عبرية” بقُدرة قادر ٍ من الأثرياء الجُدد .. وقُدرة سفير ٍ وكوهين ومُتَمَوِّلٍ بالبترودولار !..
دأبَ جهاد الخازن على الكتابة في الحياة وجريدة ابو منشار الخضراء وغيرهما مقالات وأعمدة ونوافذ في منتهى الحكمة والفلسفة .. واللطافة الطاووسية… والسياسة المتذبذبة !…وكأني به اليوم قد أصبح ابن خلدون لندن ، حكيماً فيلسوفاً يبني مدينته الفاضلة ما بين ضفتّي التايمز والسين .. والدنيا ربيع والجو بديع !!.
ودأبَت عيون وآذان جهاد الخازن ان ترى وتسمع ما يحلو للأمراء والسلاطين وأولياء العهد فقط … فهذه مقالات كتبها الخازن مؤخراً ، تنوَّعت مواضيعها وأفكارها.. مقالاتٌ كادت ان تخلو منها اي إشارة الى وجود عدوٍ مجرم غاصب لقدس الاقداس والجولان المحتل ، عدوٍ يترَّبص بنا يومياً فيقتحم ويغزو ويعتدي أرضاً وجواً وبحراً .. ويقصفنا مرةً في دمشق واخرى في غزة او جنوب لبنان !.. لكن،
يا سبحان الله كيف لجهاد الخازن ان لا يرى كلّ ما حدث ويحدث في بلاد العرب أوطاني !؟.. أين عيون وآذان جهاد نيتشه الخازن!؟..
معاذ الله ان أتحامل عليه وهو الخازن الذي يختزنُ قاموسه كل المفردات الهابطة الساقطة وكل التعابير المبتذلة السوقية التي تنافس سوقيتها لغة أزّقة وزعران الحارة ، ولكن … أنظروا الى عناوين مقالاته ( الكووووول) ومضمونها اللايت التي كتبها في العربي اليوم وغيرها… منذ اكثر من ستة أسابيع وحتى الساعة :


-اقوال في كرة القدم-طرائف بعضها عن الممثلين-اقوال بين الهذر والجّد-بعض النكات للترفيه عن القارئ (هههههه هههههته ترفيه)-أبيات من الشعر إخترتها للقارئ “١”-أبيات من الشعر اخترتها للقارئ ” ٢”-نكات من الصحراء الى ألاسكا-أقوال ان النساء والرجال والأطفال
-“رياض نجيب الريس”
-نكات عن الأطباء والموسيقيين وغيرهم-مختارات من شعر العرب ” ١”-مختارات من شعر العرب “٢”
-” أمير الكويت الراحل ” الأربعاء في ٧ تشرين الأول
-أخبار من جرائد لندن-أقوال وطرائف بعضها عن المحاميين-من شعراء الأندلس “١”-من شعراء الأندلس “٢”
-أقوال عن العمل والعمر والحكم في الثلاثاء ٢٩ أيلول
-أقوال عن النساء والرجال-من شعر عمر بن ابي ربيعة-كتاب نكات جيدة-بين الحياة والموت-من صحف الأحد في لندن-رجال ونساء “١”-رجال ونساء “٢”-سمعتهم يقولون “١”-سمعتهم يقولون “٢”
-” إسرائيل تقتل الفلسطينيين كل يوم الخميس ١٧ ايلول ٢٠٢٠” !!( وهذا هو المقال الوحيد الفريد من نوعه في سلسلة مقالاته!)
انه جهاد الخازن بلا فخر .. وانها عناوين مقالاته الاخيرة ، فماذا أنتم قارئون وقائلون!؟..
هذا ما كتبه الخازن المتواضع جداً جداً جداً في أرذل العمر .. وسيكتب مثله أو أكثر منه فيما نحن نشاهد ونتابع جرائم اسرائيل اليومية !..”لكنه للأسف غائب أو مُغَيَّب عن الوعي.. لا يرى لا يسمع ولا يكتب !!! ” ..نشاهد الإنبطاح الحرفي لتقديم فروض الطاعة والإستسلام .. ثم التطبيل للتطبيع فالتطبيع والدخول مع من دخل حظيرة المُطَّبعين .. وجهاد الخازن في وادٍ آخر أيضاً لا يرى ولا يسمع !…
في زمنٍ يهرول فيه العربان الغربان هرولةً وزحفاً زحفاً للتطبيع علناً نحو ت ل أ ب ي ب .. ،وفي زمنٍ أصبحت فيه لاءات الخرطوم الثلاث نعماً ونعم نعم بنكهة التآمر والخيانة وخذلان أم القضايا العربية .. في زمنٍ حصل ويحصل فيه كل هذا ترى فيه الصحفي الفلسطيني المخضرم ورئيس التحرير جهاد الخازن وكأنه يعيش في كوكبٍ آخر ومنفصلاً عن أرض الواقع.. الفلسطيني والعربي .. لا يكتب .. ولا يجرؤ !!!…
إذا كانت كل هذه العناوين والكتابات أعلاه، جُّل إهتمامات وأولويات كتابات المفكّر و الفيلسوف جهاد نيتشه الخازن حبيب الملوك ورفيق السلاطين والأمراء وزميلهم ،الفيلسوف الفلسطيني المولِد السعودي الهوى وربما الهوية أيضاً… وأيضاً.. فعلى الإعلام والصحافة العربية التي تتماهى مع “حياة ” الخازن قلماً وشخصاً السلام ..!!!..
أين كتاباتك الحديثة ايها الخازن عن الإحتلال الصهيوني لفلسطين المحتلة ومعاناة أهلنا من حصار غزة وفي الداخل ؟!..أين مقالاتك عن تهويد القدس وقضم وضّّم وسرقة الأراضي الفلسطينية يومياً !؟.أين مقالاتك عن شلاّل الدم الفلسطيني الذي لم يتوّقف بعد في الداخل الفلسطيني !؟..أين مقالاتك عن حق العودة الذي لا عودة عنه الى فلسطين المحتلة !؟.أين مقالاتك وكلمة حق واحدة إنتصرتَ فيها لقلب العروبة النابض ضد الحرب الكونية المسعورة عليها منذ عشر سنوات !؟..أين مقالاتك في تطبيع العربان الغربان مع الصهاينة والتطبيل له وبأقلامٍ عربية فاخرة فاجرة!؟..
وكإنك لا تجرؤ ..!؟.
هل قرأت ايها الخازن من أرض شكسبير لشكسبير ؟
هناك فرق بين:ان تكبُر بالعمر وأن تكبر بالعقل..فالأولى إجباري والثانية إختياري ..